تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مع طبيب... البدانة أسبابها وطرق علاجها والوقاية منها

طب
الأثنين 14-2-2011م
لقاء: ليندا سكوتي

تشير الدراسات إلى أن الإصابة بزيادة الوزن والبدانة في تزايد مستمر. ومع ارتباط البدانة بمجموعة من المضاعفات القلبية و الوعائية وارتفاع خطر الإصابة بداء السكري من النمط الثاني،

أصبح من المهم الوقوف على أسباب البدانة وطرق الوقاية منها و علاجها. ولتسليط الضوء على هذا الموضوع التقينا اختصاصية التغذية لبنى القصاب و أجابتنا على التساؤلات التالية:‏‏

 ما هي الأسباب المؤدية للبدانة؟‏‏

  البدانة ناتجة عن مجموعة متداخلة من العوامل يؤثر كل منها في الآخر: منها ما هو متعلق بالنمط الغذائي ونمط الحياة و منها ما هو وراثي و منها ما هو اجتماعي ونفسي، كما أن البدانة قد تكون نتيجة لمرض عضوي كما هو الحال مع مرضى قصور الغدة الدرقية، ولكنهم في الواقع لا يشكلون إلا نسبة ضئيلة من البدناء.‏‏

 كيف يمكن تشخيص البدانة؟‏‏

  يعد مشعر كتلة الجسم ( ال BMl ) أشهر مقياس يستخدم لتشخيص البدانة، ويتم حسابه بقسمة وزن الجسم بالكيلو غرام على مربع الطول بالمتر. ويعتبر الشخص زائد الوزن فيما لو تجاوزت قيمة هذا المعشر 25، بينما يعتبر بديناً فيما لو تجاوزت قيمته 30. ويعد التدخل الغذائي ضرورياً بمجرد تجاوز قيمة هذا المؤشر 25.‏‏

 ما هي الطريقة الأمثل برأيك لعلاج البدانة؟‏‏

  بما أن العوامل المسببة للبدانة كثيرة ومتداخلة، فإن علاجها أيضاً يتطلب مجموعة من الإجراءات المتوازية تتمثل: باتباع نظام غذائي متوازن يوفر احتياجات الفرد من جميع العناصر الغذائية وفي نفس الوقت يؤمن خسارة الوزن المطلوبة، وممارسة نوع من النشاط الرياضي المناسب للحالة، بالإضافة إلى تغيير نمط الحياة.‏‏

وتجدر الإشارة إلى ضرورة أخذ العامل النفسي بعين الاعتبار عند علاج البدانة، ذلك لأنها قد تكون ناتجة عن لجوء الشخص إلى تناول الطعام بشراهة كنتيجة لمشكلة عائلية أو لضغوط اجتماعية و نفسية،‏‏

و كثيراً ما يكون الحل في إزالة الأسباب الكامنة وراء سلوك تناول الطعام هذا بدلاً من التعامل مع النتيجة.‏‏

 ما هو المقصود بتغيير نمط الحياة؟‏‏

  إن أي حمية لتخفيف الوزن لايتبعها تغيير في نمط الحياة لن تكون ذات جدوى، ونقصد بتغيير نمط الحياة: تغيير عادات تناول الطعام و طرق تحضيره، بالإضافة إلى تغيير نمط الحياة الخامل إلى آخر نشيط.‏‏

إن تغيير بعض العادات البسيطة قد يكون له تأثير كبير. على سبيل المثال: تناول الطعام ببطء يجعل الشخص يدرك الكمية الحقيقية المتناولة منه و يجعله يشعر بالشبع بعد تناول كمية أقل من الطعام مقارنة بتناول الطعام بسرعة. وهكذا فإن مثل هذا التعديل السلوكي البسيط يساعد بشكل كبير في تقييد كميات الطعام المتناولة.‏‏

 ما هو النظام الغذائي المثالي؟‏‏

  في الحقيقة لا يوجد نظام غذائي يمكن تعميمه على كل الناس، فلكل شخص احتياجاته الغذائية الخاصة بما يتناسب مع جنسه وعمره وقياسات جسمه و مستوي نشاطه خلال اليوم ووضعه الصحي. وبالتالي فإن لكل شخص نظاماً غذائياً مثالياً خاصاً به. ولهذا فمن الخطأ الحصول على أنظمة ريجيم من الأصدقاء أو من الإنترنت، فما هو مناسب لغيرك قد لا يكون مفيداً بالنسبة لك.‏‏

 ما هي أكثر الأخطاء الشائعة في هذه الأنظمة؟‏‏

  إن معظم هذه الأنظمة يعتمد على تحديد الحريرات بشكل كبير مما يجعل الشخص يعاني من الجوع و الحرمان، وسرعان ما يعود إلى تناول الطعام بافراط واكتساب الوزن الذي فقده بالإضافة لبعض الكيلو غرامات الإضافية. كما أن الكثير منها يعتمد على استهلاك كميات كبيرة من البروتين ما يشكل على المدى الطويل عبئا على الكبد و الكلية، ويحرم الجسم من مصادر الطاقة الأساسية (الكربوهيدرات- الدهون)‏‏

 ما الحل إذاً؟‏‏

  يجب اللجوء إلى طبيب مختص كاختصاصي التغذية لتصميم حمية متوازنة له تساعد على خسارة الوزن دون حرمان الجسم من أي من العناصر الغذائية. وهناك برنامج حاسوبي يساعد أي شخص في الوصول إلى هذا النظام الغذائي المثالي المنشود، بالاعتماد على مجموعة كبيرة من المعادلات تقوم بحساب احتياجات الفرد من الحريرات و العناصر الغذائية المختلفة.‏‏

 ما هي نصائحك للوقاية من البدانة؟‏‏

  بالنسبة للنصائح الغذائية: أنصح باتباع نظام غذائي غني بالخضار والفواكه و منتجات الحبوب الكاملة و البقول الغنية بالألياف، والإقلال قدر الإمكان من السكريات البسيطة الموجودة في السكر الأبيض و الحلويات و المربيات و المشروبات السكرية. بالإضافة للتخفيف قدر الإمكان من استهلاك الدهون، وذلك من خلال اختيار منتجات الألبان قليلة أو خالية الدسم وتجنب اللحوم التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون واستبدالها بلحوم الدجاج و السمك و لحم العجل الهبر ما أمكن. واللجوء دائماً إلى تحضير الأطعمة بطريقة الشي أو السلق بدلاً من القلي. كما يجب تحديد كميات الدهون المستخدمة في الطبخ و اللجوء إلى طرق أخرى للتنكيه كاستخدام البهارات و التوابل والثوم بدلاً من الاعتماد على الدهون في إضفاء النكهة على الأطعمة.‏‏

بالنسبة للنشاط الرياضي: أنصح كل شخص بممارسة رياضة المشي السريع مدة نصف ساعة (3-5مرات) أسبوعياً.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية