|
رؤية بالطبع لايمكننا الركون إلى لغة التعميم, فقد أفرزت الرواية السورية في ظروفها الصعبة تلك, عدداً من الاستثناءات الهامة, ولكننا نتحدث عن مشهد عام تصدرت واجهته روايات رصينة و(ملتزمة),ولكنها تفتقد إلى الجاذبية,وكانت المتعة والإثارة والتشويق في آخر اهتماماتها. ثمة إشارات على أن المشهد آخذ بالتغير, وأن الرؤى المستقرة قد بدأت بالتزحزح بالفعل, مخلية بعض المواقع لحساسية أدبية جديدة, جسدتها روايات ذات انشغالات أخرى, وسلم أولويات مختلف تماماً: التركيز على عناصر الجذب, والعناية أكثر بالشكل ,والاصرار على تجديد التقنيات والأدوات, والأهم: التخلص من هيمنة (المقولة)و(المغزى)... ولكن كثيراً من هذه الروايات خلا تقريباً من الافكار اللافتة,ولم يحمل موقفاً محدداً من العالم,ولا رؤية جديدة للواقع, ولعل مرد ذلك إن الروائيين (الجدد) يخلطون بين (المغزى) وبين(العمق الفكري)... وهكذا فعندما أطاحوا بالأول فقد أهدروا الثاني أيضا,لتأتي رواياتهم على شكل وجبات سريعة, لها طعم سائغ ولكنها لاتُشبع.. ثمة التقاطات طريفة, وحبكات مشوقة, وملامسة للغة المعاش اليومي,ولكن ليس هناك من رؤى جديدة, ولا طرح عميق, ولايوجد مايستدعي التأمل أو يحفز على اعادة النظر بأي شيء حولنا... ربما يكون التشبيه الأفضل هو ماصاغه روائي سوري معروف:(هذه الروايات تشبه كليبات الأغاني هذه الأيام.. ما إن تنهي الصفحة الاخيرة من واحدة منها, حتى تدفعها-دون أن تشعر- الى مجاهل النسيان..).. |
|