تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تجارب شــعرية شــابة في المشهد الأدبي..

شباب
21 / 3 / 2011
آنا عزيز خضر

لا نبالغ إن قلنا إن أي مجال إبداعي يكون محركه الأهم الشباب، حيث يبدعون بحق عند توافر بيئة داعمة تؤسس لإبداعاتهم،

وقد تبدأ من الأسرة وتنتقل إلى المؤسسات الثقافية أو التعليمية، إذ تحضر بصمتهم في كل المجالات ومنها الشعر، فتجاربهم الشعرية تؤكد على تلك الدماء المتجددة التي تضخ الحيوية في أي مساحة يمرون بها، يقولون كلمتهم، يقدمون إبداعهم ويستمرون وجهاً لوجه مع صعوبات كثيرة سواء أكانت إهمال الإعلام لمبادراتهم أو البحث عن مواهبهم.‏‏

‏‏

وفي اللقاءات التالية نتعرف على تجارب شبابية في مجال الشعر، حيث تحدثت الشاعرة رشا الخضراء فقالت: كنت من العشرة الأوائل المكرمين في ملتقى الشارقة للشعر، ووجدت في هذا التكريم تحفيزاً لي للمضي في مجال إبداعي هام، اخترته بسبب ميولي الأدبية، بدأت بكتابة الشعر وأنا على مقاعد الدراسة ثم حاولت صقل موهبتي على الدوام لأنني اعتبر الشعر جزءاً مني يمثلني ويجسد حضوري وطموحي في الحياة، حتى وإن غابت الظروف المحفزة لذلك، ولولا التصميم والإرادة كنت سأعيش الإحباط، لكنني تابعت إلى أن حققت حضوري، ووصلت إلى مرحلة نشر دواوين شعرية لي، كان أولها «همسات» وكان له حفل توقيع وأجريت معي لقاءات سريعة في الفضائية السورية والإذاعة، وبعدها أنجزت ديوانين آخرين «واحة الغرام» و«نرجسية الحب» وقد شاركت بكثير من الأمسيات الشعرية في المراكز الثقافية، فهي تشجع الشباب وترسخ طقساً جميلاً على أرض الواقع، إذ يجذب فئة الشباب من جهة ومن جهة أخرى يحيي ظاهرة ثقافية هامة ومجالاً أدبياً، يعد جزءا هاما من الثقافة العربية، من هنا يجب أن يلقى جيل الشباب الدعم، وما يحصل أننا نصل إلى ترسيخ أسمائنا بصعوبة بالغة ونتيجة لإصرارنا، لأنه لايوجد الاهتمام الكافي بالشعر الشبابي خصوصاً من الناحية الإعلامية، فهل يعقل أن يعتذر أحد البرامج عن استضافتي كشاعرة لصغر سني، أما أشعاري فهي قريبة من الحياة الشبابية،إذ تدور حول قضايا عشتها بنفسي مثل قضايا الحب وعلاقة الآباء بالأبناء علاقات الحب وموقف الأسرة منها، كما ركزت في أشعار كثيرة على قضايا وطنية، كما أن مشاكل الشباب والطلبة تدفعني للكتابة حولها، خصوصاً أنني أعمل مدرسة ويخبرني طلابي بكثير منها.نتاج جميل‏‏

أما الشاعر قحطان بيرقدار قال: ارتبطت بالشعر منذ الطفولة لكن لم يأخذ المعنى الواضح في حياتي، إلا في المرحلة الثانوية، كنت أعبر عن نفسي ومشاعري، بكتابات شكلت نتاجاً جميلاً ومعبراً عن أبعاد إنسانية عميقة، وبصراحة كنت أعتقد أن هذه الميول مجرد مرحلة عابرة وتمضي، ومع مرور الوقت أدركت أن الشعر يلتصق أكثر فأكثر بي، إلى أن آمنت أنه حالة أساسية في حياتي لا يمكنني العيش بدونها، فالشعر ليس رفاهية، كي ننسى همومنا أو مجرد تسلية، بل بالعكس هو لغة رائعة تختزل الحياة بأعمق مضامينها ولابد من القول إن هذا الكلام رافقه تعب واجتهاد وتكوين لثقافة عامة بالدرجة الأولى، ثم ثقافة شعرية لها علاقة بمجال الشعر من جهة ثانية، فالقراءة أولاً وآخراً، هي عنصر مهم ويجب إغناء الروح بها، بالقراءة المختصة والجادة منها، وبالنسبة لتجربتي الشعرية، فقد نشرت مجموعات منها «في الآخر الأعلى المضيء» و «هجرة في تفاصيل الحنين» وبصراحة لولا أنني كنت أعمل في دار للنشر لما تمكنت من نشر مجموعتي الشعرية الأولى، بسبب التكاليف، أما المجموعتان التاليتان فقد طبعهما اتحاد الكتاب العرب فنحن كشباب نعاني من هذه المشكلات، ورغم أن الشعر السوري الشبابي يشهد حراكاً متميزاً في هذه الفترة، إلا أنه لا يلقى الاهتمام المطلوب، وبالكاد نجد متنفساً عن طريق الأمسيات الشعرية التي نقيمها في المراكز الثقافية في دمشق وريفها، فهي بالفعل مفيدة وجيدة بالنسبة للشاعر الشاب، وما يحصل أن اختيار الأسماء تعتمد على تزكية فرديةبدلاً من البحث عن الأسماء الشبابية بأساليب مختلفة لخلق الحراك الذي يضخ الدماء الجديدة في المشهد الأدبي ككل، أما الإعلام للأسف الشديد فهو مقصر في مواكبة الحركة الإبداعية الشبابية بالشكل المطلوب ذاك الذي يترك بصمته على هذا الإبداع والاهتمام يكاد لا يذكر، ولا يجاري ما نصنعه كشباب، مثلاً تمت استضافتي في «عزف منفرد» و«ناجحون» كما أنني حائز على أكثر من جائزة شعرية وتكريم، ووصلت إلى المراحل النهائية في مسابقة «أمير الشعراء» وجائزة «صلاح فضل» وغيرها الكثير، ولابد من الذكر هنا بأن للمسابقات الشعرية أهميتها الخاصة في تسليط الضوء على هذه الإبداعات، بغض النظر عن النجاح أو عدمه خصوصاً أنها تحقق التواصل لنا مع شعراء عرب شباب في البلدان العربية الأخرى.‏‏

تلونت النتاجات الشبابية لتجسد على أرض الواقع الإبداع الحقيقي، الذي يحتاج أولاً وآخراً إلى دعم الأهل لتلك المواهب على أشكالها كما أوضحت الشابة الشاعرة رائدة الخضري عند حديثها عن تجربتها الشعرية فقالت: بدأت بكتابة القصيدة الكلاسيكية، ثم قصيدة النثر ثم التفعيلة، وقصيدتي تحمل الاختلاف كونها تعتمد على الإحساس الذي يتلمسه المتلقي، إذ تصل إليه عن طريق لغة شعرية خاصة، فليس بالضرورة أن يفهم المتلقي ما يسمع، لكن من الضروري أن يحس ما يسمع، هذه هي أجواء قصيدتي وقد أحببت الشعر منذ طفولتي، وتعلقت باللغة العربية بشدة حتى أنني درستها في الجامعة، وأصبحت مدرسة لغة عربية ولي مجموعة شعرية قيد الطباعة، وقد نشرت الكثير من القصائد في الصحف المحلية، ولابد من القول إن الأهل ساعدوني كثيراً، فأنا أنتمي إلى أسرة تهتم بإبداع أبنائها وتحفزه بطرق عديدة، وما إن أدرك الأهل ميولي وموهبتي حتى بادروا إلى صقلها وتنميتها وتشجيعي بالشكل الصحيح، وقد أفادني هذا الوعي بالتعامل مع موهبتي، صحيح لدي موهبة الشعر لكن الأهل سلموني العديد من المفاتيح المهمة للمضي والإبداع فيها، فأدركت بنفسي أن الحوار الذي يرسخه الأهل يمنح الشاب إمكانات ومقدرات رائعة، ويعني للشباب وضعهم على طريق النجاح، وبالنسبة إلي نلت جوائز عديدة وتكريمات وأخذت المركز الأول في منتديات شعرية كثيرة كان آخرها «كفرنبل» ودائماً أحاول مواكبة الحركة الشعرية والمنتديات، ووصلت إلى التصفيات النهائية في مسابقة «ملتقى الشعراء» على فضائية «الكوثر» وغيرها الكثير.. ولابد من القول إن هناك نهضة شعرية بدأت تظهر بقوة في الساحة الثقافية في سورية والوطن العربي، ندركها نحن الشباب لأننا نتواصل مع هذه الفعاليات الإبداعية الرائعة وقد شجعتها مجموعة من المعطيات منها المهرجانات الشعرية والملتقيات والمنتديات إضافة إلى شبكة الانترنت وهذا كله يجسد حالة متميزة تحفز النشاط الشبابي وتجعله في حراك مستمر، في مجال يجب أن يستثمر الطاقات الأدبية كي تكون حاضرة في مشهد ثقافي يحتاجها خصوصاً أن فئة الشباب السورية غنية بحق بالمواهب الخلاقة التي تنتظر توجيهها.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية