|
عن لو فيغارو وقد قرر رئيس قسم اللوحات في المتحف عدم انتزاعها عن الجدار, بل العمل على ترميمها فوراً وبسرعة وتنظيف ما كتبته تلك المرأة المختلة عقلياً بالقلم الأسود على اللوحة. وقد جرت إزالة الكتابة عنها بواسطة أدوات تنظيف تم اختيارها بعناية فائقة بعد تجريبها لكي لا تضر باللوحة. وفي الرواية عن الحادثة أن امرأة تبلغ من العمر 28 عاماً قامت بكتابة عبارة بهمة (AE911) على الجزء السفلي من الجهة اليمنى للوحة قبل أن يتدخل لمنعها أحد الزوار وأحد عناصر الأمن وجرى تصوير الحادث بكاميرات مراقبة والذي لم يدم سوى بضع ثوان. هذا وقد أوقفت الشرطة المرأة, علماً أن هكذا عمل يحكم على فاعله بسبع سنوات سجن وغرامة مالية تبلغ 100.000 يورو كتعويض. وعلى متحف اللوفر والمتاحف الأخرى بشكل عام الإجابة على العديد من الأسئلة والمخاوف, وتتلخص كلها في السؤال الأساسي: لماذا لا يتم وضع اللوحات جميعها ضمن صناديق زجاجية؟ وعلى هذا السؤال يجيب مدير اللوحات في اللوفر فانسنت بوماريد قائلاً: «بدأنا تدريجياً في وضع اللوحات الصغيرة الحجم ضمن الزجاج, ولكن بالنسبة للوحات الكبيرة يستحيل ذلك من الناحية العملية, ولغاية الآن لا يوجد لدينا حل فني كاف». وكتدبير احترازي هناك مسافة فاصلة هي عبارة عن شريط تحذيري من أجل أن يتفادى الزائرون الاصطدام بالأشياء, بحيث أنه يمكن لأي شخص عازم على أمر ما أن ينحني إلى أعلى المعروض أو يقفز فوقه, وتبقى الحراسة في نظر النقابات هي الأجدى نفعاً. وهنا نسأل: هل ينبغي أن نزرع عنصر حراسة هنا وهناك عند كل إيقونة؟ قام متحف ريجيك بوضع حارس أمام لوحة لرمبرانت إثر تعرضها لهجوم بالسكين عام 1975. وبالنسبة للوحة الحرية, جرى دراسة هذا الخيار ولكن الحراس المشرفين لا يتجاوز عددهم خمسة حراس في معرض (الزمن) الذي يحتوي على 206 لوحات ثمينة. وعلى الرغم من أن الموظفين وعناصر الأمن على حد سواء غير قادرين, ومعتادين على القيام بإجراء التفتيش الجسدي للزوار أو التحقق من هوياتهم, وبالتالي ووفق ما يقوله اكزافييه ديكتو مدير فرع لانس في اللوفر: «حالياً, في حال استطعنا مصادرة سكين أو مقص خلال اكتشافها أثناء المرور على أجهزة الكشف, فإنه يمكن عبور قلم حبر أو أداة بلاستيكية دون أن نلحظه. وكيف يمكننا سحب أقلام الطلاب الملونة أو ريشة الفنانين؟ هذا أمر سخيف», ويقر بأنه ينبغي (تعزيز التواجد البشري) وفي سياق متصل, أثبت الاعتماد على استخدام الواقي الزجاجي في متحف اللوفر في باريس فعاليته. فقد حمى لوحة الجوكندا من ضربة بالكرسي عام 2005 وضربة بكأس عام 2009. كما ويمكننا القول إن إجراءات الحماية للجوكندا أثبتت أنه مقاوم حتى ضد الرصاص. والمأزق الكبير هو هذه الحشود الضخمة اليومية غير الملتزمة. ويصرح فانسنت بوماريد في هذا الصدد قائلاً: «نعثر على علكة ملصقة في كل مكان, ولكن ولحسن الحظ من السهل إزالتها, ولكن الخربشات, عن قصد أو غير قصد هي الأخطر» ومن جانبه يقول المدير المساعد لمتحف اورساي: «أصبح الزوار أقل التزاماً بالقواعد. قبل عشرين عاماً من الآن, كان هذا الزائر لا يحمل معه زجاجات المياه الصغيرة أو السندويش إلى صالات العرض. وصار إصدار التعليمات من أجل منعهم ضرورة» وينطبق الأمر على أجهزة السمارت فون, وأجهزة الاي فون الأخرى والتي يحاول الزائر من خلالهما مد يده لالتقاط صورة تزيد من مخاطر الأشعة على اللوحة. ونفس الشيء بالنسبة لحقائب الظهر, لذلك ينبغي إعادة النظر بغرف إيداع الأمانات. وضمن هذا السياق, تقدمت إدارة 1200 متحفاً في فرنسا, العام الماضي بشكوى عن إحدى عشر قضية سرقة وتخريب. ولكن إذا ما قارناه أمام واقع 62 مليون زائراً, نجد أن هذا قليل لحسن الحظ. |
|