تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تصنيف المشكلات الشبابية طريق العلاج

شباب
21 / 3 / 2011
علاء الدين محمد

ثمة من يرى أن الشباب بلا مشكلات تواجههم وتعطي لحياتهم معنى ليسوا شباباً، فلا تحلو الحياة إلا بها و بمعالجتها أيضاً.

إذا واجهت الشباب مشكلة كيف يتصدى لها.. هل يعتمد على نفسه أم يلجأ إلى من يساعده؟ كيف يمكن تعويدهم على مواجهة كل مشكلاتهم بأنفسهم. للتعرف على بعض المشكلات و طرق حلها كانت لنا اللقاءات التالية:‏‏

تمردت على الحل‏‏

الشابة بيداء سليمان تقول بطبيعة الحال مشاكلي قليلة.. إن وجدت أتروى قليلاً وأحاول تبسيطها قدر الإمكان و التقليل من تداعياتها، و إن شعرت أنها أكبر من طاقتي ألجأ إلى خالتي حيث أبوح لها بما أعانيه جراء ذلك، لكن المؤسف أنها تطلب مني التفاصيل في المشكلة وتغرقني فيها وتنسى المشكلة الأساس، أغلبية الحلول التي تقدمها لي لا تنسجم وطبيعة المشكلة ماذا أفعل طوال الوقت مع بعضنا البعض.. و عندما أكون في حالة اضطراب تشعر بي وتسألني عن حالتي فإذا عرضت لها المشكلة لم أخلص منها و إذا منعتها عنها لم أنته من أسئلتها الملحة، ذات مرة قلت لها إذا بقيت حلولك بهذه الطريقة ستتفاقم مشاكلي. و أنا أعلم أنك تريدين مساعدتي بحسن نية ولكن كل مشكلة أعرضها عليك بدل ما «تكحليها عميتيها» بعد الآن لن أعرض مشكلتي على أحد، سأحاول الاعتماد على نفسي مهما كانت النتائج و الخسارة.‏‏

ينتظرون الحلول‏‏

أما الشاب خالد يعترف أن لديه مشكلات كثيرة بسبب انفعالاته الصاخبة مع أقرانه و سواها و هذا ما أثقل كاهل أسرته.. ما أن يخرج من مشكل إلا ويقع في آخر،حيث ينتظر الحل من قبل أهله هكذا عودوه واعتاد أن يأتيه جاهزاً دون عناء أو تفكير، فلا طاقة له على تجنب المشكلة ولا امكانية عنده في حلها أيضاً. خالد يعترف بضعف شخصيته وبإمكاناته المحدودة لذلك يصعب عليه الاعتماد على نفسه، ويضيف كل هذا ناتج عن التربية في الصغر وتأثره بالسلوكيات السلبية التي كانت تمارس أمام عينيه ضمن نطاق الأسرة فقد نمت و كبرت معه وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من شخصيته، فتركت أثراً سلبياً.. بمرارة يقول أتأثر كثيراً عندما أقع في مطب أو مشكلة و أتأزم لكن ما باليد حيلة تعودت أن يتصدى أهلي لمشكلاتي دون عناء ولم يفكروا بتعويدي على معالجة مشاكلي لوحدي الآن أدركت فداحة خطأي لكن بعد فوات الأوان.‏‏

اعتماد على النفس‏‏

والشابة عبق يوسف لها رأيها في هذا الموضوع حيث ترى لكل مرحلة شبابية مشاكلها الخاصة بها، ومرحلتي هذه مليئة بالحيوية و النشاط التي تحمل بين طياتها بعضاً من مشاكلها البسيطة، و أنا من وجهة نظري أعتبرها عادية و لا طعم للحياة من دونها وإن كانت‏

أحياناً مؤثرة وتحتاج إلى مساعدة.. أكابر وأحاول أن لا يتدخل أحد في ابتكار الحل لأنني أشعر بالخيبة و عدم الرضا عن الذات.. إذ كلما وقعت في مشكلة يأتي أحد ويقدم لي الحل على أساس أنه المنقذ والعارف بحالتي أكثر مني، هذا ما لا أحبه و لا أرضاه.. أريد الاعتماد على نفسي وطرح ما يقلقني وما يعتريني مع أمي ليس من أجل حل المشكلة و إنما من أجل الحوار والمناقشة للاستفادة من وجهات نظرها، و أغلب مشكلاتي أعرضها لأمي بهذه الطريقة، وهي تفهمني جيداًو لا تبخل لا بطولة البال و لا بعباراتها المريحة التي تهدىء من روعي و إعادة الصفاء إلى النفس في حالة التعب إن هذه الأسلوبية التي تتبعها والدتي معي زادت من ثقتي بنفسي ودفعتني للتصدي لمشكلاتي التي أواجهها في الحياة بكل روية و حزم.‏‏

أصدقاء يتعاونون‏‏

بينما يقول ماهر نحن مجموعة من الأصدقاء نمضي معظم أوقاتنا مع بعضنا البعض، فإذا صادفتني مشكلة.. بشكل عفوي و تلقائي أتصل بأحد أفراد المجموعة ويقوم هو بإعلام الآخرين حيث نجتمع في مكان ما ونعرض المشكلة بتأن وهدوء ثم نقدر حجم الضرر الذي تلحقه بي، نتشاور بطرق الحل ثم نحاول معالجتها بأقل ضرر ممكن، و هكذا نفعل مع أي شخص من المجموعة يتعرض لمشكلة حيث نعتبر مشكلة اي واحد منا هي مشكلة المجموعة كلها، فلذلك مهما كانت المشكلة صعبة نحلها فيما بيننا دون أن يتدخل أحد لا من الأهل ولا من غيرهم لأن طبيعة المشكلة قد يصعب على الأهل حلها.‏‏

رأي مختص‏‏

نقلنا هذه الحالة إلى الدكتور عيسى علي -جامعة دمشق كلية التربية حيث أوضح أن مشكلات الشباب تتباين وتختلف من شاب إلى آخر و كذلك معالجتها و حلها أي حسب طبيعة المشكلة، فلا نستطيع تحديد العلاج للمشكلات قبل تبويبها، و الأهم من هذا هو التشخيص.. ماهي المشكلة هل هي اقتصادية ،اجتماعية، عاطفية، تربوية، تعليمية.. كل مشكلة في حد ذاتها لهاطريقة في العلاج وآلية في الحل، وباعتقادي الشباب غير قادر على حل مشكلاته مهما أوتي من قوة و معرفة، لأنه يفتقد إلى الخبرة و التخصص، كثير من الأحيان نلاحظ شاباً غير قادر على تحديد المشكلة التي يعاني منها، على سبيل المثال يشعر الشاب بقلق ما لكنه يجهل السبب و ممكن أنه مرتبط بامتحان أو بعلاقة جديدة أو انتقال من مكان إلى اخر، هذه الحالة بدأت وزارة التربية مشكورة بوضع حجر الأساس لتوجيه وارشاد الشباب في المدارس عبر مرشد اجتماعي ومرشد نفسي، لكن للأسف في الجامعة لا يوجد لدينا مثل هذه المراكز، والمفروض أن يكون لدينا مراكز توجيهية قبل و أثناء و بعد الدراسة ليتشكل لدى شبابنا ثقة بهذه المراكز و يتكون لديهم ثقافة عامة حيث يقدمون على هذه المراكز كلما تعرضوا إلى مشكلة، لأنهم يعرفون أن هناك من يسمعهم و يفهم طبيعة مشكلاتهم بهذه الحالة تكون الحلول من قبل مختصين ولديهم خبرات كافية للتعامل مع الشباب ومشكلاتهم، فعندما يصل الشباب إلى هذا المستوى بالتعامل مع المراكز الارشادية يكونون قد قطعوا شوطاً كبيراً في الاعتماد على ذواتهم و حل مشكلاتهم بطريقة علمية صحيحة.‏‏

دور الأهل‏‏

الشباب لهم رؤيتهم و فلسفتهم الخاصة في الحياة، والأهل لهم رؤية مختلفة بالتالي دورهم دور تكريسي لمجموعة من العادات و المثل و القيم التي تربوا عليها لذلك لا يستطيعون معالجة وحل مشكلات أبنائهم، الكثير من الشباب فقدوا الثقة بالأهل بسبب ممارساتهم السلبية في التعاطي مع حل المشكلات و التي تبدو غير منسجمة وطبيعة الحياة المعاصرة للشباب حيث أفكارهم تمحورت حول- افعل لا تفعل- هذا صح وهذا خطأ- تأتي كلها بصيغة الأمر للشباب وخاصة للشابات، إذاً نحن في هذه الأيام نعيش في ظل فلسفة (الفردية) وحتى ضمن الأسرة الواحدة التي يوجد فيها أجيال متعددة، نلاحظ كل فرد من هذه الأسرة يعيش عالمه الخاص و مشاكله الخاصة أيضاً التي لا يشارك أحداً من الأسرة فيها هذه الفردية تخلق بعداً بين الأهل و الشباب، بالتالي مساعدة الأهل للشباب بحل مشكلاتهم لم تكن صائبة إلا في حالات استثنائية.‏‏

الحل الانجح هو إقامة مراكز تخصصية ارشادية توجيهية على كافة المستويات تعنى بمشكلات الشباب و السعي إلى إقامة علاقة حميمية تعمق الثقة بين الطرفين، و تخصيص برامج اعلامية عبر التلفزيون والصحف الرسمية لاستقبال المشكلات الشبابية واعطاء الحل من قبل اختصاصيين بما يتناسب وطبيعة المشكلة .‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية