|
سانا - الثورة قد انقلب على مبررات وجوده الرامية إلى منع قيام أي تعاون أو شكل من أشكال الوحدة العربية وانما تفضح حقيقة مرامي سعي آل سعود لتحقيق مثل هذا الاتحاد الرامي إلى خلق كيان واحد يرفض الحقيقة التاريخية التي تؤكد أن اسرائيل هي العدو الوحيد للدول والشعوب العربية. المباركة الصهيونية لاقتراح آل سعود الذي تمت مناقشته في قمة تشاورية خلال الاسبوع الماضي بالرياض عبرت عنها الصحف الاسرائيلية من خلال احتفائها بهذا الاقتراح كونه يشكل ردا على التحديات التي تواجهها المنطقة بحسب صحيفة هآرتس الصهيونية التي أعربت عن تخوفها من امكانية فشل الوصول إلى مثل هذا الاتحاد بالقول ان الدول الخليجية رأت تأجيل البحث في الاتحاد إلى موعد لاحق وفي هذه اللحظة يدور الحديث عن كانون الاول2012 حين سيلتقي قادة الدول في قمة الرياض وحتى ذلك الحين الكثير من الماء سيتدفق في الخليج وبالتالي فان مسالة الاتحاد قد تشطب كمبادرة أخرى من المبادرات المباركة. ويرى مراقبون أن المباركة الصهيونية للاقتراح السعودي تكشف عن تنسيق سعودي اسرائيلي برعاية غربية في سياق المشروع الصهيوأمريكي للسيطرة على المنطقة بشكل كامل والنيل من القوى المقاومة لهذا المشروع والغاء حقيقة أن اسرائيل هي العدو الوحيد المشترك للعرب عبر التأثير على الدول الخليجية التي ما تزال حتى الآن تتخذ مواقف وسياسات واقعية ترفض الادعاءات التي تحاول السعودية واسرائيل ترويجها حول الخطر الذي يتهدد المنطقة من قبل ايران التي أثبتت على مدى السنوات الماضية ومنذ سقوط نظام الشاه أنها خير مدافع عن الحقوق العربية وفي مقدمتها حقوق الشعب العربي الفلسطيني وضرورة الحفاظ على وحدة الدول العربية وعدم جواز التدخل في شؤونها الداخلية. ومن المفارقات الغريبة التي ساقتها صحيفة هآرتس الصهيونية تعدادها لمحاسن استبدال مجلس التعاون بين دول الخليج باطار أكثر الزاما من الاتحاد ولاسيما اقامة جيش مشترك يبلغ تعداده نحو 360 الف جندي واقامة قيادة عسكرية مشتركة وتحديد سياسة خارجية موحدة وهذا ما رأي فيه مراقبون أمرا مثيرا للسخرية ولاسيما أن الكيان الصهيوني لا يزال حتى الان يعمل على اختلاق المشكلات والتفرقة حتى بين فصائل المقاومة الفلسطينية منعا لتوحيد قواهم في جبهة واحدة يمكن أن تشكل خطرا كبيرا على استمرارية وجوده التي تستفيد أصلا من تفرق العرب وعدم توحيد جهودهم السياسية والعسكرية لتحرير الاراضي العربية المحتلة. وبالعودة إلى الاهداف القريبة من اقتراح الملك السعودي تشكيل اتحاد خليجي يرى مراقبون أن هذا الاقتراح يرمي إلى شرعنة وتسويغ وجود قوات درع الجزيرة على الاراضي البحرينية وبالتالي الاستمرار في قمع الاحتجاجات السلمية البحرينية التي بدأت المطالبة باصلاحات دستورية حقيقة قبل أن تصل إلى مطلب اسقاط النظام وعدم بيع الوطن. الباحث السعودي فؤاد ابراهيم أعاد إلى الاذهان في تصريحات تلفزيونية تقرير لجنة تقصي الحقائق الدولية في البحرين التي نفت وجود اي خطر او تهديد خارجي للدولة البحرينية في دليل جديد على عدم وجود أي مبررات تستدعي حضور قوات درع الجزيرة التي أصبح وجودها غير شرعي ومخالفا للقانون والاعراف الدولية. الاقتراح السعودي بتشكيل اتحاد خليجي الذي يأتي بعد أشهر قليلة من فشل اقتراح سعودي اخر دعا إلى انضمام مملكتي الاردن والمغرب الى مجلس التعاون الخليجي لتكوين ناد خاص للممالك العربية لتحصينها امام الاحتجاجات التي تطالب بالديمقراطية يكشف مرامي اقتراحات آل سعود وتخوفهم من استمرار الاحتجاجات التي تشهدها أراضي المملكة المطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية والديمقراطية رغم الخيارات الامنية المبنية على خصوصية خليجية ملتبسة في مواجهة المطالب الشعبية المشروعة. |
|