تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عن الشهرة

من داخل الهامش
الأثنين 14-2-2011م
ديب علي حسن

هل بقي شيء اسمه شهرة في عالم الأدب والابداع الأدبي..؟ هل نستطيع أن نقارن بين شهرة مبدعين أحدهما يعمل في الشعر أو الرواية أو النقد أو.. وآخر يعمل في الفن..؟!

بالتأكيد: لا..ولست بوارد الحديث عن أسباب ذلك فالأمر معروف لأنه مرتبط بالتطورات الاعلامية الهائلة ولاسيما سطوة التلفزيون.‏

ولكن الذي يدفعني للحديث عن الشهرة هو محاولة البعض الوصول إليها ولو.. ومهما كانت الأسباب التي تقود فضائح /خيانات/ جرائم/ ثمة مرض عند قلة قليلة اسمه الشهرة.. اسمه عالم الأضواء، وبالتأكيد هذا لا علاقة له بعالم الابداع بألوانه المختلفة.‏

في الابداع الأدبي لم يعد من المألوف أن نقول إن أحداً يجب أن يكون مشهوراً مثل العقاد وطه حسين ونزار قباني وبدوي الجبل وغادة السمان، فلقد تغيرت الوقائع والمعطيات وانتقلنا إلى عوالم أخرى مجتمعة هي التي تصنع الشهرة.. قد يكون تحالف الابداع مع التقنية الاعلامية والقدرة على التسويق عاملاً من عوامل الشهرة، وقد يكون وراء ذلك مؤسسات ومنتديات تعمل جاهدة على تصنيع شهرة مبدع ما، وبالتأكيد ستصل الى ما تريد ولو كانت الشهرة مؤقتة لكنها تصل ويغزونا اسم فلان و فلانة حيناً من الزمن، ولكنه بالتأكيد سينطوي ذات يوم إن لم يكن يحمل في بذور نشأته وإبداعه عوامل وحوامل حقيقية.‏

الشهرة أصبحت صناعة لها أسسها ومقوماتها ولهذا ترى من يسأل: لماذا لم يعد لدينا مشهورون في الشعر والرواية.. مثل العقود الماضية..؟!‏

بالتأكيد لدينا من هم مؤهلون لذلك لكن كلّ شيء تغير واختلفت العوامل.. لأن معطيات أمس غير اليوم... والغد غير اليوم، ولهذا ربما يمكننا القول: إننا مقصرون في هذا المجال، مجال سد الفراغ، فراغ رحيل المشهورين، فراغ صناعة رموز ابداعية هم موجودون فهل نبحث عن الوسائل.. ربما نعود للحديث عن ذلك قريبا.‏

d.hasan09@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية