تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مابعد الانتخابات الفلسطينية !

قضاياالثورة
الاربعاء12/1/2005م
أحمد حمادة

كثيرة هي التصريحات الأميركية التي تناولت قضية الانتخابات الرئاسية الفلسطينية ووصفتها إما بالتاريخية بالنسبة للشعب الفلسطيني أو بالخطوة المهمة المطلوبة

على طريق إقامة الدولة المستقلة‏

أو أنها بأسوأ الأحوال تدعو للتفاؤل والأمل بدفع جديد مقبل نحو السلام, لكن هذه التصريحات لم تقترب من قريب ولا من بعيد من أسباب عرقلة قيام الدولة الفلسطينية ومن عوامل القضاء على أي أمل بإحياء عملية السلام في المنطقة .‏

وفوق هذا وذاك تركزت تلك التصريحات على ضرورة الإسراع بعقد مؤتمر لندن المقرر في آذار القادم لبحث مستقبل السلطة الفلسطينية بعد الإنتخابات , وكأن الصراع العربي الاسرائيلي قد طوى آخر فصوله وأن قضايا اللاجئين وحدود 1967والقدس قد حُلَّت ولم يبق سوى الحديث عن مستقبل السلطة في الأراضي العربية المحتلة.‏

إذاً فالسلام الذي كانت عناوينه الرئيسية تطبيق قرارات الأمم المتحدة, وفي مقدمتها قرارا مجلس الأمن 242 و ,338 وملامحه الأساسية تطبيق قاعدة (الأرض مقابل السلام ) وتنفيذ توصيات مؤتمر مدريد, وبمعنى آخر العودة للشرعية الدولية, تحولت عناوينه ومضامينه بشكل جذري , وأصبحت المؤتمرات التي يفترض أن تعقد لبحث أسسه ومبادئه تجري لغايات أخرى , وباتت جولات المسؤولين الأميركيين التي يفترض أن تعيده إلى سكته السليمة تتم لتحقيق أهداف لاعلاقة لها بترسيخه على أرض الواقع .‏

وما الإهتمام بقضية الإنتخابات الفلسطينية على غير المعتاد والتركيز على مؤتمر لندن لبحث مستقبل السلطة الفلسطينية بعد هذه الإنتخابات إلا الدليل على ذلك , حيث تؤكد واشنطن ولندن أن هذا المؤتمر الذي دعتا إليه لتناول قضية السلام في المنطقة ستقتصر عناوينه على بحث مستقبل هذه السلطة , وبالتالي فإنهما لم تحددا الطريق الذي سيقود الى السلام ولا ماهيته وشكله رغم أنهما أعلنتا دعمهما لمشاركة الدول الكبرى المؤثرة سياسياً واقتصادياً بأعماله .‏

فما معنى أن تدعو لندن وواشنطن لعقد مؤتمر دولي جديد للسلام في المنطقة ثم تعلنان أنه سيخصص لبحث ما يسمى إصلاح السلطة الفلسطينية وإعادة بناء مؤسساتهما وبناها التحتية فقط لا غير ?!.‏

وما معنى أن يعلن الطرفان المذكوران أن هدفهما هو إطلاق المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية وإنقاذ خارطة الطريق ثم سرعان ما تغيب عن طروحاتهما كلمة ( التفاوض ) واسم ( الخارطة ) لأن الطرف الذي يفترض أن يجري مع التفاوض أي اسرائيل غير مستعد لمثل هذا الأمر البتة , لا بل إنه أعلن وعلى لسان رئيس الحكومة آرئيل شارون أنه لن يشارك في المؤتمر المذكور ليكون مصيره مصير أي خطوة أو مبادرة أو مؤتمر ولو كان مجحفاً بحق الفلسطينيين ومتجاهلاً لحقوقهم .‏

ahmad h @ ureach.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية