|
نقش سياسي إن التسخين الذي تُحدثه العمليات الإرهابية في مختلف المدن السورية ولاسيما العاصمة دمشق، هو ورقة ضغط على المحادثات التي ينتظرها كثيرون والتي تحدث عنها وزيرا الخارجية الروسي والأميركي حيث يعقد بالتوازي معها اجتماع بين الدولتين والأمم المتحدة في جنيف لتحديد الإمكانات والموعد. بغضّ النظر عن دقة النبوءة ومدى صحة الاستنتاج، فإن هذا التسخين ... لا ... ولن يحفِّز الأمل. لا جديد في سلوك العصابات الإرهابية... وليس لأي موضوعي متابع أن يقول : إنها بأنواعها... معتدلة مزعومة أم إرهابية موصوفة، قدرت يوماً أن تفعل شيئاً وتراجعت تحت تأثير الفعل السياسي. حتى عندما يبدو الأمر كذلك فهو الفعل السياسي المرهون للموقف العسكري. وحتى اليوم لا نرى جديداً! هكذا في الوقت الذي تبادر فيه الحكومة السورية مرة أخرى لتعلن عن موافقتها على جولة جديدة من المفاوضات لا شروط لها عليه إلا أن تكون بلا شروط، تتصاعد الأفعال الإجرامية ضد المدن السورية وأبناء الشعب السوري. هل سمع أحد، إدانة أو رفضاً من كافة جهات المعارضة السياسية والمسلحة والإرهابية والمعتدلة، بما يمنعه من ترك حاله يشكل غطاء لهذه الجرائم ؟؟!! هل اعترض معارض على قصف العاصمة كيفما كان وأينما وقع القصف، دون تحديد، إلا ما يعينه ويحدده لهم وعنهم «المرصد السوري لحقوق الانسان» ومقرّه بين يدي المخابرات البريطانية في لندن ؟. وسط هذه الأجواء تبقى الآمال معلقة على تفاهمات مزعومة روسية أميركية. والملاحظ أن هذه التفاهمات السرية تحظى برضا طويل الروح أميركي وشيء من إحباط يظهر دائماً على وجه الوزير لافروف وفي حديثه. إحباطات تدفعه أحياناً لاستخدام عبارات تعبّر عن خيبة الأمل مثل تعبير «النفاق». المشكلة التي يواجهها الغرب هي في موقفه الفعلي من محاربة الإرهاب وتبعاً لهذا الموقف.. موقفه من سورية. ورغم أن الغرب عموماً تحرك في الموقف من الإرهاب باتجاه التصعيد وصولاً إلى محاربته بكثير من العراضة والاستعراض وقليل من الفعل... ورغم أن الإرهاب هو الذي يصعّد ضد الغرب وليس العكس.. فإن الغرب والقوى الإقليمية المرتبطة به لم تصل بعد إلى قطع الأمل من إمكانية أن تحقق لها مصالح عن طريق هذا الإرهاب!! وبالتالي هي تدحرجت من مكافحة الإرهاب إلى الحرب على الإرهاب لكن بشكل انتقائي ... وليس وصولاً إلى ضرورة القضاء عليه كلياً واستئصاله من العالم كله. موقف الغرب من سورية مرتبط فعلياً بموقفه من الإرهاب.. ويوم يصل إلى قناعة بضرورة خلق التحالف الدولي الواثق القادر ليتم استئصال الإرهاب من العالم سيجد أنه لا بد من سورية.. بل في المقدمة سورية... فمن الذي ينتظر هو أم سورية؟ |
|