تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مقتل شخص وإصابة 47 في اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن.. مليونية جمعة «كش ملك» تطالب برحيل مرسي وحل جماعته

القاهرة
سانا - الثورة
اخبار
السبت 16-2-2013م
يعاني الواقع المصري اليوم بكل مستوياته، أزمات متوالية، حيث لا زالت هناك قوى سياسية ومجتمعية عديدة، ترفض لاعتبارات عديدة، أن تسيطر حركة الإخوان في مصر على كل مقاليد الأمور، ويبدو من كل المؤشرات أن الأوضاع في مصر لا تتجه نحو الهدوء والتسليم بانتصار طرف على بقية أطراف المعادلة المصرية..

وفي مقابل هذه الإرادة السياسية والشعبية والإعلامية التي تجسدها المعارضة، وتعمل على تغيير المعادلة التي شكلت بعد انتخاب محمد مرسي رئيساً لمصر.‏

وفي مقابل هذه الإرادة السياسية والشعبية، هناك إرادة سياسية وشعبية تقف خلف مرسي وخياراته السياسية والأمنية، وترى في الآخرين جميعا بوصفهم من فلول النظام البائد، ما يعمق الفجوة، ويحول دون خلق تفاهمات وطنية عميقة حول التحولات وآفاق العملية السياسية الجديدة.‏

وفي هذا السياق وقعت اشتباكات في مدينة السنطة بمحافظة الغربية المصرية إثر اعتداء عدد من انصار جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس مرسي على المتظاهرين وتم اختطاف اربعة منهم.‏

في هذه الأثناء انتشرت قوات الأمن المصرية في محيط قصر القبة الرئاسي ورفعت درجة استعدادها قبيل انطلاق المسيرات في جمعة «كش ملك» التي دعا إليها 38حزباً وحركة وائتلافا معارضا للمطالبة باستكمال أهداف الثورة ورحيل الرئيس مرسي وحل جماعة الاخوان المسلمين وتشكيل مجلس رئاسي وطني.‏

فقد قتل شخص جراء الاشتباكات بين قوات الامن ومتظاهرين محتجين على سياسات الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين في القاهرة وبعض المحافظات المصرية.‏

وأكد الدكتور سعد مكي مدير مستشفى المحلة العام وفاة متظاهر بعد أن صدمته سيارة مسرعة أثناء الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين موضحا انه أثناء محاولة المتظاهر الهرب من قنابل الغاز التي اطلقتها قوات الامن صدمته السيارة ما دفع المتظاهرين لتكسيرها احتجاجا على مصرع المتظاهر.‏

كما أكدت وزارة الصحة والسكان المصرية أن عدد حالات الاصابة نتيجة الاشتباكات الدائرة بين المتظاهرين وقوات الامن بلغت حتى الآن 47 اصابة في القاهرة والاسكندرية والغربية وبني سويف ودمياط والسويس وبورسعيد.‏

وقالت الوزارة: ان هناك 35 مصابا خرجوا من المستشفيات بعد أن تلقوا العلاج فيما بقي 12 آخرون ليتلقوا العلاج مشيرة إلى أن هيئة الاسعاف قامت بالدفع ب 72 سيارة اسعاف بالاضافة إلى قاربي اسعاف في الميادين المختلفة المتواجد بها مظاهرات.‏

وكانت المسيرات التي دعا إليها المشاركون بالمليونية قد انطلقت من مساجد وميادين في القاهرة عقب صلاة الجمعة إلى قصر القبة وهي مساجد الشيخ كشك بحدائق القبة ومسجد النور بالعباسية ومسجد المطراوي بالمطرية إضافة إلى ميدان الألف مسكن بمنطقة جسر السويس.‏

وكان 38 حزباً وحركة وائتلافا شبابياً أعلنت مشاركتها فى المليونية ومن أبرز الحركات التي ستشارك في هذه المسيرات تحالف القوى الثورية والجبهة الحرة للتغيير السلمي وشباب حزب الدستور وثورة الغضب المصرية الثانية واتحاد شباب ماسبيرو ومجلس أمناء الثورة بمدينة الإسكندرية.‏

وفي ميدان التحرير توافد المتظاهرون إلى الميدان للمشاركة في فعاليات جمعة «كش ملك» واستمرت حالة إغلاق مداخل ومخارج ميدان التحرير أمام حركة السيارات مع انتشار اللافتات الداعمة لتظاهرات اليوم بأرجاء الميدان.‏

وتتزامن تظاهرات التحرير مع جمعة «معا ضد العنف» التي تتبناها الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية اليوم بميدان النهضة بالجيزة.‏

صحف مصرية: جماعة الإخوان المسلمين ليست جديرة بحكم مصر‏

إلى ذلك أكدت عدة صحف مصرية صادرة أمس أن جماعة الإخوان المسلمين التي تسيطر على قياداتها عقلية العشيرة والأهل ليست جديرة بحكم مصر التنوع والحضارة والثقافة محذرة من خططها لإشعال البلاد والاقتتال بين مكونات الشعب المصري وشرائحه المختلفة.‏

وكشفت صحيفة الدستور عن وجود خطة شيطانية إخوانية تحاول الزج بالجيش ومطالبة «هتِّيفتهم المستأجرين» بسرعة التعامل مع المتظاهرين السلميين وقمع جميع المظاهرات الشعبية التي تطالب بالإطاحة بالدستور الإخواني ومحاكمة المجرمين في مذابح الاتحادية الأولى والثانية التي راح ضحيتها2500 جريح بعاهات دائمة وثمانية قتلى والتغاضي عن مذابح بورسعيد الثلاث وقتل ما يقرب من60مواطنا داخل المدينة عن طريق رجال النظام المجرم.‏

وأكدت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة أن هذه الخطة تهدف إلى التغاضي عن فتح التحقيق مع مجرمي التحرش السياسي بالسلاسل البشرية التي أعدتها الجماعة وحرضتها بهتك عرض العشرات والتحرش بالسيدات الكبيرات بالسن وتأديبهن لتوصيل رسالة لجميع نساء مصر بعدم نزولهن الى الميدان مرة اخرى بعد ان تأكدوا من أهمية دور المرأة المصرية حيال كيان هذه الجماعة وخاصة في دورها الجريء والشجاع أثناء الاستفتاء على الدستور.‏

وقالت الصحيفة إن:جماعة الاخوان تنوي الزج بالجيش لتوقع بينه وبين الشعب والتعامل مع المتظاهرين السلميين بالعنف والقمع وذلك للتغاضي عن جميع الجرائم التي لا تعد ولا تحصى وتمكينهم من الاستمرار في حكم البلاد وأخونة جميع مؤسساتها ولابعاد الجيش تماما عن المشهد السياسي.‏

وفي مقال بصحيفة الأهرام قال الكاتب فاروق جويدة إنه في أسبوع واحد حملت الأحداث أكثر من مفاجأة سيئة ففي تونس اغتالت يد الشر الناشط السياسي شكري بلعيد بعد فتوى دينية أباحت اغتيال المعارضين وفي القاهرة انطلقت فتوى كالرصاصة أربكت المشهد السياسي تطالب بقتل رموز المعارضة، متسائلا عن مصير ما يسمى الربيع العربي،‏

وقال: هل دخلنا إلى ما يشبه الخريف أم انه الصقيع القادم الذي يوشك أن يغتال فرحتنا بثورتي مصر وتونس.‏

وحذر جويدة من أن من يشاهد الصراعات الآن في الساحة السياسية المصرية يدرك أن الثورة لم تعد في يد أبنائها الحقيقيين لافتا الى أن الجميع يتحدث باسم الثورة إلا أصحابها وهناك من ادعى ما لم يفعل وقال ما لم ينجز ووجدنا أنفسنا أمام أقنعة كثيرة زائفة ومضللة واختفى شباب الثورة واختفت معهم كل جوانب الحقيقة التي لم يعرفها أحد.‏

وأكد جويدة أن الحلول الجذرية تبدو صعبة للغاية إن لم تكن مستحيلة وأن إصلاح الدمار الذي لحق بالعقل المصري بكل فئاته مهمة مستحيلة لأننا أمام أجيال نشأت وكبرت من خلال منظومة فيها جوانب كثيرة من الخلل والتردي معتبرا أن المهمة الأولى لمن يريد الاصلاح يجب أن يبدأ بالمدرسة وينتقل إلى المستشفى وبينهما سلوكيات الناس في الشارع.‏

وفي صحيفة المصري اليوم انتقد زياد العليمي محاولات جماعة الاخوان اعلاء شأن أعضائها على حساب بقية المصريين وقال إن هذه المحاولات اتضحت فى التناقض بين هرولة الجماعة الحاكمة إلى بذل مختلف المساعي السياسية والدبلوماسية للإفراج عن متهمين بتشكيل خلية تابعة للجماعة في دولة الإمارات وتجاهل وجود آلاف المصريين المحتجزين في نفس الدولة.‏

وأوضح الكاتب المصري أن قادة الجماعة التي تحكم مصر الآن تصر على فصل أعضائها عن مواطنيهم وربطهم بشبكات مصالح بينية وبناء نسق قيمي واجتماعي مختلف عن بناء الوطن لكنه يتفق مع الطريقة التى يتربى بها أعضاء الجماعة فى مختلف الدول التى يتواجدون بها منفصلين عن عادات وتقاليد وقيم شعوبهم لافتا إلى واقع الهوية المصرية القائمة على التنوع الثقافي بين نوبيين وبدو وصعايدة وفلاحين وقبائل أمازيغية والذي يمنح مصر ثراء ثقافيا واجتماعيا.‏

وأكد الكاتب أن التنوع ظل تاريخيا ضمن إطار واحد أكبر هو الوطنية المصرية وهذا ما يغيب عن الجماعة التي ترى في مصر جزءا من دولة الخلافة وجزءا من مشروع استاذية العالم.‏

وتوقع العليمي سقوط حكم الاخوان في مصر معتبرا أن هذا السقوط يعد مسألة وقت لا اكثر وختم مقاله بالقول إنه مع تكريس الفصل بين أعضاء الجماعة ومواطنيهم تصبح المهمة الأولى أمام أى سلطة ديمقراطية تحكم البلاد بعد سقوط دولة الإخوان إعادة دمج هؤلاء الأعضاء فى المجتمع المصري وإقناعهم بضرورة الاندماج فى إطار الوطنية المصرية معتبرا ان هناك مهمة ملحة على قوى معسكر الثورة تتمثل بـ«تمصير الإخوان» لنعود كما كنا شعبا واحدا تأسست هويته على التنوع الثقافي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية