تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جددت رفضها أي تدخل خارجي وأكدت على الحوار للخروج من الأزمة المفتعلة.. أوساط عربية ودولية: أميركا اعتمدت استراتيجية الانتقام والتدمير في سورية... و«القاعدة» تنفذ

سانا- الثورة
صفحة أولى
السبت 19-5-2012
جدد العديد من الاوساط السياسية والاعلامية والقوى والاحزاب العربية والدولية رفضها امس اي نوع من التدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية مشيرة الى ان الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من ازمتها المفتعلة

والتي تعمل القوى الخارجية وعلى رأسها الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها على تأجيجها لسفك المزيد من دماء السوريين.‏

واكدت هذه الاوساط ان سورية تتعرض لحملة اعلامية تضليلية غير مسبوقة وهي تخوض اليوم صراعاً كونياً صعباً ومعقداً وعلى اكثر من جهة سياسية وثقافية وامنية في مواجهة من يريدون نشر الفكر التكفيري والتدميري لوحدة الشعب السوري، مشددة على ان المتآمرين يسعون بشكل مستمر لإبقاء سورية في دائرة النزيف وان تكون رهينة للتفجيرات الوحشية لاضعافها واسقاط كل مواقع القوة فيها، لافتة الى ان تنظيم القاعدة المختلق ينفذ المخططات الاميركية ضد سورية وان واشنطن اعتمدت استراتيجية الانتقام والتدمير في سورية عن طريق اعمال العنف والقتل التي تقوم بها المجموعات الارهابية المسلحة بدعم وتحريض مباشر من مشايخ الخليج وامرائه وملوكه وعلى رأسهم قطر والسعودية.‏

مفكرون ومحللون روس:‏

أعداء سورية خسروا المعركة‏

فقد قال عدد من المفكرين والمحللين الروس الذين زاروا سورية مؤخرا وواكبوا سير انتخابات مجلس الشعب ان هذه الانتخابات جرت بصورة طبيعية وشفافة وان خصوم سورية خسروا المعركة ضدها وان جبهة القوى الرجعية تصدعت مشيرين الى ان تركيا والسعودية وقطر تحاول اليوم الخروج من ورطتها ضد سورية بما يحفظ ماء الوجه.‏

وتحدث عدد من اعضاء الوفد الروسي في مؤتمر صحفي عقدوه أمس في موسكو بمشاركة سفير سورية في موسكو الدكتور رياض حداد عرض في بدايته شريط فيديو يتحدث عن عملية الانتخاب في عدد من مراكز الاقتراع زاروها ويثبت اقبال المواطنين على هذه المراكز ومشاركتهم في عملية الاقتراع بصورة طوعية عما شاهدوه بأم أعينهم معتبرين ان نتائج هذه الانتخابات تعرب بالفعل عن اراء ومواقف اغلبية المواطنين السوريين.‏

وقال المشاركون في المؤتمر الصحفي ان دمشق مدينة هادئة كانت اللافتات الانتخابية وصور المرشحين تملأ شوارعها وساحاتها وكان هناك مرشحون مختلفون وقوائم انتخابية متعددة تمثل مختلف شرائح المجتمع السوري وهذا دليل واضح على الطابع الديمقراطي لهذه الانتخابات.‏

من جهة ثانية قال يوري زينين كبير الباحثين في جامعة العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الروسية لمراسل سانا في موسكو انه يشجب الاعمال الارهابية في سورية والتي ليس لها اي جامع يجمعها بشعارات الاسلام التي يتستر بها أعداء سورية ومزاعمهم بأنهم يعملون كي تسير سورية على طريق الحرية والديمقراطية وحماية حقوق الانسان لان من يقتل الاطفال والنساء والابرياء لا يمكن ان يكون انسانا ولا يمكن له ادعاء الوطنية أبدا.‏

وأضاف الباحث الروسي ان الكثيرين من الساسة والمحللين يشيرون الى ان تنظيم القاعدة يقف وراء الاعمال الارهابية في سورية وهذا ما اعترف به أخيرا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.‏

بدوره أدان دميتري ميكولسكي المستعرب والباحث في معهد الاستشراق في موسكو التفجيرات الارهابية في سورية واعتبرها دليلا على ان المرتزقة والمتطرفين الذين يقاتلون في سورية وجدوا انفسهم في مأزق بعد نجاح الانتخابات وهم يعبرون عن استيائهم وخيباتهم بهذه الطريقة البشعة.‏

من جهته قال السفير حداد ان نسبة المشاركة بلغت واحدا وخمسين بالمئة مضيفا ان هذه الانتخابات التي جرت بموجب الدستور الجديد أتاحت امكانية مشاركة واسعة من قبل المواطنين والاحزاب العديدة التي تأسست في سورية.‏

من جهته أكد ياروسلاف فولكوف الخبير في أكاديمية العلوم العسكرية الروسية ان التفجيرات الاخيرة في سورية نظمها الارهاب الدولي.‏

وقال فولكوف في حديث لقناة روسيا اليوم ان زعماء تنظيم القاعدة الذي ينشط على شكل شبكة لا توجد أي روابط مباشرة بين خلاياها قد أكدوا معارضتهم للحكومة السورية.‏

وفي سياق متصل اكد الدبلوماسي الروسي السابق اوليغ بريسيكين في حديث مماثل انه لا يمكن حل الازمة السورية إلا بالحوار وان روسيا وبناء على علاقاتها الجيدة مع الشعب السوري تبذل جهودها لتسوية الاوضاع في سورية.‏

الشيوعي التشيكي المورافي: سورية‏

تتعرض لحملة إعلامية تضليلية‏

من جهته أكد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي التشيكي المورافي ميلان كرايتشا مجددا تضامن الاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي ومجلس السلم العالمي اللذين يعبران عن عشرات ملايين الاشخاص في العالم مع سورية وشعبها.‏

وقال كرايتشا في مقال نشرته أمس صحيفة هالو نوفيني التشيكية ان ماشاهده وزملاءه من اعضاء وفد الاتحاد والمجلس المكون من ثلاثين دولة حول العالم خلال زيارته لسورية يختلف كثيرا عما تبثه وتنشره الاخبار والتقارير الاعلامية مشبها الحملة التي تتعرض لها سورية بالحملات الاعلامية التي سبقت الاعتداءات التي ارتكبت على يوغسلافيا السابقة وأفغانستان والعراق وليبيا.‏

وجدد كرايتشا تاكيد مجلس السلم العالمي والاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي على أن الشعب السوري هو الذي يقرر مستقبله ورفضهما قبول أي مبرر للتدخل الخارجي السياسي أو العسكري في شؤون سورية.‏

بيومي: المؤامرة فشلت‏

من ناحيته اكد المفكر العربي المصري اشرف بيومي فشل المؤامرة التي تحيكها الولايات المتحدة واسرائيل بالتعاون مع مشيخات السعودية وقطر.‏

واشار بيومي في حديث للتلفزيون العربي السوري إلى ان الشعب السوري يقدم التضحيات الجمة نيابة عن الامة العربية وان المسألة أمس هي حماية سورية والوطن العربي بشكل عام.‏

ولفت بيومي إلى ان اي معارض يطالب باسقاط سورية هو منحرف وطنيا مهما كانت الراية التي يرفعها.‏

رجا: سورية تواجه حرباً كونية‏

من جانبه أكد أنور رجا المسؤول الاعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أن سورية تخوض اليوم صراعا صعبا ومعقدا على أكثر من جبهة سياسية وثقافية وأمنية في مواجهة من يريدون نشر الفكر التكفيري والتدميري لوحدة الشعب السوري.‏

ورأى رجا في حديث للتلفزيون العربي السوري أن هناك تسطيحا لمشهد الصراع فوق الارض السورية وقال ما يجري فيها هو صراع كوني وصراع ارادات دولية والعامل الوطني السوري لاعب أساسي يؤثر في سياق الصراع الدولي.‏

واعتبر رجا أن وحش الارهاب سينفجر في داخل الدول التي ترعى وتمول الارهاب بهدف تطبيق مشروع الشرق الاوسط الجديد الساعي إلى اخراج الامة العربية عن هويتها.‏

ورأى رجا أن ما يسمى الجيش الحر عكس ذلك تماما فهو جيش مستعبد للمرجعيات الدولية التي تتآمر على سورية وأفراده عبارة عن قطاع طرق ايديهم ملوثة بالدماء ولا يقتاتون الا على الدمار.‏

لبنانيون: المتآمرون يريدون لسورية‏

أن تكون رهينة التفجيرات الوحشية‏

بدوره قال العلامة علي فضل الله ان هناك من يسعى بشكل مستمر لابقاء سورية في دائرة النزيف والاهتزاز لاضعافها واسقاط كل مواقع القوة فيها.‏

وأضاف العلامة فضل الله في خطبة الجمعة أمس انه يراد لسورية أن تكون رهينة للتفجيرات الوحشية التي تقتل المئات في كل أسبوع وعمليات الاغتيال التي تطول المدنيين والعلماء وضباط الجيش الذين أعدوا في الاساس لمواجهة العدو الصهيوني.‏

وقال ان سورية التي أعطت الكثير للقضايا العربية والاسلامية تستحق التفاتة عربية واسلامية لحماية وحدتها الداخلية من خلال حوار داخلي جدي ومنفتح ومنع كل الذين يريدون لهذا البلد أن يدخل في الفتنة التي تسقط معها كل أحلام الاصلاح التي يريدها الشعب السوري مؤكدا ان الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع وليس الاتيان بمزيد من بواخر الاسلحة التي تزيد الشرخ بين أبناء سورية وتريح الكيان الصهيوني عدو سورية والعالم العربي والاسلامي.‏

أكد المفتي الجعفري الممتاز في لبنان الشيخ أحمد قبلان ان استهداف سورية من قبل قوى خارجية ليس من أجل الاصلاح بل لاسقاطها وادخال المنطقة بأسرها ومن ضمنها لبنان في فوضى وحروب تبدأ ولا تنتهي داعيا إلى حوار وطني حقيقي يضع حدا لكل ما يجري ويقفل الابواب أمام كل الذين يحاولون التدخل في شؤون سورية ولبنان.‏

بدوره رأى العلامة عفيف النابلسي في خطبة الجمعة ان الاحداث التي وقعت في طرابلس ادخلت لبنان في أخطر التحديات وكأن هناك من يريد أن تعود الحرب من جديد دون النظر إلى التداعيات التي يمكن أن تستجرها على الواقع الاجتماعي والاقتصادي والنفسي مشددا على ان المستفيد الوحيد من هذا الوضع هم أعداء الامن والاستقرار في لبنان.‏

من جانبه حذر التجمع الإنمائي المستقل في البقاع في بيان أصدره أمس من خطورة عمليات تهريب السلاح من الداخل اللبناني إلى سورية.‏

حطيط: تنظيم القاعدة ينفذ‏

المخططات الأميركية ضد سورية‏

من جهته وتحت عنوان طرابلس وقود الحرب المؤامرة على سورية والمنطقة أكد الخبير والمحلل الاستراتيجي اللبناني العميد الدكتور أمين حطيط أن أمن مدينة طرابلس الشمالية اللبنانية واهلها تحولوا ببساطة عبر الاستراتيجية الاميركية إلى وقود لحرب المؤامرة العدوانية ضد سورية خدمة للمصالح الغربية في المنطقة.‏

وسخر حطيط في مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية ممن يتصور من بعض قصيري النظر بأن النار التي يضرمها في دار جاره سورية لن تمتد بلهيبها إلى داره وقال ان المشهد الطرابلسي المضطرب في الوقت الراهن يمكن ان تطول المعاناة فيه لان المخطط الامريكي قرنه بالعدوان على سورية.‏

وأكد الخبير الاستراتيجي اللبناني أن الولايات المتحدة الاميركية اختارت شمال لبنان ليكون المنفذ الاستراتيجي لتطبيق خطتها بعد اخفاق مراميها لتحويله إلى القاعدة العسكرية التي تريد والتي تؤمن للمسلحين الذين يقاتلون ضد سورية الميناء لاستيراد السلاح وميادين للتدريب والتجهيز ومراكز قيادة امنة.‏

واوضح الكاتب ان مساعد وزير الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان وأثناء زيارته الأخيرة للبنان ابلغ اتباعه اللبنانيين بان بلاده تريد ما وصفه بتضحياتهم من اجل واشنطن مؤكدا ان اميركا اعتمدت استراتيجية الانتقام والتدمير في سورية والتي لا يكون وسيلة لاعمالها الا العنف والقتل.‏

ودحض الكاتب اكاذيب واشنطن وادعاءاتها حول ارهاب القاعدة ومحاربته وقال اننا لا نشك لحظة واحدة بأن القاعدة التي اختلقتها اميركا منذ عقود ما كانت الا من اجل خدمة المصالح الاميركية عبر انتاج البيئة التي تناسب السياسة الاميركية وتبرر لاميركا حركتها هنا او هناك وان القاعدة هذه ادت حتى الان خدمات جليلة على الصعيد المباشر وغير المباشر خدمة لاميركا.‏

موضحا ان هذا الامر يفسر وصول القاعدة إلى سورية بالزخم الذي باتت عليه.‏

وأكد ان غالبية الشعب السوري التي ترفض المؤامرة وتلتف حول نهج قيادتها الاصلاحية جعلت واشنطن تعتمد على امور ثلاثة من اجل امداد حال الفوضي وعدم الاستقرار بالوقود اللازم لها حتى لا تنطفئ نار مؤامرتها وعدوانها على المنطقة أولها المال والاعلام التحريضي المتوفر لديها عبر مشايخ الخليج وأمرائه وملوكه الذين لايقصرون في التحريض بما لديهم من امبراطوريات اعلامية وهنا يبدو الدور الرئيس لكل من قطر والسعودية وتوفير السلاح والمسلحين والذين تمنحهم اياه المنظمات التكفيرية والسلفية والطامحون بنهم إلى السلطة من الحركات والتنظيمات التي تمتلك نزعات ثأرية ضد الحكم في سورية او مسار الدولة في لبنان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية