تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ومن الحب ماقتل..!

رؤيـــــة
الأحد 17-2-2013م
 فادية مصارع

أيام مضت على ما سمي بعيد الحب أو «فالنتاين» ولايزال عرض المحامي الأمريكي «وولتر بينتلي» الخاص بهذه المناسبة قائماً، و هو الطلاق مجانا و الذي اعتبره فرصة للأزواج المحظوظين فقط للفوز بعملية طلاق استثنائية

دونما أتعاب،سيدة امريكية استنكرت عرضه قائلة: إنه لأمر مشين من يوفر عرضا للطلاق في يوم عيد الحب.. وأضيف على تعليقها و كيف للولايات المتحدة أن تعرف حب البلد الذي يتصدر قائمة المنفقين على التسلح وتستأثر بنسبة 24.8 من مجمل ميزانيات الإنفاق حيث بلغت 10.36 تريليون دولار عام 2010 .. والبلد الذي تحيط به الكراهية ويغذي الشر و الفتنة في العالم و يشرف على رعايتها ويقتل الأبرياء و يرتكب أفظع الجرائم .. الدولة التي مُنح رئيسها جائزة «نوبل» وتأملنا أن يستثمرها بجعلها رسالة محبة و سلام و غفران لجعل شعبه الذي عانى من الحروب الأمريكية الطويلة بدءاًمن الحرب الكورية ثم حرب فيتنام فحرب الخليج، وصولا إلى غزوها للعراق 2003 وقبله غزوها لأفغانستان يعيش في أمن وأمان وترك العالم يحيا بسلام ووئام.‏

في أمريكا الطلاق مجاناً و القتل مجاناً.. و فيها يصل الإنفاق في عيد الحب إلى 18.6 مليار دولار ثمناً لورود تزرع في تربة حقدهم و كراهيتهم للعرب, وتنثر بذورها لتنبت إرهابا وقتلاً و تدميراً وتنمو كالفطورالسامة في أرض شعب لم يخفق قلبه يوماً إلا بالمحبة والتآخي والتسامح, فتكون كالأورام الخبيثة تفتك بتلك النفوس الطيبة.. لكن الشعب العربي والسوري بشكل خاص يأبى إلا أن يعود لفطرته, و انسجاما مع سياسة «غسيل القلوب» أيها السوريون أنتم لا تحتاجون لصابون عيدهم كي تغسلوا قلوبكم النقية أصلاً.. والتي ربما تتعرض للصدأ والغبار وتتأثر بمخرجات العوادم من بيئة ملوثة من كل حدب وصوب لكنكم قادرون على جلائها و إزالة ما علق من أدران بها، فالحقد الأسود لم يعرف يوماً طريقا إلى أفئدتكم فلنحمل معاً كل الزهور و الورود لشهدائنا التي ستزهر دماؤهم ربيعا فيه الورد والياسمين والعطر وسورية.‏

fadiamsr@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية