|
نافذة على حدث و المتغيرات التي تضرب المشهد بعموميته وشموليته سواء على الصعيد الداخلي في الاراضي المحتلة بوجيهيه الاسرائيلي والفلسطيني ، أو على الصعيد الاقليمي الذي يؤثر ويتأثر بدوره بشكل دراماتيكي في الواقع الدولي. بالنسبة للوضع الداخلي الذي يعكس الى حد كبير وجه الاحتلال البشع بكافة ملامحه وتقاسيمه وانفعالاته فهو كان ولايزال السبب الاساسي لتلك الهستيريا التي تصيب كيان الاحتلال بين فينة واخرى ،خاصة من جهة بعد تلك الموجة العارمة من الاحتجاجات الغاضبة التي ضربت الشارع الاسرائيلي تنديدا بسياسة الحكومة الاسرائيلية التي تقف عاجزة حيال عدة ملفات داخلية وخارجية ، هذا بالاضافة الى تلك التطورات الاخيرة التي طالت المشهد السياسي الاسرائيلي عقب الانتخابات الاسرائيلية التي رسمت خريطة سياسية بتحالفات وتوازنات اكثر اجراما وتطرفا ،وخاصة من جهة اخرى بعد تلك الانجازات والانتصارات التي حققها الشعب الفلسطيني مؤخرا الدبلوماسية منها والعسكرية ،ذلك أن أي حدث أو انجاز أو انتصار فلسطيني لابد ان تضرب ارتداداته بشكل مباشر الكيان الاسرائيلي الذي يسارع الى ترجمة هذا الارتداد برد فعل عنيف على الارض وهذا ما ظهر بشكل جلي خلال الايام والاسابيع القليلة الماضية عبر سلسلة من الانتهاكات والممارسات الاحتلالية بحق الفلسطينيين خصوصا ومقدساتهم عموما. بالمقابل تجد اسرائيل نفسها على الصعيد الاقليمي غارقة في عدد من الملفات المعقدة التي لايمكن ان تعالج بمنطق ارهاب الدولة وسياسة اشعال الحرائق والنيران التي تتبعهما الاخيرة بمشاركة الولايات المتحدة ودول الغرب الاستعماري ، حيث يتصدر الملف النووي الايراني واجهة القضايا التي تسبب الارق الدائم لكيان الاحتلال ، لكن ورغم اهمية هذا الملف الا أن الملف الابرز الذي يجعل من اسرائيل كالمجنون الذي يحاكي نفسه هو الملف السوري الذي كان ولايزال يشبه الثقب الاسود يبتلع كل من يقترب منه ، اضافة الى انه كان سببا اساسيا في انكشاف الادوار واسقاط الاقنعة عن وجوه الكثيرين عربا وغربا الذين كانوا ولايزالون خلف الكواليس و أمامها يستجدون اسرائيل ويقدمون لها فروض الطاعة والخيانة ، والذين كانوا حتى اخر لحظة يشكلون لاسرائيل غطاء ودعما لمشاريعها ومخططاتها الاحتلالية ، وهو الامر الذي ينقلنا الى الوضع الدولي الذي تسبب بدوره في دخول اسرائيل بحالة احباط حقيقية بعد ان ارتسمت في الافق معالم عصر دولي جديد تحكمه توازنات ومعادلات جديدة تختلف عن تلك التي يحكمها منطق الارهاب والقوة وسياسة الخداع والتضليل التي تنتهجها اسرائيل والولايات المتحدة التي لم تترك اي وسيلة او طريقة لتنفيذ مشاريعها وطموحاتها الاستعمارية الا وامتطتها ، بما في ذلك الحريات والديمقراطيات وحقوق الانسان التي كانت بالنسبة لها الراحلة الاسرع لتنفيذ وتحقيق بعض من تلك المخططات و الطموحات. |
|