|
البقعة الساخنة فالموقف الأميركي اتسم بالتدرج و التصريحات المتضاربة والخطوات المتناقضة في لعبة مكشوفة لكسب اي فريق ناجح على الساحة المصرية و لم يعكس ذلك انقساما بين أركان الإدارة كما يعتقد ويروج البعض بل كان شيئا متفقا عليه مع فقدان القدرة على ضبط إيقاع هذه الثورة التي فاجأت واشنطن. بالتأكيد دوافع اوباما مختلفة كليا عن دوافع الشعب المصري ويمكن استخلاص ذلك من إصراره بالمحافظة على معاهدة السلام مع اسرائيل. فالزبدة هنا اسرائيل اولا والمصالح الاميركية ثانيا و من ثم الفئات للشعب المصري الذي احدث التغيير و ليس الولايات المتحدة الاميركية. خطاب اوباما درس بالغ الدلالات و التعبير لكل النخب والقيادات و القادة في العالم و المنطقة تحديدا الذين لايزالون يرون في اميركا حصون الحماية والرعاية و السلطة والغنى والسطوة. فالثورة المصرية فتحت تاريخا جديداً في هذا السياق و خاصة للمتابع لتفاصيل العلاقات المصرية - الاميركية- الاسرائيلية خلال الثلاثين عاما الماضية و بينت الفرق الكبير بين الاعتماد على الشعب و مطالبه و حاجاته وارادته وبين تجاهل كل ذلك و الاكتفاء بدعم القوى الخارجية التي لم تكن في يوم من الايام سندا عند الضرورات و الاحداث الكبيرة و الامثلة على ذلك لا تعد و لا تحصى و اخرها الثورة المصرية. وللأسف الاعتماد على الخارج لا يضر اصحابه و الدول فقط بل يقدم صورة مشوهة عن الشعوب للعالم.. ويسجل للثورة المصرية السلمية انها غيرت هذه الصورة عن الشباب المصري والعربي وردود الفعل الشعبية الغربية الأولية في هذا الشأن دلالة مهمة على نتائج هذه الثورة على المستويين الداخلي والخارجي. إن تبشير الرئيس الأميركي أوباما المصريين بأيام صعبة قادمة لا يأتي من باب تنبيههم من مخاطر محاولات الالتفاف على الثورة بل هو تهديد مبطن أراد أوباما عبره القول للشعب المصري نحن مازلنا موجودين في الساحة المصرية وما يدلل على ذلك مخاطبته المصريين وكأنه يخاطب الشعب الأميركي في حالة سافرة من التدخل المستفز وخاصة لجهة وضعه خريطة طريق لما يجب أن يفعله المصريون في المستقبل. إن الشعب المصري يدرك جيداً مرامي وأهداف أميركا وتاريخها في التعامل مع مصر وخطاب أوباما الأخير سيدفعه للمزيد من الحذر والانتباه للتدخلات الأميركية لعرقلة أهداف الثورة. |
|