|
نافذة على حدث كما أظهرت ذكرى النكبة حجم النكبة التي يعيشها العرب بعد أن ضربتهم زلازل الفشل و التآمر من كل الاتجاهات ورمت بالكثيرين منهم في أحضان الغرب الاستعماري وإسرائيل التي حملتهم من ضفة المدافعين عن القضية ( رغم أن هذا دفاعهم عن القضية لم يتجاوز في أبعد حالاته حدود الكلام الذي لم يكن يسمن أو يغني من جوع ) الى ضفة الذين يحاولون اغتيالها ودفنها في أغوار الماضي ومجاهيل التاريخ . وانطلاقا من الحقيقة الأولى والثانية أي حقيقة ذلك الحضور الساحر والدائم والمتجدد للقضية الفلسطينية وحقيقة ذلك الغياب المفجع لبعض العرب، فإنه يتوجب على الفلسطينيين بكافة أطيافهم وألوانهم السياسية ألا يقفوا عند حدود جعل هذا التاريخ مجرد ذكرى لاستحضار آلامهم وأحزانهم وجراحهم التي لا تزال تنزف الى الآن .. بل أن يتجاوزوا تلك الحدود الى فضاءات العمل على إعادة الروح الى الفعل الفلسطيني الذي بدا مشلولا وعاجزا خلال السنوات الماضية عن تحقيق أي منجز او انتصار على الأرض نتيجة لتلك الانقسامات السياسية التي شرخت الصف الفلسطيني وفتحت الباب على مصراعيه للكيان الصهيوني لمواصلة إجرامه وإرهابه وممارساته الاحتلالية التي وصلت الى ذروتها خلال العقدين الماضيين، خاصة في ظل ذلك الانتصار الحقيقي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني بعد الانجاز الكبير الذي حققه الأسرى الفلسطينيين في معركة الأمعاء الخاوية التي خاضوها ضد الاحتلال الإسرائيلي من خلف الأسوار والتي أثبتوا من خلالها أن إرادة الحياة والحق أقوى من إرادة الظلم والطغيان والاستبداد، وفي ذلك رسالة واضحة الى السلطة خصوصا وكافة القوى الفلسطينية عموما لاستخلاص العبر والدروس التي حملها هذا الانتصار والتي تتقاطع جميعها عند وجوب البناء على هذا الانتصار وجعله قاعدة للانطلاق نحو انتصارات وانجازات فلسطينية جديدة . |
|