|
موقع alter info مسؤولو السلطة انتقدوا بشدة شبكة الجزيرة التي تبث بالعربية، لأنها نشرت هذه الوثائق السرية التي عرت هؤلاء المسؤولين الفاسدين وفضحت فريق المفاوضين الذين تهاونوا في حقوق الشعب الفلسطيني وقبلوا التسويات التي قدمها الإسرائيليون وخاصة فيما يتعلق بوضع القدس و حق العودة لملايين المهجرين في الشتات. «ياسر عبد ربه» الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية اتهم في مؤتمر صحفي في رام الله أواخر الشهر الماضي، شبكة الجزيرة التي تبث من قطر بالتحريض على السلطة والطعن بها وبدورها الوطني وتشويه صورتها والتشهير ضد قادتها بشكل مدبر لمصلحة أعداء النضال الفلسطيني حسب قوله. و تابع :إن الجزيرة تفبرك الوثائق والأدلة ضمن حملة تقوم بها بعد موافقة المسؤولين عنها. إلاأن تدقيقاً موضوعياً في هذه الوثائق بين أن «الجزيرة» لم تتجاوز الحدود في حصولها على هذه التسريبات و أنها لم تلجأ إلى استخدام أسلوب المناورة و التزوير لتبدو صاحبة السبق الإعلامي بهذا الصدد. رئيس دائرة المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات الذي لا يريد الاعتراف بالحقائق المعلنة دافع عن المفاوضين ولجأ إلى صب الاتهامات دون أساس وإلى كيل الإهانات و الانتقادات في محاولة تكتيكية منه لصرف الانتباه عبر حجج واهية و استخدام أسلوب سخرية للإفلات من تداعيات الكشف عن هذه الوثائق. إن السلوك المضطرب لأركان السلطة الفلسطينية بعد فضيحة التنازلات يعكس مدى تورط السلطة في التآمر على الحقوق الفلسطينية ومدى خيانة آمال الشعب. لقد عمدت السلطة إلى تحرير تسويات بخصوص مدينة القدس. وكشفت الوثائق أن قادة السلطة كانوا مستعدين للتخلي عن كل الأراضي في مدينة القدس المقام عليها مستوطنات غير شرعية وذلك شرق خط الهدنة عام 1967 في القدس الشرقية. إضافة إلى كل ما سبق، فقد تبنى المفاوضون الفلسطينيون وجهة النظر الإسرائيلية المخادعة عن وجود حي يهودي في مدينة القدس القديمة، وتناسوا أن كل فلسطين المحتلة هي عربية منذ قدم التاريخ، و معلوم أن العصابات الصهيونية احتلت فلسطين عام 1948 والضفة الغربية و القدس عام 1967 ولذلك نحن نتساءل لماذا مفاوضو السلطة تناسوا بطريقة محزنة ومخزية المطالبة بالقدس ذات الأهمية التاريخية و الدينية للفلسطينيين و العرب والمسلمين و المسيحيين؟ لماذا المفاوض الاسرائيلي يستطيع المطالبة بحقوق اليهود في الحي الأرمني واستعادة أملاكهم (حسب زعمهم) بينما المفاوض الفلسطيني لا يمكنه المطالبة بالأحياء و البيوت الفلسطينية التي ما زالت مفاتيحها عند أصحابها؟ هل الفلسطينيون ليسوا بشراً؟! أليس هذا غباءً من المفاوض الفلسطيني؟! صحيح أن المفاوض الفلسطيني يتحدث إلى مفاوض متغطرس، و أنه يفاوض بضعف حيث إن الوقائع و القوى على الأرض هي لمصلحة المفاوض الإسرائيلي و لكن هذا لا يعني أن يتنازل عن حقوق شعبه التي لا يملك حق التفريط بها لأنها حقوق جماعية و حقوق تاريخية لا يستطيع أحد أن يبيعها مقابل أعطيات وأرصدة في البنوك. الشيء ذاته فيما يتعلق بحق العودة، حيث لا يجوز لأي كان أن يقبض تعويضات باسم الشعب الفلسطيني لقاء التخلي عن حق عودته إلى دياره والذي كفله القرار (194) الصادر عن المنظمة الدولية. لكن ما حملته وثائق الجزيرة يظهر قبول قادة السلطة بأن يحرموا ملايين المهجرين من حقهم!!! لذلك لا بد أن نسأل أحمد قريع وصائب عريقات ومحمود عباس على أي أساس قبلتم هذه التسويات؟ فحق العودة هو قلب وروح القضية الفلسطينية و لا يحق لكم أبداً التخلي عنه، و لهذا إن كل اتفاق يتم عبر بائعي حقوق الشعب الفلسطيني هو اتفاق لاغٍ وباطل و هذا يتفق مع القوانين و الأعراف الدولية والشرائع السماوية. لقد بينت الوثائق المسربة أنه كم هو مثير للشك أن نعهد لمفاوضين وضيعين لا يهمهم إلا أرصدتهم، أن نعهد لهم قضية التفاوض بشأن الحقوق الفلسطينية وأبعادها التاريخية أمام مفاوضين إسرائيليين يحاورون بعقلية التجبر والغطرسة. ولهذا يجب ألا يترك موضوع التفاوض لأناس لا يعبرون إلا عن أنفسهم، لا يمثلون إلا مصالحهم، بينما قضية فلسطين هي قضية تاريخية مهمة ، تحتاج لأناس يحملون من الغيرة عليها الكثير والقدر الكبير من الوطنية والفكر الوطني والنضالي، و يجب أن نستفيد من الدروس التي قدمتها لنا الجزيرة بحيث يجب على القيادات الوطنية أن تكون حذرة متيقظة لما قد يجري في الخفاء. بقلم: خالد عمايرة |
|