|
مجتمع وعلوم هذا الأمر فرض على عقول العلماء والعامة على شكل هواجس زلزالية مخيفة جعلت الناس في كل مكان يشعرون بأنه ليس هناك موضع على ظهر أرضنا في منجاة من هذه الظواهر المدمرة ولأن الجهل قرين الخوف فإن الإنسان سيواصل بحثه حول ظاهرة الزلازل ليبدد أشباح مخاوفه المتعاظمة إزاءها, محاولاً استنباط قوانينها ملتمساً السبل لتقليص حجم مخاطرها, حول موضوع الزلازل أسبابها وكيفية التعامل معها تحدث الباحث أحمد علي حمود في المركز الثقافي العربي متساءلاً هل توصل الإنسان إلى وسائل دقيقة تعينه على التنبؤ بحدوثها وزمانها ومكانها وشدتها??! مسببات الزلازل يبين الأستاذ حمود أن الأرض تمتلك طاقة حرارية عظيمة تتحول باستمرار إلى قوة حركية توضع من خلالها أجزاء الأرض الخارجية باتجاهات متباينة وتحرك في نفس الوقت المواد الموجودة ضمنها بأشكال متعاكسة في كثير من الأحيان مؤدية بذلك إلى تبدلات دائمة في مظهر القشرة الأرضية. فقشرة الأرض وغلافها ليسا سائلاً بل صخراً صلباً وهذه الحركات هي السبب في حدوث الظواهر المختلفة كالزلازل والبراكين والحقل المغناطيسي الأرضي. التنبؤ بحدوث الزلازل يقول الأستاذ حمود إن المظاهر المرتبطة بالهزات الأرضية متنوعة وتعتبر نتاجاً لها ومن أبرزها تخريب وتشويه الساحة المغناطيسية والكهربائية وكثيراً ما ترافق الزلازل مظاهر ضوئية وصوتية إضافة إلى حركات موجية عارمة في البحار والمحيطات وتؤدي الهزة في أغلب الأحيان إلى انهيارات وانزلاقات وانجرافات صخرية كما تعمل على تغيير المظهر الخارجي لسطح الأرض بل وتؤثر في المياه الباطنية والسطحية وفي بعض الحالات قد تتسبب في ظهور أو تجدد البراكين. كيف نتعامل مع الزلزال? أولاً الإجراءات الوقائية في المنشآت للتخفيف من أضرار الزلازل: تختلف المنشآت من حيث أنواعها وطبقة العمل الذي تؤديه /خدمات ..مصانع/ إلا أنه من الممكن دمج عدة استراتيجيات معاً في برنامج عام موحد للسلامة من الزلازل كتنظيم وسائل الوقاية وبرامج تدريبية وإرشادية للعاملين في المنشآت. تدابير وقائية دراسة المنشأة من حيث مقاومتها للزلزال ومعالجة أماكن الضعف والمصادر المحتملة لزيادة نسبة التعرض للخطر, إزالة مصادر الخطر واختيار بدائل أقل خطورة إن أمكن: 1- تخزين الوقود والمواد الأولية ذات الخطورة /مواد كيماوية, غازات مسيلة/ خارج المنشأة والأماكن التي يتواجد بها الموظفون و العمال واستخدامات التموين اليومي. 2- تنظيم وسائل الوقاية من خلال خطة دقيقة كاملة وواضحة تتضمن: - كافة الاحتمالات الممكن مواجهتها في حال وقوع الزلزال - التصرف لمواجهة هذه الاحتمالات بغرض التخفيف من الأضرار والمهام التي يتوجب القيام بها مباشرة والأشخاص الذين يتوجب علىهم تأدية هذه المهام مع البدائل. - تنظيم عملية الإطفاء والسيطرة على الحرائق وتأمين العتاد المناسب. - تنظيم عملية الإسعاف الأولي للأشخاص المصابين والمحصورين. - تنظيم عملية الإخلاء وتحديد مخارج النجاة. - تنظيم عملية تجميع وإيواء الأشخاص الذين تم إخلاؤهم والاستفادة منهم في أعمال المساعدة والإنقاذ. - تجهيز المواد الإسعافية ومواد الإغاثة السريعة والطوارئ /إنارة- مياه- غذاء- لباس/. - إرشاد وإعلام الموظفين والعمال ورواد المنشأة على التصرف عند وقوع الزلزال من خلال اللوحات الجدارية والوسائل الممكنة. 3-تدريب المتواجدين في المنشأة على كيفية التصرف عند وقوع الزلزال وذلك من خلال دورات تدريبية وندوات ولقاءات والاشتراك مع قطاعات أخرى في تنفيذ هذه البيانات وتنظيم وسائل الإنذار والاتصال والقيادة. 4- التصرف أثناء وقوع الزلزال - المحافظة على الهدوء وتنفيذ التدابير التي تدرب علىها الشخص كما يجب الابتعاد عن الأشياء القابلة للسقوط والنوافذ والجدران غير الثابتة. -عدم استخدام المصاعد وعدم التدافع على الأدراج وعدم مغادرة البناء إلا إذا كانت الظروف تسمح بذلك وتوجد ساحات فارغة خاصة في الأبنية ذات طابق أو طابقين. -الاحتماء بالزوايا الداخلية أو تحت الطاولات والمكاتب المتينة وحماية الرأس والرقبة من المتساقطات. -المبادرة بإخماد الحرائق فور نشوبها والسيطرة علىها. 5- التصرف بعد وقوع الزلزال - إطفاء مصادر النيران أينما وجدت ومكافحة الحرائق من بداياته - إخلاء المباني من الأشخاص الذين لا يتوجب وجودهم والمساعدة في أعمال النجدة للمحصورين والمصابين. - تنفيذ تعلىمات الإدارة والمسؤولين عن إدارة الكارثة في المنشأة عدم الالتجاء إلى أماكن غير مأمونة والاستعداد للهزات اللاحقة, عدم الاستماع للشائعات الكاذبة الممكن أن تروج وعدم بث الإشاعات وعدم محاولة إشغال الهواتف. الإجراءات الوقائية في المنازل قبل الزلزال يجب أن تراقب أوضاع الأجهزة الكهربائية والطاقة والغاز ويجب أن يعرف كل فرد موقع مفاتيح الكهرباء والغاز لإغلاقها وقت اللزوم كما يجب أن نثبت الخزن والمكتبات بشكل جيد بالجدران أو الأرض كما يلزم رفع الأشياء الثقيلة من فوق الرفوف وعدم تعلىق الثريات الكبيرة كما أن على أفراد الأسرة المعرفة الجيدة بطرق الإسعافات الأولية ويجب أن تكون بمتناول اليد ومتوفرة بالمساكن بالإضافة إلى مطافىء الحريق المناسبة. أثناء الزلزال عدم الاستسلام للهلع وعلى الكبار تهدئة الصغار وأن يبقى من هم بالمنازل داخل منازلهم ومن هم بالشوارع حيث هم ويمكن لساكني الطوابق غير العلوية مغادرة الأبنية وعلى أفراد الأسرة التجمع في صالون المنزل أو قرب الركائز الإسمنتية القوية ويجب الابتعاد عن النوافذ والأبواب والنزول عبر الدرج وليس بواسطة المصاعد وعدم استخدام الشموع أو عود الثقاب وفي الشارع يجب الابتعاد عن الأبنية والإسراع إلى الأماكن المكشوفة وكل ماهو معرض للسقوط. بعد الزلزال يجب فحص اسطوانات الغاز والأجهزة والأسلاك الكهربائية في البيت. عدم استعمال الهواتف كما يحرم السير بدون حذاء خوفاً من شظايا الزجاج وغيرها, كما يجب عدم الاقتراب من الغرف المتضررة وعدم الدخول إليها لجلب بعض الحوائج. ويجب أن نتذكر أن مخاطر الهزات اللامعة تقع في الساعات الأولى بعد حدوث الهزة الرئيسية فعلى الناس أن يتسموا بالهدوء والشجاعة والرزانة والتصرف الحضاري وخلاف ذلك قد يحمل المجتمع أضراراً وضحايا كبيرة ومؤسفة. وأخيراً يقول الأستاذ أحمد حمود إن الأرض التي نعيش علىها غير مستقرة وهي تجدد بشرتها باستمرار ونحن ندرك في الوقت ذاته ماينبغي أن نقوم به لنجعل هذه العملية تمر بسلام فلا تؤذي الإنسان وحيث أن المعرفة تتوقف إلى حد كبير على ما تبذله من جهد فإننا نتطلع إلى المستقبل في ثقة وسوف يأتي ولا شك الوقت الذي لا يخشى فيه الناس الزلازل سوى كسر بعض أواني الزهور وأطباق الطعام. وفي الحقيقة فإننا لا نستطيع أن نمنع الجبال من أن تنشأ بل لا نريد ذلك ولكننا نستطيع أن نتعاون مع الطبيعة ونستطيع أن نصون أنفسنا من الأحداث أثناء تغير المعالم الجغرافية للعالم الذي نعيش فيه وتجديدها. |
|