|
نافذة على حدث يعكس هذا الواقع مرارة كبيرة لدى حلفاء أميركا الذين راهنوا كثيراً على أن تقوم أميركا بالحرب نيابة عنهم، وأن تنفس لهم عن أحقادهم ضد سورية والرئيس بشار الأسد وضد محور المقاومة، ولكن ذلك لم يحدث. ولعبة الوقت التي طالما لعبتها واشنطن بالتعويل على إتباعها في المنطقة وخاصة السعودية منذ أن لاح في الأفق عقد مؤتمر جنيف2 لم تعد من الأهمية بمكان بعد الانتصارات التي حققها ويحققها الجيش العربي السوري، وبالتالي فإن مايجري في سورية يحصل بعكس أوامر وتمنيات القوى الكبرى في حلف الأطلسي وممالك الخليج والعثمانيين الجدد, هذا الإخفاق الغربي كان بسبب العمى السياسي والقراءة غير الصحيحة للواقع، ونجاح الدولة السورية في اللعبة الجيوسياسية التي تعاملت بهدوء وتركت العدو يكشف عن نفسه متجسداً بالوهابيين والأصوليين المتشددين وذلك بعد حشد الحلفاء والأصدقاء والانتقال للهجوم المضاد الذي أفضى إلى انتصارات كبيرة للجيش السوري. بالتأكيد إن التوصيف الدقيق لما أصاب هذه الدول المعادية لسورية لا يخرج عما قاله الرئيس بشار الأسد: «إن هذه الدول تاهت نتيجة تقديرها الخاطىء للأمور واعتمادها على عملاء أعطوها معلومات خاطئة فورطوها أكثر، واليوم هي في حالة ضياع ما أدى إلى تبديل رؤية معظم الدول». وها هي قوى العالم، وقد أصبحت أمام موعد رسمي لعقد المؤتمر الخاص بالحل السلمي يبقى السؤال: هل ضاق هامش الوقت بالنسبة لقوى الغرب بزعامة الولايات المتحدة ، وهل انتهت مسألة المماطلة والتسويف ، وهل عوامل نجاح مؤتمر جنيف2 بعد انعقاده متوافرة، وإلى أي درجة ؟! إن صمود سورية وحلفائها الذي كشف عن تحولات متسارعة تجاوزت الجغرافيا السورية ، منها هزيمة المشروع الصهيو- إخواني في المنطقة ، ووضع العالم جدياً أمام تعددية قطبية وغير ذلك من آفاق لتدشين مرحلة جديدة في المنطقة بعد الاتفاق النووي في ايران ، يسودها السلام والاستقرار واستبعاد بؤر الارهاب وفتح مجالات لتوازن جديد وعالم آخر ، وسورية وحلفاؤها لا يثينها أي شيء عن متابعة ما تبقى من خطوات قليلة جداً لتحقيق الانتصار ، وهي في الوقت ذاته جاهزة للحل السياسي الذي يترافق مع النصر في الميدان واضعة في الحسبان كل الاحتمالات الممكنة . |
|