|
ثقافة انه ايمان غامر متعالٍ- ليس بالمفهوم الفلسفي ربما - وانما متعالٍ عن (العقائد المتداولة) اذا صح ادراكي لطبيعته . انه يتوجه مباشرة الى (نبع الينابيع) الى صاحب البيت الذي يشاركنا به ( بيتي انا بيتك .. لكتر ما ناديتك وسع المدى..).
هذا ما ذكره السيد غازي ابو عقل خلال الندوة التي اقامتها جمعية العاديات فرع اللاذقية والتي تتناول( النزعة الانسانية في الاغنية الرحبانية) واضاف : سأتناول المشهد الايماني في اربع مسرحيات غنائية رحبانية هذا الايمان المشترك لدى البشر, يمكن ان نصفه بالايمان الكلي الشامل .. ففي مسرحية ( ايام فخر الدين ) والتي تعود الى عام 1966 كانت نساء المحاربين يصلين لسلامة رجالهن وبيوتهن في اغنية ( يا ساكن العالي, طل من العالي... ايدينا مرفوعة صوبك متل الشجر العالي..اللي ساجد في البراري.. يا رب).. نلاحظ هنا انها المرة الاولى والاخيرة التي وردت فيها كلمة (يا رب) في اناشيد الايمان الرحباني.. وفي مسرحية ( جبال الصوان ) واثناء الاستعدادات القائمة من اجل تصدي غربة ابنة مدلج لفاتك, المتسلط الذي هزم والدها .. اطلق الرحبانيون صرخة ايمان بصوت غربة .. (ساعدني يا نبع الينابيع ياسيد العطايا...)..
كما قدم المسرح الغنائي الرحباني ناطورة المفاتيح في 1972 والتي ترفض الرحيل ( زاد الخير) رغم رحيل جميع سكانها من استغلال الملك غيبون الذي اصدر ضريبة ( النص بنص) فتركت جميع المفاتيح لدى زاد الخير.. رغم ذلك بقيت وحيدة تقول: (بيتي انا بيتك ما الى حدا من كتر ما ناديتك وسع المدى... لا تهملني لا تنساني .. ياشمس المساكين .. ) نلاحظ ا ن فيروز وعاصي ومنصور لم يغادروا بلادهم طوال الحرب فيها رغم رحلاتهم الفنية المستمرة.. ووصل السيد ابو عقل الى مسرحية المحطة التي كانت نقلة نوعية في المسرح الغنائي الرحباني حين يبدأ الاهالي بقتل المحطة التي شيدت في القرية باصرار من وردة .. الرحابنة لم يستخدموا كلمة هدم بل قتل وما قتل المحطة الا قتل للامل الذي زرعته وردة فينطلق نشيد ايماني مدهش.. (مهما تأخر جاييي-ما بيضيع اللي جايي..ايماني ساطع يا بحر الليل ايماني الشمس والمدى والليل.. ما بيتكسر ايماني .. ولا بيتعب ايماني.. ) ليصل القطار في اللحظة الاخيرة منقذا شعور الانسان بالتفاؤل والامل .. المغزى التي تعطيه المسرحية هدفه الصراع المرير الذي يدور في النفس البشرية الواثقة من حتمية النهاية وأنصار الموت. وبين شمعة الامل او الايمان . لينهي المحاضر حديثه: هنالك من يصغي بجوارحه كلها الى هذه الاناشيد وينبغي الا نتحسر على ضآلة عدد المستمعين اليها في عصر العواء المهين على هذا الكوكب. الموسيقا اما الموسيقي زياد عجان فتناول (الموسيقا في المسرح الغنائي للرحابنة) وطبق عمليا من خلال استماع الجمهور الى بعض هذه الاغنيات . مؤكدا ان التعبير الموسيقي في اغاني المسرح الغنائي للرحابنة مطابق للكلمات ومتناسب ومعنى هذه الكلمات بشكل خاص اي في الجو العام للاغنية. ولاحظ عجان توحد المقامات في ثلاث اغنيات ( ساكن العالي, ساعدني, بيتي انا بيتك ) رغم وجود فترة زمنية بين تأليف هذه الاغاني الا انها توحدت المقامات فيها واختار الرحبانيان المقام الاول كرد لينتقلا الى المقام الثاني نهوند. وقد احسنوا هذا الاختيار للتعبير عن الاغنية واطارها العام وهو ( الابتهال).. بينما في اغنية ( ايماني ساطع ) فقد اختار الرحبانيان مقام عجم بداية ثم انتقلا الى نهوند.. وهذا دليل صفة فنية ومهارة كبيرة.. كما تم التوزيع الموسيقي فيها وهما اول من قام بالتوزيع الموسيقي للألحان العربية.. |
|