تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الصداقة بين الزوجين 00كيف يراهـا الشـــباب..؟!

شباب
21 / 3 / 2011
ميساء أنيس هرمز

هو الحب يشبك أيديهما استجابة لسنة كونية ... و تصير للحياة حكايتها في استمراريتهما ... تنسج أحداثها من طريقهم المندّى بالفرح, الكرب, المتعة, المحبة, الشقاء,,

فيقطفان من حديقتها شتى أنواع الورود و الأشواك.. ولربما كان للصداقة بينهما أثرها المجمل للأيام فيمضيان معاً يواجهان التيار مرة... وأخرى يسير بهم.. إلى حيث يرغبون...؟‏‏

مفهوم الصداقة بين الزوجين, و ما رأي الاختصاصيين بها...؟‏‏

كن صديقي‏‏

نور شيخ إبراهيم (20 سنة ) ترى أنه من الجيد أن تكون الصداقة هي السمة الظاهرة على العلاقة بين الزوجين‏

‏‏

فهي تحث كل صديق على أن يدعم صديقه وأن يحتمله، يعطف عليه و يلتمس له العذر فيكون له الملجأ عندما تضيق به الدنيا ويبقى المرح والمتعة يخيمان في جو أسرتهما.‏‏

الصراحة أولاً‏‏

علي علي( سنة ثالثة تجارة و اقتصاد) يعتبر أن مفهوم الصداقة مفهوم واسع وعميق جداً وهي ركن أساسي في أي علاقة تقوم بين شخصين، فكيف وهي قائمة في أعظم وأول مؤسسة عرفتها البشرية لتكون الأساس السليم والمتين لاستمرار الحياة، كما يحلم بها كل إنسان، وينبغي تعزيزها من خلال الصراحة ثم الصراحة في العلاقة والحفاظ على الثقة فالسياق الطبيعي للحياة يفرض أن تكون الزوجة هي الصديقة والحبيبة.‏‏

لنترك للخصوصية مكاناً‏‏

مريانا إسماعيل (سنة ثالثة معلم صف) تقول: برأيي أنه يصعب على أي من الزوجين في البداية التحول من حياة العزوبية إلى حياة زوجية مستقرة, فقد يكون لدى كل من الزوجين أسرار لا يرغب باطلاع الآخر عليها, كما أن تدخل المرأة في خصوصيات الرجل الدقيقة وكذلك الحال بالنسبة للرجل, أمر يؤدي إلى نشوء نوع من الحساسية و التوتر بينهما وإضرام نار الغيرة في قلب كل من الزوجين وخاصة عندما يتعلق الأمر بالجنس الآخر.‏‏

احذرا الصمت الزوجي‏‏

أحمد علي (سنة أولى حقوق) يلفت نظره أن هناك بعض الأزواج يصابون بالخرس عندما يدخلون البيت و يظهر ذلك عند الرجال أكثر من النساء فيشعر الطرف الآخر بعدم أهميته و تتفاقم المشاكل بينهما و إن أكثر ما يعزز الصداقة بين الزوجين الحوار القائم على احترام رأي و مبادئ الطرف الآخر فيزرع الثقة بينهما و يشجع كل طرف على احتواء الآخر في وقت الأزمات.‏‏

وتبقى الشرقية طابعنا‏‏

ومن و جهة نظر غاندي داوود (خريج معهد ملاحي): أن هناك من الرجال من يعتقد أنه من المفروض أن تبقى العلاقة بين الزوجين محدودة لا تتعدى التفكير في إنجاب الأبناء وطريقة تربيتهم, وإذا وجد قدر من الوضوح بين الزوجين فذلك يعد ضرورة لاستمرار الزواج ولا يمت للصداقة بصلة, لأن الصداقة بين الزوجين في مجتمعنا الشرقي أمر صعب التطبيق.‏‏

المال امتحان الصداقة بين الزوجين‏‏

وتعبر ميرفت قدار (خريجة معهد أعمال إدارية) عن دور العامل الاقتصادي في العلاقة بالقول: إن للعامل الاقتصادي دوراً كبيراً في هذه العلاقة فصعوبة العيش قد تؤثر على مزاج الزوجين وتزيد من الضغوط النفسية والاجتماعية التي تودي بالأسرة إلى الهموم و المشاكل، وهنا يكمن دور كل من الزوجين في مقدرته على التعايش ومساندة الطرف الآخر وإخراجه من بوتقة اليأس إلى بوتقة الأمل والاندفاع.‏‏

استقلالية المرأة وقود الحياة الزوجية‏‏

غياث زيبوك (دبلوم تجارة واقتصاد - متزوج من 10 سنوات) يرى أنه لتستمر الحياة الزوجية ولحل جميع القضايا بلغة حضارية يجب على كل من الشريكين اعتبار الآخر مكملاً له و ليس منافساً, فتطبيق النصوص الدينية ذات الصلة بالعلاقة بين الزوجين تزيد من الثقة الممزوجة بالمحبة, واحترام استقلالية الطرف الآخر وخاصة فيما يتعلق بالمرأة وتمكينها اقتصاديا باعتبارها نصف المجتمع فعلى كل منا السعي للمقاربة بين ما يمتلكه الشخص من معرفة و ما يطبقه على أرض الواقع،‏‏

وللتقارب الفكري دوره بالنسبة للأستاذة لميس حمدي (أخصائية وباحثة في العلوم التربوية والنفسية جامعة تشرين - كلية التربية) فتقول: الصداقة بين الزوجين هي علاقة ودية تربط بينهما رباط متين ، دون أن يكون وراء هذا الرباط مفهوم مطامع شخصية ، أو أغراض خاصة تزول مع زوالها، ويكون الربط معززاً للروابط الاجتماعية الأخرى ، ودعائم الصداقة بين الزوجين الاحترام المتبادل والحب. والصدق والتسامح والنجاح الاجتماعي والعطاء المتبادل، وتمر الصداقة بين الزوجين بمراحل بدايتها الاحترام الذي يشمل احترام الحياة والملكية الخاصة ، وحقوق الآخر في القول والفعل، ثم الصداقة المستديمة للتعاون وتبادل المشاعر وكتمان الأسرار المتبادلة التي لا يطلع عليها سواهما، إضافة لوجود الأنشطة والاهتمامات المشتركة في التربية الأسرية وإنجاب الأبناء وتربيتهم وفق تطلعات منسجمة لا يتخللها التناقض أو الانفعال الحاد والمتوتر، يقول المربي« مكارنكو» إن الحب البشري، لا يمكن أن ينطلق هكذا وببساطة، من أسس الشهوة الجنسية البسيطة، فقوى الحب يمكن أن توجد أيضاً في تجربة التعاطف البشري ، لأن الإنسان الشاب لا يحب زوجته أو خطيبته، ما لم يحب أهله أولاً، ورفاقه وأصدقاءه ثُانياً، فالحياة الزوجية تلبي ميولاً جديدة وحاجات كثيرة لدى الزوجين فتُكمل شخصية أحدهما الآخر في إطار التفاعل المثمر، فيألف كل منهما أسلوب التعامل المناسب بينهما ويعتادان عليه، فعندها تنمو الصداقة ويسعدان في حياتهما الزوجية في إطارها النفسي والاجتماعي، ومما لا شك فيه أن هدوء الحياة الزوجية واستقرارها، يعتبر من المرتكزات الرئيسة التي تبنى عليها سعادة الأسرة واستمراريتها، والتي توفر للأبناء الأمن والاطمئنان في إطار العلاقة الايجابية بين الوالدين، لأنهما يمثلان القدوة الحسنة في نظر الأبناء، ومركز الحب والأمان والاحترام.‏‏

من الممكن أن يترك المستوى الاقتصادي المنخفض أثراً سلبياً، يتجلى بعدم الطمأنينة، والشعور بالحرمان، والشعور بالضعف تجاه الآخرين، أما الأسرة المنعمة اقتصادياً، توفر جواً مناسباً للإنفاق وتوفير شروط النمو المناسبة للإنفاق، كما التطرف في الإنفاق والفيض في الدخل له مضاعفاته السلبية على الزوجين والأبناء، فتبنى على أساسه العلاقات السلبية في المنزل وخارجه، ويعتقد كل من الزوجين أن بمقدورهما شراء الأشياء المعنوية كشرائهم للأشياء المادية.‏‏

ويسهم الجو الاجتماعي الإيجابي المحيط بكل من الزوجين والثقافي في تنمية الصداقة بينهما، فالمستوى الثقافي لأسرهم وأعداد أفراد الأسرة، وطبيعة العلاقات فيما بينهم إن كانت ودية ورفاقية وحميمية كانت عاملاً من عوامل بناء الصداقة بين الزوجين، والمستوى الاجتماعي لعائلة الزوجين هو العامل المؤسس للصداقة بينهما فإن كانا من مستوى اجتماعي مُتقارب كانا أقدر على التواصل بينهما الذي يؤهب لبناء الصداقة بينهما.‏‏

لنمتلك الحياة بدل أن تمتلكنا... ولتبق الصداقة جوهر كينونتنا...تسمو بنا إلى السحاب و نكبر بها إلى الأخلاق والمثل العليا..‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية