|
الجولان في القلب
نستحضر باعتزاز كبير أحداث ذلك الإضراب البطولي المفتوح والشامل، الذي أعلنه أبناء الجولان الغيارى في 14/2/1982 تحدياً للمحتلين الصهاينة وممارساتهم اللاإنسانية ورداً مباشراً على قرارهم العنصري المشؤوم الذي أصدره ما يسمى «الكنيست» في 14/12/1981 بتطبيق القوانين الإسرائيلية على القسم المحتل من الجولان، وفرض هوية المحتلين على السكان الواقعين تحت الاحتلال بالقوة. ومع أن المقاومة ضد الاحتلال استمرت بأشكال متعددة دونما انقطاع، (الشهيد عزت أبو جبل 1972 - الشهيد نزيه أبو زيد 1976) فقد برزت مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا وعين قنية والغجر معاقل نضالية وطنية شامخة وأيقونات مقاومة مشروعة مؤثرة طيلة أيام ذلك الإضراب الذي استمر لخمسة أشهر ونيف، قدمت خلالها تضحيات مؤثرة طيلة أيام ذلك الإضراب الذي استمر لخمسة أشهر ونيف، قدمت خلالها التضحيات الجسام، وتحدث في نتائجها الطيبة الكثيرون، وتطرقت إليها وسائل الإعلام العربية والدولية واعترف بها العدو المحتل، مع استمرار إجراءاته اللا إنسانية وكل محاولاته اليائسة في فرض التعتيم الإعلامي، ومنع المراسلين آنذاك من الوصول إلى مواقع الأحداث في سفوح جبل الشيخ، لقد ظهر العدو أمام وحدة أبناء الجولان وبسالتهم قزماً برغم كل غطرسته كما صرح بذلك في حينه الشاعر توفيق زياد رئيس بلدية الناصرة آنذاك فقد هزؤوا بوجود الآلاف من عسكرهم بهويات المحتلين وقذفوها في وجوههم ثم جمعوها وأحرقوها في مواقف جماعية مشرفة مصرين على التشبث بالأرض والهوية العربية السورية التزاماً أميناً صارماً ببنود «الوثيقة الوطنية» التي وقعت من قبل مناضلي الجولان في 25/3/1981 دستور كفاح دائم يعاقب بالمقاطعة الدينية كل متخلف على طريق الحرية ودحر المعتدين معلنين بقوة صدق انتمائهم للوطن ومسيرة قائده الخالد حافظ الأسد مؤكدين - فيما بعد - مطلق ولائهم للمسيرة المتجددة بقيادة السيد الرئيس المناضل بشار الأسد الذي جعل تحرير الجولان كاملاً في مقدمة الأولويات الوطنية ووجه في إطار الترقيم الوطني لسكان سورية، بمنح الرقم الوطني والهوية السورية الجديدة لكل السكان السوريين في الجولان المحتل انطلاقاً من وحدة أراضي محافظة القنيطرة العزيزة وتأكيداً على أن هذا الاحتلال -شأن كل احتلال سبقه - بديل بالضرورة إلى زوال. في الذكرى التاسعة والعشرين لانتفاضة أهلنا المقاومين في الجولان المحتل.. حيث تتألق ثقافة المقاومة والتضحية والاستشهاد خياراً مجدياً، وسلاحاً فعالاً في صيانة كرامة الأمة والذود عن حياضها وانتزاع المغتصب من أرضها والمقدسات، وإذ نقف اليوم باعتزاز أمام انجازات المقاومة في غير مكان من وطننا الكبير فإننا على ثقة بأن الجولان عائد كاملاً عما قريب بعزيمة شعبنا العظيم وقيادة قائدنا المقدام السيد الرئيس المناضل بشار الأسد. |
|