تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حكمة امرأة

استراحة
السبت 19-5-2012
خلود شحادة

كثيرة هي القصص القديمة والتي لا تخلو من عبر وحكم وحتى أشعار وهذه قصة تروي عفاف وحكمة امرأة حصنت نفسها وصانت عفافها ببلاغة شعر خرجت من لسانها فيها من الحكمة ما يكفي للنجاة.

حكي أن بعض الأمراء وقف يوماً أعلى قصره فرأى امرأة على سطح دار إلى جانب قصره لم ير أحسن منها فالتفت إلى بعض جواريه فقال لهم: لمن هذه ؟ فقالت إحداهن: يا مولاي هذه زوجة غلامك فيروز.. قال: فنزل الملك وقد شغف بها فاستدعى غلامه فيروز.‏

وقال له: يا فيروز، خذ هذا الكتاب وامض به وائتني بالجواب.‏

قال: لبيك يامولاي.‏

فأخذ فيروز الكتاب وتوجه إلى منزله فوضع الكتاب تحت رأسه وجهز أمر سفره فلما أصبح ودع أهله وسار طالباً لحاجة الملك ولم يعلم بما قد دبره الملك.‏

وأما الأمير فقام مسرعاً وتوجه متخفياً إلى دار فيروز فقرع الباب قرعاً خفيفاً.‏

فقالت امرأة فيروز: من بالباب ؟‏

قال: أنا الأمير.‏

ففتحت له فدخل وجلس.‏

فقالت له: أرى مولانا اليوم عندنا!‏

فقال: زائر.‏

فقالت: أعوذ بالله من هذه الزيارة وما أظن فيها خيراً.‏

فقال لها: ويحك إنني الملك سيد زوجك وما أظنك عرفتني.‏

فقالت: بل عرفتك يا مولاي ولقد علمت أنك الأمير ولكن سبقتك الأوائل في قولهم:‏

سأترك ماءكم من غير ورد‏

وذاك لكثرة الورّاد فيه‏

إذا سقط الذباب على طعام‏

رفعت يدي ونفسي تشتهيه‏

ويرتجع الكريم خميص بطن‏

ولا يرضى مساهمة السفيه‏

وما أحسن يا مولاي قول الشاعر:‏

قل للذي شفه الغرام بنا‏

وصاحب الغدر غير مصحوب‏

ثم قالت: أيها الأمير تأتي إلى موضع شرب كلبك تشرب منه.‏

قال: فاستحيا الملك من كلامها وخرج وتركها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية