|
اقتصاد عربي دولي في دول مجموعة العشرين، عتاة الأرض، يقضم الاقتصاد الأسود من 22 إلى 23 بالمئة من ناتجها الإجمالي السنوي، ولذا إذا سمعنا ان هذا السواد يصبغ 30 او 40 بالمئة من الناتج الإجمالي لإحدى الدول النامية او المنكوبة فلا نستغرب ولنعد إلى دوافع النفس البشرية وعباءة الأنظمة والقوانين والتشريعات المفروضة، فقد يكون بين ثناياها مايبرر ميل الناس الى« الكسب منفردا». العبء المالي كارتفاع الضرائب سبب، وكمّاشة الروتين سبب، وثمة ثالث ورابع وعاشر. سلوك بعض دوافعه اعتقاد وايمان راسخان عند «المتوارين عن الانظار» ان مايدفعونه، او سيدفعونه للحكومة خوة واتاوة، إذ هولايكافئ بحال من الأحوال مستوى الخدمات المقدمة لهم. من حق الحكومات، وواجب عليها أيضا ان تنظر بعين الحزم إلى هذا«الفاقد» تماما كما تنظر وتعالج الفاقد في شبكات المياه والكهرباء اذا ماتخطيا حدودهما «الطبيعية»ولكن هل هناك نسبة أو معيار لتحديد حجم اقتصاد الظل الطبيعي عن ذاك المنفلش من العقال ؟ لماذا يمثل في أمريكا نحو9 بالمئة فقط,مقابل 40 بالمئة في مصر؟ المقارنة بين البلدين جائرة، لكنها تمنح فرصة لمزيد من الأسئلة. تراكم الفاقد او توجيهه يمكنه استيلاد فرص عمل جديدة، في بلاد تشرّش فيها البطالة لتصل إلى حدود ربع قوتها العاملة، وهنا نقترب من الوجع، اوالسطر الثاني، فكيف لحكومة لاتحسّن من بيئة أعمالها، ولاتستزرع فرص عمل في اقتصادها، ان تقيم الحد على المارقين عن انظارها؟. اقتصاد الظل في الكثير من الدول المهترئة بالفساد يمثل حبل نجاة، وهو بالنسبة لها,كالحب في الأرض بالنسبة لنزار قباني «لو لم نجده عليها لاخترعناه». |
|