تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مصر التي في البال

نافذة على حدث
الأثنين 14-2-2011م
عدنان علي

ماجرى في مصر خلال الأيام الأخيرة، والذي توج بانتصار إرادة شعبها رغم محاولات الممانعة المستميتة من جانب حكامها السابقين ، أراح ليس شعب مصر وحده الذي يستحق قيادة ترتقي لمستوى حضارته ودوره وريادته في المنطقة والعالم، بل كل العرب الذين طالما اعتبروا مصر قبلة هذه الأمة وطليعتها ، فحيث تستقيم بوصلتها ، يستقيم حال العرب .

أيام عصيبة مرت على أم الدنيا ولاتزال تعبرها حتى الآن بسلام رغم التضحيات والشهداء الذين افتدوا بأرواحهم مستقبل بلادهم ،بل ربما مستقبل أمتهم العربية ، لأنهم فتحوا أو هكذا يأمل كل شريف في هذه الأمة الباب على مصراعيه ، لتعود مصر إلى عروبتها وتستعيد دورها ومكانتها التي قزمتها عقود من التهميش والارتهان لأجندات لاتمت بصلة لمصالح الشعب المصري أوالشعب العربي.‏

مصر وبحكم عوامل كثيرة معروفة ،قدرها أن تكون في طليعة الأمة ، وليس صحيحاً أن سياسة الانطواء والتقوقع والتبعية المطلقة للغرب ، من شأنها تجنيب مصر وشعبها المخاطر المفترضة للتصادم مع مصالح أميركا وإسرائيل ،كما حاول البعض التسويق خلال العقود الماضية.‏

وقد ثبت من خلال تجارب كثيرة أن تفعيل الدور الخارجي لأي دولة يجعلها في موقف أقوى لتحقيق مصالحها العليا ، لأن سياسة وضع البيض كله في سلة القوى الأجنبية، ثبت بطلانها حتى في مقاييس السياسة البراغماتية، والدليل على ذلك أن تلك القوى سرعان ماتتخلى عن أصدقائها المفترضين عندما تقدر بناء على حساباتها الخاصة بأن دور هؤلاء قد انتهى ، ولم تعد بحاجة إلى خدماتهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية