تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بلير..لن يرحمك التاريخ!!

عن التايم
ترجمة
الأثنين 14-2-2011م
ترجمة: غادة سلامة

على مايبدو أن التاريخ لن يرحم أبداً رئيس الوزراءالبريطاني السابق طوني بلير لمشاركته في جريمة غزو العراق وغرق الجنود البريطانيين في المستنقع العراقي.

ومهما حاول بلير الظهور وهو يتأسف للناس لما حدث للجنود البريطانيين الذين ذهبوا ضحية تصرفاته الهوجاء وحاول ذرف المزيد من الدموع على ضحايا غزو العراق فلن يغفر له التاريخ ذلك.آنذاك مشى بلير وراء صقور البيت الأبيض الذين حشدوا الجيوش لاحتلال العراق بحجة وجود أسلحة دمار شامل تبين فيما بعد بأنها كانت كذبة كبيرة كبدت أميركا والشعب الأميركي الآلاف من الضحايا الذين غرقوا في مستنقع المقاومة العراقية وكانت النتيجة احتلال العراق وانتهاك حرمة هذا البلد الآمن الذي لاذنب له سوى أنه يحوي الكثير من الخيرات والثروات الباطنية وعلى رأسها البترول ما جعل هؤلاء الصقور يلهثون وراء أطماعهم الاستعمارية لنهب وسلب وانتهاك حرمة وتشريد شعب العراق ليتحول فيما بعد إلى أشبه بفلسطين أخرى في قلب الشرق الأوسط. ومهما حاول بلير تقديم التعازي لأهالي الجنود الذين قضوا نحبهم في العراق فإن التاريخ البريطاني لن يرحمه أبداً خاصة بعد الانتقادات الأخيرة التي وجهت له من الشعب البريطاني ومن أمهات الضحايا اللواتي اضطر أولادهن لأداء خدمتهم العسكرية في العراق وقد عادوا إلى بلادهم في نعوش وأنهم زجوا في حرب غير مضمونة النتائج حيث سقط آلاف الجنود قتلى على أيدي العراقيين الذين تصدوا للدفاع عن بلادهم وأغرقوا من حاول الاعتداء عليهم في الوحول وعندما تمت مساءلة بلير حول مشاركة بريطانيا في الحرب على العراق وخاصة بعد أحداث 11 أيلول قال بأنه اتفق مع جورج بوش على غزو العراق وتم البحث آنذاك عن دوافع حقيقية وقانونية لهذه الحرب وكان السبب الرئيسي والمباشر للحرب على العراق برأيه هو وجود أسلحة دمار شامل تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط وتهدد أمن إسرائيل الحليفة الأولى لأميركا وبريطانيا وكان من واجبنا كدولة عظمى والكلام لبلير أن نشارك في هذه الحرب والبحث عن أسلحة الدمار الشامل ولم نفكر وقتها بحياة جنودنا لأننا كمسؤولين وكجنود وننتمي لدولة كبيرة مثل بريطانيا لايوجد لدينا خيار سوى المشاركة في هذه الحرب خاصة أن بريطانيا لها مصالح كبيرة في العراق وتعرف كل شيء عن العراق كبلد وكشعب كونها كانت مستعمرة بريطانية في السابق وأن نداء الواجب العسكري كان فوق كل شيء وخاصة بعد الاعتداء الذي تم على مركز التجارة العالمي بتاريخ 11 آيلول عام 200١.‏

السيدة روز جنتل والدة أحد الجنود الذين قتلوا في العراق وقد كان عمر ابنها وقتئذٍ تسعة عشر عاماً وهو الذي قتل في مدينة البصرة هاجمت طوني بلير وردت عليه وهي تبكي وتصرخ بأعلى صوتها بأن بلير هو الذي قتل ابنها وليس العراقيون وأنها وجميع أمهات الضحايا من الجنود سئمن من أكاذيب بلير وأنه خدع الشعب البريطاني بحججه الواهية بأن هذه الحرب كانت حرباً على الإرهاب وعلى أسلحة الدمار الشامل وقد اختلف الساسة في بريطانيا وقتها حول الأسباب التي أدت لهذه الحرب خاصة بعد أن اكتشفوا بأنهم سقطوا في المستنقع العراقي وأن بريطانيا خسرت الكثير من المال والجنود لتمويل هذه الحملة العسكرية حيث تم اقناع الجنود البريطانيين بأنهم سوف يذهبون في نزهة إلى العراق ثم يعودون منها منتصرين وهم يحملون في جعبتهم الكثير من القصص والروايات الجميلة عن هذه النزهة الخاطفة للشرق الأوسط وبلاد الرافدين ولم يكن يعلم هؤلاء الجنود أنهم سيعودون إلى بلادهم في نعوش وتوابيت.‏

 بقلم: ديفيد بروان‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية