تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في الاجتماع الإقليمي حول نقص المناعة - الإيدز - دراسة لوضع المرض في المنطقة وتجربتها في مكافحته

تحقيقات
الاحد 4/12/2005م
ميساء الجردي

علينا أن نعترف أننا نواجه اليوم انفتاحا على كل ما يجعل الإيدز مشكلة متعددة الأوجه, سريعة الانتقال,

فتاكة بالتنمية وعلينا أن نشير الى الجهود المبذولة لزيادة الوعي بهذا الموضوع من قبل الحكومات والجمعيات الأهلية والمنظمات الإقليمية والدولية للحد من انتشار الوباء.‏‏

وهنا تجدر الاشارة الى ما تضمنه الاجتماع الإقليمي لمراجعة البرنامج المشترك لصندوق الأوبك للتنمية الدولية وصندوق الأمم المتحدة للسكان حول الوقاية من مرض نقص المناعة البشرية -الإيدز- الذي جاء تتويجا لهذه الأعمال ودعما للبرامج المستقبلية والاستراتيجيات الوطنية في مجال الوقاية للدول المشاركة وهي سورية ولبنان والمغرب وفلسطين والسودان واليمن والصومال.‏‏

هناك عوامل خطورة‏‏

حضر الاجتماع ممثلون عن كافة الجهات الحكومية والمنظمات الإقليمية والدولية ووفود من الدول العربية المشاركة في المشروع وفي كلمة الافتتاح للدكتور ماهر حسامي‏‏

‏‏

أشار الى أن مكافحة مرض الإيدز كانت من أولويات أهداف الخطة الانمائية الألفية, إذ أصبح واضحا أن هذا الأمر لن يكون على عاتق جهة ما وطنية أو إقليمية أو دولية دون أخرى, لأنه حتى الدول ذات الانتشار الضعيف لمرض الإيدز ليست بمأمن من الخطر فالاصابات في ازدياد والعوامل المساعدة على اكتساب العدوى متوفرة بينما الاستراتيجيات الوقائية الفعالة والرادعة لا تزال غير كافية.‏‏

ويقول حسامي: إن عدد الاصابات المكتشفة في سورية لا يزال محدودا إلا أن هناك عوامل خطورة تساعد على انتشاره فوجود حركة سكانية نشطة بين سورية ودول الإقليم تشكل عامل خطر اضافياً لارتباطها بفئات المهاجرين أو اللاجئين أو طالبي العمالة, كما أن عدم كفاية برامج التوعية والارشاد التي تستهدف بعض الفئات المعرضة لخطر العدوى والتي لا تصلها برامج ونشاطات التثقيف الاعتيادي, إضافة الى ما تشير اليه الدراسات عن وجود عوامل خطر سلوكية ناتجة عن ضعف في اتباع أساليب الوقاية.‏‏

وعليه فإن هذا المشروع المشترك نموذج واضح على تضافر الجهود الانسانية في تفعيل برامج مكافحة جميع الأمراض المنقولة جنسيا.‏‏

وعن نتائج المشروع في سورية فقد تأسس أول مركز وطني يقدم خدمات كاملة في مجال المكافحة وتم تزويد مركز مكافحة الإيدز في دمشق بالتجهيزات المخبرية الضرورية لتشخيص الأمراض المنقولة جنسيا مع تقديم خدمات العلاج والرعاية والمشورة للمستفيدين من المشروع, وقد أجريت دراسات مهمة ودورات تدريبية متميزة وبإشراف خبراء اقليميين في مجال التشخيص والمعالجة ووضع الخطط المستقبلية.‏‏

الوقوف على حجم المشكلة‏‏

ومن جانبها بينت السيدة لينا محمود موسى ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان أن هذا الاجتماع جاء لرصد الانجازات المحققة والصعوبات التي تمت مواجهتها خلال تنفيذ المشروع والذي جاء انعقاده بعد اختتام الاجتماع الاستشاري الفني الأول للصندوق في دمشق وبمشاركة كافة مكاتب الصندوق في المنطقة العربية, وقد انطوت الاجتماعات تحت مظلة برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية والأهداف الانمائية للألفية, وذلك بهدف إعداد استراتيجيات وبرامج فاعلة تهدف الى تثقيف الشباب وتوعيتهم في مجال الرعاية الصحية بما فيها خدمات الصحة الانجابية.‏‏

وتقول موسى: يجب علينا ألا نأخذ نسبة الاصابات المتدنية في الدول العربية أساسا لمعالجة المشكلة, بل لا بد من تعزيز أنظمة التقصي والرصد من أجل الوقوف على حجم المشكلة واتجاهات الاصابة الحديثة خاصة مع تزايد عوامل الخطورة ومن ضمنها انتشار تعاطي المخدرات الوريدية والمتاجرة بالجنس والممارسات الجنسية غير الآمنة, بالاضافة الى العوامل الهيكلية كالفقر والبطالة بين الشباب والهجرة, وتزايد النزاعات والصراعات والتميز بين الجنسين والمفهوم السائد بأن المجتمعات العربية محصنة ضد فيروس نقص المناعة.‏‏

وأكدت أن الفرصة ثمينة للتحرك والعمل على الحد من انتشار هذا الوباء حيث يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان جميع الجهود الوطنية والأنشطة الخاصة.‏‏

بتحفيز صانعي القرار ورجال الدين والقادة المحليين على تعزيز برنامج الوقاية وتوفير خدمات الفحص والمشورة وتخصيص الموارد المالية الضرورية وسن التشريعات التي تساعد في الحصول على المعلومات الضرورية للوقاية الصحية.‏‏

وعن الجهود العملية المبذولة في هذا المجال تحدث الاستاذ علي الزعتري المنسق المقيم لمنظومة الأمم المتحدة في سورية مبينا أن الوصفة السحرية التي ننشدها هي تناول المرض بكل منطقية يتبعها موارد كافية للمعالجة والوقاية والتوعية.‏‏

ويقول: في سورية تتكاتف جهود منظمات الأمم المتحدة مع الجهود الحكومية والأهلية لتحقيق النجاح المطلوب بهذا الموضوع, حيث شهد عام 2004 و2005 جهودا متواصلة لزيادة الوعي خاصة بين رجال الدين المسلمين والمسيحيين وإصدار إعلان دمشق لرجال الدين.‏‏

بعض التجارب‏‏

ومن الوفود المشاركة التقينا الدكتورة سهام عبد الله جابر من السودان (البرنامج القومي لمكافحة الايدز) تحدثت عن تجربة السودان والأنشطة المعمولة من قبل الأوبك وأن الخطة الأساسية هي العمل في مجال فئة الشباب وهناك برنامج لكل الطوائف وأئمة المساجد والكنائس لبث رسائل التوعية, وتقول أعتقد أن أهم خطوة في موضوع المكافحة هي رفع الوعي لدى كل الأفراد عن كيفية انتقال المرض وكيفية الوقاية وتمليك المعلومة.‏‏

وعن تجربة فلسطين تحدثت الدكتورة سناء كنعان شديد مسؤولة برنامج الصحة الانجابية في صندوق الأمم المتحدة والتي انطلقت من مفهوم زيادة الطلب على الاستفادة من الخدمات المتوفرة وهي شاملة لأنها موجهة للمجتمع المحلي بكافة فئاته لتوعيته وتعريفه أين يتجه لتلقي الفحص الطوعي والحصول على المعلومات المتطورة وأين أماكن العلاج والرعاية.‏‏

والنقطة الثانية التي يتم التركيز عليها هي: تهيئة الخدمات الصحية المتوفرة لتقديم التشخيص المبكر والعلاج وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى, والنقطة المهمة أيضا هي: توثيق الحالات والتأكد من عدم إغفال أي حالة موجودة في البلد من خلال إدماج القطاع الخاص في برنامج رصد الحالات.‏‏

وأخيرا نقول: الوقاية خير علاج لذلك فإن كافة الجهود التي تبذل هي بهدف الوقاية وتعريف الانسان كيف يحمي نفسه ويتجنب الاصابة لأن المشكلة الحقيقية مع هذا الفيروس هي عدم وجود علاج نهائي.‏‏

معا من أجل الأطفال‏‏

ويقول الدكتور عماد الدقر مدير مشروع الإيدز في مكتب يونيسف دمشق: شاركت في مشروع الأوبك بالتخطيط والتنفيذ منذ انطلاقه والجديد في هذا العمل أنه تم اطلاق حملة عالمية تحت عنوان (معا من أجل الأطفال, معا ضد الايدز) تهدف الى حماية اليافعين من الاصابة بهذا المرض وحشد كافة الجهود الدولية والوطنية من أجل هذا الغرض, وفي هذا الإطار تعمل منطمة اليونيسف في سورية بالتعاون مع باقي المنظمات الدولية ووزارة الصحة والجهات الحكومية وغير الحكومية المعنية لإطلاق هذه الحملة.‏‏

وتجدر الاشارة الى أن العمل بهذا الاتجاه بدأ منذ عام 1987 وحتى اليوم بهدف إيصال التوعية للشباب كونهم الفئة الأكثر عرضة لمخاطر المرض.‏‏

فيروس الإيدز في المنطقة‏‏

بهذا العنوان كان التقرير الجديد الذي قدمه الدكتور الكسندر بوديروزا خبير برامج في أوروبا والعالم العربي وآسيا الوسطى, عن نتائج المسح الذي تم في هذه المنطقة حول فيروس الإيدز والذي كان من أهم نتائجه أن الناس الأكثر عرضة الذين يتعاطون المخدرات والذين يقيمون علاقات جنسية خاطئة مع الاشارة الى زيادة الانتشار بين فئات المساجين, ويقول: إحدى المشكلات التي يواجهها الإقليم هو الافتقار الى المعطيات الدقيقة والتنوع بين الدول في نسب الاصابات والوعي الصحي وخصوصا لوسائل الوقاية, فمثلا: في مصر 65% من الشباب سمعوا عن الفيروس, لكن فاتتهم المعلومات الدقيقة حول الوقاية و70% سمعوا معلومات بسيطة عن الفيروس دون الوقاية, وفي السودان ظهرت اصابات عالية بين النساء.‏‏

لماذا الشباب‏‏

وهناك ضعف في المسوحات لأنها لا تركز على فئة الشباب ولا يقدمون المعلومات الدقيقة لهم, لذلك يجب أن نركز على حال الرأي العام بالنسبة للشباب وتزويد عدد الذين يودون إجراء الاختبار وأن تكون هناك عمليات استشارية واكتشاف المرض قبل فوات الأوان.‏‏

فمثلا في اليمن يعتقدون أن الشباب المصابين يجب أن يعزلوا وفي مصر قالوا: يجب أن يوضع بالسجن.‏‏

لذلك من التحديات الكبيرة في هذا المجال هي أن عملية المنع والوقاية ما زالت في المستويات المتدنية, وعليه ينهي الدكتور الكسندر حديثه بالتساؤل التالي: لماذا لا نركز على الشباب ونساعدهم لامتلاك أدوات الوقائية ونضعهم في اهتمامنا ونثقفهم ونحذرهم ونطلعهم على آخر ما وصل إليه العلم في وسائل الوقاية, وخصوصا النساء لأنهن لا يكن ميلات للعلاج من الأمراض الجنسية.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية