|
السبت 16-2-2013م وإذا كانت حاجته الأساسية التي يتفق عليها الجميع اليوم هي الحوار, فإن الحد الأدنى يقتضي العمل على توفير مستلزماته وتأمين مناخ صحي ليكون منتجاً, فالحوار الذي يستند إلى منطق العقل لا بد أن يستجيب له العاقلون والعقلاء لأنه يحافظ على سلامة الوطن ووحدة أرضه وترابه. فالوطن يعشق الوحدة وينشد العيش المشترك لأبنائه على مساحاته جميعاً, ويحب التسامح والمحبة ويتطلع إلى تحقيق كل ما من شأنه أن يزرع عوامل التعاون بين أبنائه. والوطن أيضاً يرفض محاولات تمزيقه ويرفض كل من يرتبط بأجندات غير أجنداته.... وكل من يستقوي بالآخرين عليه، سواء كانوا في جواره أم أبعد قليلاً وكثيراً، فهل يتغلب صوت العقل ويستمع أبناء الوطن لندائه ويقفون جميعاً في حضرته كما يجب أن يفعل الابن البار أمام والدته التي ربته ورعته ودفعت من أجله الغالي والنفيس, ولم تبخل تلك الأم تجاه أبنائها ونزفت حتى الآن الكثير من الدماء دون سبب وجيه. ما هو مؤكد أن الطيف الواسع من السوريين بات على قناعة بأنه كان يمكن أن توفر إمكانات الوطن وقدراته ودماء أبنائه الزكية لمعركته مع عدو الوطن. حان الآن وقت حقن الدماء والعودة إلى جادة الصواب إن صح التعبير, والوقوف إجلالاً أمام نداء الوطن والعمل سوياً على حماية وحدة أرضه وترابه والحفاظ على تماسكه الاجتماعي والعيش المشترك لكل مكوناته وأطيافه الاجتماعية والدينية والسياسية التي كانت الحصن الذي حمى أرض سورية على مر العصور, حيث الجميع مدعو للمساهمة في إغناء الحوارات واللقاءات التشاورية الممهدة للحوار الوطني الشامل والتي سوف تعيد لوطننا الأمن والاستقرار والتفرغ لإعادة بناء سورية على أسس جديدة تحت سقف الوطن الضامن الحقيقي لحقوق أبنائه, والانطلاق نحو عجلة البناء والإعمار. ولا حاجة للتذكير بالبديهيات, كما لا حاجة لإعادة الحديث عما بات قاسماً مشتركاً يجمع حوله السوريين, ولا نعتقد أن هناك ما يدعو إلى مراجعة الأساسيات والثوابت, فقد باتت واضحة ومعلنة وقد انزاحت الكثير من الغمامات التي ظهرت لدى البعض و انكشفت الحقائق بجلاء يدعونا إلى تغليب العقل والمنطق وتفعيله.... وصولاً إلى سورية التي نريدها جميعاً أجمل و أقوى و أكثر محبة.. |
|