تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل للنميمة دور اجتماعي ?

مجتمع وعلوم
الاحد 4/12/2005م
اعداد : ياسر حمزة

تعتبر النميمة مرفوضة من الناحية الدينية والأخلاقية ولكن الناس وبنسب متفاوتة يشاركون في القيل والقال ونقل الكلام.

ويعتبر الباحثون النميمة نوعا من الثرثرة ولا تؤدي الى هدف ما , لذلك لم تلق الاهتمام اللازم من قبلهم. وتقول الدراسات أن الناس لا يستطيعون مقاومة النميمة لأنها توفر معلومات مهمة عن تصرفات الآخرين التي لايمكن نشرها في كتاب.‏

فقد أكدت دراسة أجريت على شرائح اجتماعية من الطبقة المتوسطة والعاملة وغيرها أن النميمة ظاهرة عالمية من حيث طبيعتها ومعدل انتشارها فالناس يكرسون نحو خمس أو ثلث وقتهم من المحادثات اليومية للنميمة ويبدو أن الرجال يكرسون الوقت نفسه الذي تكرسه النساء.‏

معظم الناس ينقلون ماعندهم من قيل وقال الى شخصين أو أكثر كما تقول الدراسة, وأن ترويج الاشاعات فن يزدهر في كل مجموعة اجتماعية, وهذه الاشاعات تؤدي وظائفها, لأنها في جزء منها تحفظ الناس من الابتعاد كثيراً عن قوانين المجموعة نفسها المكتوبة وغير المكتوبة كما اكتشف علماء الاجتماع.‏

وفي دراسة أخرى قام بها عدد من الباحثين طرحوا أسئلة على مجموعة من الرجال والنساء وصل عددهم الى /195/ من كلا الجنسين حيث طلب منهم تسجيل موافقتهم من عدمها في عدة حالات يتحدث فيها الناس عن جيرانهم, فقد تبين على سبيل المثال أن أحد مربي الماشية اشتكى من أن جاره الذي أهمل تصليح السياج, ماجعل قطيع الماعز يتسرب منه الى أرض جاره المشتكي, ولم يرفض أعضاء المجموعة الذين خضعوا للتجربة هذه النميمة أو الشكوى.‏

وتفيد دراسة ثالثة بأن النميمة تؤدي غرضاً اجتماعياً أحياناً فعلى سبيل المثال اذا شاع خبر خيانة شخص لزوجته أو أن فلانا من الناس يعاني من مشكلة تعاطي المشروبات الكحولية, فقد تكون النميمة عن هؤلاء سبباً لقيامهم بتحسين سلوكهم.‏

وقد تكون النميمة لدى فرد ما وسيلة للانتقاص من قدر شخص آخر بغية الشعور بالتفوق عليه, وقد تكون بالمقابل وسيلة للتواصل مع الآخرين الذين لا يشعرون بالأمن الوظيفي أو الاجتماعي لتقاسم الهموم فيما بينهم وفي الحالات كلها تكون النميمة طريقاً للشعور بالراحة النفسية والغضب والقلق.‏

والدراسات تبقى دراسات قد تفيد وقد لا تفيد.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية