|
الثورة - رصد إلكتروني وأضاف كاتب المقال ( ألوف بن) إن الخطة الموضوعة ستظهر في السنوات القريبة القادمة أعلام دول مستقلة جديدة أو متجددة مثل جنوب السودان ( الذي تم منذ فترة وجيزة) ثم كردستان ولاحقاً فلسطين و« كورنايكا» في شرق ليبيا، فضلاً عن انفصال الصحراء الغربية عن المغرب وتقسيم اليمن وانفصال عدد من ( امارات ) دولة الامارات العربية المتحدة عن الاتحاد الذي يربطها حالياً، ويشير ( بن) الى أن الانشقاقات ستطول المملكة العربية السعودية بين دولة الاماكن المقدسة في الحجاز ودولة نجد وانشقاق كيانات بلاد الشام إلى دول جديدة وسيكون الأساس في كل ما يرتب له في الوطن العربي مبدأ ما يسمى تقرير المصير للقبائل والعشائر والاثنيات. وأضافت هآرتس إن الخريطة الجديدة ستؤدي الى بناء منظومة علاقات جديدة بين دول المنطقة، وتكمن فيها فرص كبيرة لاسرائيل، السياسة الخارجية الاسرائيلية بنيت دوماً، حتى قبل قيام الدولة ، على الخصومات بين الجيران العرب والمسلمين، والوحدة العربية والاسلامية تعتمد بقدر كبير على العداء لاسرائيل، التي فضلت لهذا الغرض الوطنيات المنفصلة لجيرانها، فكلما كانت دول أكثر في المحيط سيسهل على اسرائيل المناورة بينها. أما الحدود في الشرق الاوسط فتقررت في المفاوضات بين القوى العظمى الاوروبية ، والتي ادارها موظفون بربطات عنق في قصور يلفها المجد، اعادة ترسيمها في القرن الواحد والعشرين تم بالقوة، بالحروب وبالثورات الشعبية ، وقد بدأ الاجتياح الامريكي للعراق ، قبل ثماني سنوات ، والذي حطم الحكم المركزي في مصلحة الجيوب العرقية، وتواصل مع الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، والذي أدى الى اقامة دولة بالفعل تحت سيطرة حماس ، ومع الاستفتاء الشعبي على تقسيم السودان، في نهاية حرب داخلية طويلة ووحشية، وقد تسارعت المسيرة مع الثورات في الدول العربية، والتي لا تزال توجد في بدايتها وقد ادت من الان الى حرب في ليبيا. وتؤكد الصحيفة أن باحثاً في صندوق امريكا الجديد في واشنطن، توقع تكاثر الدول واقترح على القوى العظمى السير في تياره ومساعدة الدول الجديدة، في كتابه كيف يدار العالم الذي صدر عشية الثورات في تونس وفي مصر ، توقع منظومة دولية يكون فيها 300 دولة مستقلة وسيادية ، مقابل نحو 200 اليوم. وفي أساس الانشقاقات يقبع ما يصفه الباحث بأنه ظاهرة ما بعد الاستعمار ، العديد من الدول نشأت من مستعمرات سابقة، ومنذ استقلالها تعاني من نمو سكاني غير قابل للتحكم، دكتاتوريات مفترسة، مؤسسات متفككة واستقطاب عرقي وقبلي، بالضبط ذات الاسباب التي تعزى اليها اليوم موجة الثورات في العالم العربي. وتشير إلى ان الولايات المتحدة ليست مذنبة في ان الكونغرس في برلين قسم في 1985 افريقيا دون مراعاة سكانها، او في التوقيع على اتفاق سايكس - بيكو أو في التقسيم البريطاني للباكستان وافغانستان، ولكن الولايات المتحدة ، الى جانب الدول العظمى الاخرى ، يمكنها وينبغي لها ان تساعد اليوم في الحل، ليس فقط في اعادة ترسيم الحدود، او في التصويت في الامم المتحدة، بل وايضاً في اقامة بنى تحتية تمنح سنداً اقتصادياً للدول الجديدة وتحررها من التعلق بجيران اقوياء مثل تركيا واسرائيل. كما تشير الصحيفة الى كتاب السلام الاخير ( الذي صدر بترجمته الى العبرية عن دار زمورا بيتان) وصف فيه المؤرخ الامريكي دافيد فرومكن كيف صممت القوى العظمى خريطة الشرق الاوسط في الحرب العالمية الاولى وبعدها، مع الوعود المتضاربة التي اعطيت للعرب وللحركة الصهيونية، والخصومات وصراعات القوى بين بريطانيا - فرنسا وفي المراحل الاولى ايضا روسيا القيصرية وحسب فرومكن ، فان الايمان اللاسامي بقوة « اليهود» على التأثير على القوى العظمى ونسج المؤامرات قبع في الخلفية الدبلوماسية للدول الغربية ، التي سعت الى ربط القوة اليهودية بمصالحها. هكذا بدأت المسيرة التي أدت الى تصريح بلفور ، احتلال البلاد وإقامة الانتداب البريطاني ، وتعيين صموئيل مندوباً سامياً أول، عندها زرعت أيضاً بذور الغضب العربي على القوى العظمى الغربية ، الذين فعلوا في الشرق الاوسط وكأنه لهم دون ان يسألوا ساكنه ، فككوا وركبوا شعوبا ودولا ووعدوا بلاد اسرائيل للصهاينة، الحدود النهائية قررها وزير المستعمرات ونستون تشرتشل ، في مؤتمر القاهرة في 1922 ، والتي اخرجت شرقي الاردن من حدود الانتداب ، اليمين الاسرائيلي يبكي هذا التمزيق حتى اليوم. عندما انسحبت القوى العظمى الاستعمارية من المنطقة ، بعد الحرب العالمية الثانية، ابقت الحدود السياسية الجديدة، وقبع الحفاظ على الحدود في أساس الترتيب الاقليمي ، ولكنه ترك الكثير من الاقليات العرقية غير راضية. الآن، بعد نحو مئة سنة من محادثات سايكس - بيكو ، الرزمة التي اعداها كفيلة بان تفاجىء من جديد ، انسحاب الولايات المتحدة من العراق سيمنح الاكراد فرصة للاستقلال رغم معارضة تركيا والفلسطينيون يعملون على اعتراف دولي بدولتهم في الصيف القريب القادم، رغم الرفض الاسرائيلي ، ودول مصطنعة كثيرة سترى النور في طول المنطقة وعرضها. وأخيراً تقول هآرتس الغرب ، مثل اسرائيل، يفضل شرق اوسط منقسماً ومتنازعاً ومتصارعاً في عدة جبهات ضد القومية العربية والامة الاسلامية ، التي يقودها اليوم اسامة بن لادن ( وباسلوب آخر، محمود احمدي نجاد ورجب طيب اردوغان ايضاً)، وعليه فيمكن التقدير بان القوى العظمى لن تحاول احباط عملية الانشقاق لدول المنطقة ، بل ستساهم فيها. وتروج قائلة : لاسرائيل سيكون دور مزدوج في العملية ، فهي ضالعة مباشرة في النزاع وفي اقامة فلسطين المستقلة وتصميم حدودها، وستتأثر بقدر كبير من تفتتات الدول المجاورة وخرابها مثل الاردن وسورية والسعودية، سياسة إسرائيلية تلتقط الفرص التي ينطوي عليها ظهور دول جديدة وتعرف كيف تستغلها ، يمكنها ان توجه المسيرة المحتمة نحو زيادة قوتها وتوسيع نفوذها في المنطقة. |
|