|
ثقافة على ورق الأزمنة التي نريدها أن تكون عاقلة القول والكتابة أو عاقلة الصيرورة الثقافية.. صيرورة الارتجاء الفعلي لِمَ نبتغ أن نقول و نسأل فيأتي السؤال على سبيل المصادفة أو ما نبتغي أن نعرف جوابه...
يأتي و نسألُ: لِمَ نسكب على الورق و نضع مسمياته الكلامية ضمن أوعية يضيق أفقها و يتمدد حسب كل حالة وجدانية. حسب الاستنطاق الذي نأمل أن يكون معرفياً وجداني التعقل و همزات الوصل الواصلة بين ما تثرثر به محبرة القلب، محبرة الشيء العصي على التدقيق المنتظم وبين ما أصبح كهمزات الانشطار الواعية. وبين الشيء المضاء بقناديل البقاء ضمن إطار العقل.. وسمو الانضمام إلى ما يمثل هو الارتجاء الأول لِمَ نكتب و لكل خطوة يمكن أن نقدم عليها أو حتى نستقدم سلطته القويمة والتقويمية إلى ينبغي الاستقدام العاقل... الاستقدام الذي نأمل أن يُرفع بحروف الرقي ويشدد بحركات الهم الوجداني، حركات تبنى عليها وجدانيات ينبغي أن نكتبها على مهلٍ، نكتبها على أمل إلقاء ضوء العقل والتعقل في تلك الوجدانيات أو حتى في قولبتها. بحيث نقترب من منهج التعقل الوجداني، أو حتى التعقل الثقافي الذي يشتمل على منهاج عدة، وتشتمل على أسئلة تبدو وكأنها وقتية الإلحاح عندما تسألُ:كيف نكتب وجدانيات تكون خاضعة لسلطة العقل... سلطة أولاً، لسلطة الاستنارة به و ذلك يعني و يتطلب أن يخضع لسلطة الأفكار العاقلة الأفكار الموزونة بشكل أو بآخر، أو أن يخضع لسلطة التفكر المنطقي و بالتالي التحرر من ظلامية التفكير الذي لا يخضع لقوانين ما كل ما نخشاه أن نكتب مراهقات كلامية أو وجدانيات غير مسؤولة المنطق الأدبي أو الثقافي... غير مسؤولة الانتماء المعرفي والمنهجي،و هنا يتأتى السؤال: كيف نكتب وجدانيات تليق بما نفكر به، تليق بتراكمات معرفية ما زلنا نسعى لها، نبحث عنها في كل اتجاه من اتجاهات المعرفة الكلية أو السامية ما زلنا نبحث عن وجدانيات غير عشوائية،وجدانيات شفافية المنطق شفافية الثقافة و فروعها وأجناسها المتعددة الاتجاهات... متى نكتب وجدانيات عاقلة المنطق، عاقلة الانتظام الفكري، الانتظام الذي يتحد مع ذوات الوجدان العاقل،الوجدان أو الوجدانيات التي لا تسير مراكبه إلى تبتغي وتشاء.. وإنما إلى حيث تسيرها القوانين المعرفية الضابطة والناظمة. لانريد وجدانيات ممطرة الشجن ممطرة الأفكار الجياشة ولانريدُ فضٍ من الكلمات، فضٍ من النثريات... وفضٍ من الرقي إن لم تكن معمول به منهج المنطق أولاً و يتوجب علينا هنا.. لانبالي إلاّ بقولبة ما نبتغي كتابته، و ما نبتغي وضع عناوينه الجادة حيناً والعاقلة حيناً أخر. ما نبتغي وضعه على خارطة ما نفكر به، و على خارطة أن يقال أو ما نتنفس به، وهنا نقول لا نريدُ أن نختار الفصل بين أمرين لا يحبذ الفصل بينهما، لا نريدُ إلاّ التغريد خارج السرب بحجة أو دونها. التغريد وفق أحقيات غير مدروسة المنطق، غير مدروسة الاستحقاق المنطقي الواعي. وربما استحقاق الوجدان أولاً،استحقاق بوصلات المعرفة الذكية و النقية في آنٍ معاً. المعرفة الصادقة الراجية النهل من فنون الارتقاء الثقافي، فنون النهل المعرفي العاقل. فحتى الوجدانيات التي نكتب يجب أن تخضع لسيطرة العقل، لنوره الوهاج، لإشراقته الواعدة. يجب أن تدخل إلى مختبراته و تختمر بصوابية تلك المختبرات، بصوابية الاهتداء إلى حيثُ يكون الاهتداء بنواصيه مثمر الإبداع و مثمر الأفكار الوهاجة ومثمر الوجدانيات العاقلة. |
|