تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تركيا وفضائح بالجملة !!

عن :RESEAU VOLTAIRE
شؤون سياسية
الخميس 16-1-2014
 ترجمة : محمود لحّام

يستمر مسلسل الفضائح الذي يعصف بالحكومة التركية فخلال العملية الواسعة النطاق التي شنتها الشرطة في منتصف كانون أول الماضي تم العثور على مئات الملايين من الدولارات ضبطت في علب الأحذية وآلات عد النقود في منازل كلٍ من ايجمين باجيس وزير الشؤون الأوروبية وبلال أردوغان نجل رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وأبناء ظافر ساجلايان وزير الاقتصاد وأبناء أردوغان بايرقتار وزير الشؤون المدنية وأبناء معمر غولر وزير الداخلية .

تداعيات فضيحة الفساد المالي أفقدت رئيس الوزراء التركي توازنه نتيجة تورط نجله بلال فيها إضافة لوزراء ونواب من حزب العدالة والتنمية مما يهدد بفقدان الثقة به وبحكومته قبيل أشهر من الانتخابات الرئاسية وخاصة بعد أن كشفت التسريبات الأولية المتعلقة بالتحقيقات أن هذه الملايين المختلسة من الدولارات تستخدم لتمويل الحرب في سورية بشكل سرّي والذي يمكن اعتباره فضيحة من العيار الثقيل والتي جعلت أردوغان يتخبط في مأزق عميق جراء تورط أربعة من وزرائه بالفساد مما اضطره إلى التضحية بهم وبـ7 نواب من حزبه عله ينجو بنفسه وينقذ ما يمكن إنقاذه من صورته التي أضحت في الوحل.‏

أردوغان المحتقن والذي تلاحقه الخيبة والفشل, لم يجد بدّاً هنا من توجيه الاتهامات يمنة ويسرة فتارة يتهم الولايات المتحدة بالوقوف وراء مؤامرة دولية هدفها تدمير بلاده وتارة يهاجم خصمه الحالي وحليفه السابق فتح الله غولن ويتهمه بتدبير القضية من خلال أتباعه المنتشرين في سلك الشرطة مما دعاه إلى إعفاء 100 منهم وعلى رأسهم قائد شرطة اسطنبول لأنهم كانوا على علم بعملية التفتيش المفاجئة والتي لم تعلم بها الحكومة إلاّ بعد فوات الأوان مما تسبب بهذه الفضيحة المدوّية كما وطال الانتقام الأردوغاني معمر عكاش المدعي في النيابة العامة الذي أُعفي من منصبه .‏

يبدو أن الأموال التي اختلسها أقارب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وحاشيته كانت مقدّمة من صديقه الشخصي والمقرّب له رجل الأعمال السعودي ياسين القاضي, المدرج اسمه على قائمة الأمم المتحدة للإرهاب الدولي والذي دخل تركيا عدة مرات سراً بعد أن كان ممنوعاً ,وفي كل مرة كان الإرهابي القاضي يصل إلى مطار اسطنبول على متن طائرة خاصة ويُستقبل من قبل الضباط المكلفين بحراسة رئيس الوزراء دون المرور على الجمارك ,لا بل وكانت كاميرات المطار تُعطّل خلال فترة وصوله.‏

ياسين القاضي هو مصرفي سعودي عضو في جماعة الإخوان المسلمين ومقرّب من أسامة بن لادن ومعروف أنه كان مسؤولاً عن تمويل الفيلق العربي التابع لابن لادن في البوسنة والهرسك بين 1991 و1995 وكذلك عن تمويل الرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش .ووفقاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي F B I فالإرهابي القاضي لعب دوراً محورياً في تمويل الهجمات الإرهابية على سفارتي الولايات المتحدة في تنزانيا وكينيا في العام 1998 كما أن القاضي ودائماً وفقاً لـ F B I يقيم في شيكاغو وهوصديق شخصي لنائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني وهو أيضاً مالك شركة PTECH للمعلوماتية والبرمجيات والتي تزوّد الحكومة الأمريكية ببرامج تستخدمها هيئة الطيران المدني FAA .‏

وسائل الإعلام التركية تداولت مؤخّراً العلاقة بين الماضي التجاري لرجل الأعمال السعودي القاضي وبين حكومة أردوغان وأشارت إلى أن ملفات التحقيق الخاصة بالقاضي تتضمن أسماء شركات أسسها الأخير بشراكة مع بلال أردوغان نجل رئس الوزراء إضافة إلى نشرها صوراً له تثبت استخدامه لسيارة رسمية تابعة للرئاسة التركية .وتساءلت صحفٌ أخرى عن سر العلاقة بين القاضي وأردوغان الأب وعن السبب الذي يدفع الأخير لتوفير الحماية لضيفه السعودي الذي اعتاد أن يتحرك بسيارة رئيس الوزراء؟!!.‏

صحيفة راديكال ألمحت إلى أن عمليات التحقيق ربما تكشف عن عمليات تمويل وتسليح لبعض الجماعات المسلحة من المعارضة السورية وقالت: إن هناك خيطاً رفيعاً بين فضيحة الفساد التي تعصف برئيس الوزراء وبين فضيحة الشاحنة المحملة بالأسلحة المهربة للمعارض السورية مؤخراً.أما صحيفة سوزجو فقد قالت: إن هناك العديد من إشارات الاستفهام حول المصاريف الكبيرة لرئاسة الوزراء والتي وصلت هذا العام إلى 750 مليون دولار في إشارة إلى احتمال استخدام هذه الأموال في الحرب في سورية إذ يتيح القانون التركي لرئيس الوزراء استخدام ميزانية محددة دون أن يكشف للبرلمان عن تفاصيل صرفها .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية