تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إسرائيل.. كيان لا يستطيع التعايش مع الحقيقة

شؤون سياسية
الأثنين 14-2-2011م
د. جهاد طاهر بكفلوني

لو قام أحد الأطباء بفحص الحمض النووي لوزير خارجية الكيان الصهيوني (أفيغدور ليبرمان) لتوصل إلى يقين قاطع بأن هذا الإرهابي يحمل كثيراً من الصبغيات والجينات الوراثية من جده النازي (أدولف هتلر)،

وهذه المورثات إن لم تكن خلقية فهي خلقية، ونعني بالخلقية هنا أنها متأصلة في أعماق ليبرمان ولا نعني بحال من الأحوال انتسابها إلى الأخلاق لأن الرجل كما يعرف أقرب المقربين إليه ليس يحمل ذرة واحدة من الأخلاق وسيرته المهنية تشهد له بذلك.‏

أما دافعنا الذي يملي علينا مثل هذا القول في العلاقة التي تؤلف بين قلبي (ليبرمان) و(هتلر) فهي التصريحات التي تصدر عنه من حين إلى آخر محاولاً من خلالها تقديم نفسه على أنه الصوت الأعلى تجديفاً على العرب والفلسطينيين في جوقة الحقد عليهم ويأتي في النسق الأول بين دعاة تطهير الأرض الإسرائيلية من الرجس العربي أو الفلسطيني، مع أن هذا المتطرف الحاقد رجس من عمل الشيطان شيطان العنصرية واللانسانية.‏

لكن (ليبرمان) يتفوق على جده الأكبر (هتلر) في ميدان الكذب وتصوير الأمور على غير حقيقتها ومن يدري؟ فقد يكون من أشد المعجبين بوزير إعلامه (غلوبز) مخترع نظرية (اكذب... اكذب حتى يصدقك الآخرون) وقد يكون إعجابه هذا هو الذي ساقه إلى تبني الكذب عقيدة راسخة تظهر في كل قول من أقواله وفي كل فعل من أفعاله.‏

وتجدر الإشارة إلى أن معمل الكذب يعمل على مدار الساعة بإشراف مباشر من وزير الخارجية الإسرائيلي فهو مديره وحارسه والعامل الوحيد فيه، ورغم اقتصار هذا المعمل على عامل واحد فإنه ينتج أصنافاً كثيرة من الكذب ولم تتوقف آلاته عن الدوران منذ أن أقدم منشئه على افتتاحه في اليوم الذي قرر فيه خوض ميدان السياسة.‏

والمنتج الأخير الذي أطلقه صاحب المعمل قوله: (إن التظاهرات المتواصلة في مصر تثبت للغرب أن إسرائيل هي الحليف الوحيد في الشرق الأوسط الجدير بالثقة).‏

وجاءت تصريحات (ليبرمان) خلال استقباله الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (أندرس راسموسن) الذي يقوم بزيارة إلى الكيان الصهيوني وليشارك في مؤتمر (هرتزليا) وهو منتدى سنوي إسرائيلي بخصوص الأمن القومي.‏

لكن تصريحات ليبرمان لم تكن بقصد استعراض العضلات لإبراز المكانة التي يزعم الصهاينة أن كيانهم الإرهابي يحظى بها، مدعين أنه واحة الديمقراطية في المنطقة التي يطلقون عليها مسمى الشرق الأوسط وإنما كانت بحيرة تعكس الاضطراب والقلق اللذين يظهران في أعماقهم ولا يبقى حبيس هذه الأعماق لأنه سرعان ما يظهر على السطح بمناسبة ودون مناسبة.‏

فالعالم كله يعرف أن الشعارات التي تنطلق من حناجر المحتجين في ميدان التحرير في القاهرة وعلى امتداد مصر كلها لا تقتصر على المطالبة بإسقاط النظام، بل تجد الفرصة مناسبة للتعبير عن سخطها على هذا النظام الذي حافظ على المصالح الإسرائيلية على حساب المصالح الوطنية المصرية والقومية العربية.‏

لذلك كان من الطبيعي أن تضع (إسرائيل) يدها على قلبها خوفاً من مجيء نظام وطني يعيد إلى مصر الدور القومي الذي افتقدته حيناً طويلاً من الزمن.‏

وهذا الدور هو الذي يبين لها حقيقة (إسرائيل) التي كانت العدو الأول للأمة العربية ومازالت تقدم البرهان تلو البرهان على أنها تريد أن تظل عدو العرب الذي لا يريد إقامة السلام ويصر على العدوان واستباحة حقوق الآخرين وقتلهم وتشريدهم.‏

وقد بدأ الخوف الضمني المعتلج في قلب ليبرمان واضحاً فقاده إلى إطلاق كذبة ذات حجم كبير عندما زعم أن كيانه جدير بالثقة، وأنه مازال صالحاً لتقديم الخدمات للغرب الذي أخذت القناعة لديه تسود بضرورة إحالة هذا الخادم القديم لمصالحه (إسرائيل) إلى التقاعد لأنه لم يعد قادراً على تقديم شيء يستحق الذكر للغرب، ما خلا الولايات المتحدة الأميركية التي تصر على أن عمره الافتراضي لما ينته بعد!.‏

ولا ندري ما المقصود بالثقة، فالغرب لم يعد يثق بكيان فاخر زمناً طويلاً بأنه يتقن الألعاب البهلوانية على حبال القفز، محتفظاً بالتوازن الذي يقيه من السقوط ، لكن (إسرائيل) لا تعلم أن الغرب لم يعد قادراً على التصفيق لهذه الألعاب وقد سئمها ومل وجه صاحبها ويريد منه أن يمشي على صراط الحقيقة، لكن القدمين الإسرائيليتين مصابتان بالشلل الذي يمنعهما من السير على صراط الحقيقة وهذا الشلل هو الذي سيكون كفيلاً بسقوطها لا تقوم لها قائمة من بعده.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية