|
مجتمع
معظم الإجابات التي حصلنا عليها أو قد نحصل عليها تنفي هذا الأمر، وتتمسك بكل التأكيدات السابقة على استمرارية الحبو فهل هذه الحقيقة أم ثمة تحول يحدث وينتبه الطرفان إليه ولكن لا يعترف أي منهما به؟ راجعت الكثير من الدراسات التي تناولت الحب بشكل عام والاحتفال بعيد الحب بشكل خاص، وقاطعت ذلك مع نقاشات كثيرة دارت مع أجيال مختلفة فبماذا خرجنا لكم؟ قرأت على موقع الكتروني نقلاً عن كتاب ( كيف يحدث الحب؟) للدكتورة لوسي فانسون الاختصاصية في طب الأعصاب والباحثة في المركز الفرنسي للبحث العلمي: (إن الحب ليس سوى نتيجة لإفراز كوكتيل من الهرمونات العصبية التي تجعلنا نشعر بتلك الخفة والسعادة، وهي هرمونات الفيرومون والدوبامين والأندروفين التي تجتمع كلها لهدف بيولوجي يدخل في إطار السعي للبقاء، لكن مفعول هذا الكوكتيل السحري لا يستمر فترة طويلة بل يعيش فترة محددة تختلف من شخص لآخر لكنها لا تتعدى الثلاث سنوات في أحسن الحالات حيث يخف إفراز هذه الهرمونات شيئاً فشيئاً). مع احترامنا لهذه الدراسة ولصاحبتها إلا أنه من الصعب تعميم هذا التشاؤم أو تصور الحب وكأنه جمرة تخمد بعد حين متحولة إلى رماد، أو كأنه أسطوانة غاز لابد لها أن تنتهي ولا نتصوره أيضا بضع ثمار تين مجففة نستعيد حلاوتها وقت الحاجة، فما نعرفه عن الحب وما نعيشه من حب يجعلنا نؤكد أن الحالة التي تستمر بفعل تجدد ينابيع تغذيتها هي الفعل الإنساني الأرقى ومن الظلم أن نتحدث عن عمر قصير لهذا الفعل الراقي. غالباً ما يتمحور الحديث عن الحب حول علاقة الرجل بالمرأة سواء كانت هذه المرأة زوجته أو خطيبته أو صديقته.. الخ وعيد الحب الذي تحول إلى واقع مفروض علينا وهو القادم إلينا على جناح التقليد أو التأثر بالأنماط السلوكية الغربية، بتنا نتعامل معه بجدية أكبر ونخصص له ميزانية ( محرزة) وإلا غضبت منا الزوجة أو الخطيبة ونادراً ما يجرؤ أحدنا على طلب قلب الأدوار وتغيير طرفي المعادلة كأن ينتظر الرجل هدية من حبيبته في يوم الحب العالمي!. يقولون: إن المرأة تحب من يدلعها ويغمرها بالهدايا من دون مناسبة ولكن من قال إن الرجل لا يحب الهدية؟ ويقولون: إن نسمة حب قد تعصف بحياة المرأة وأنا أسأل: هل من قوة في الأرض تهد عنف الرجل وجبروته أكثر من الحب؟ أجمل ما في الحب هو أن يسير في الاتجاهين وبالسرعة ذاتها فيضمن اللقاء والتجدد في رحلة كل لحظة ولا يضطر احد طرفيه للسير خلف الآخر. جعل الله كل أيامكم حباً، وأنارها بدفق المشاعر الصادقة وأغرقها برائحة الشمس والهواء النقي وعبق الياسمين. |
|