تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كيف ولدت الرياضات الخاصة؟ وماذا عن تاريخ مشاركاتها؟

ريــاضــة
الأحد 10-2-2013م
حسين مفرج

كان أصحاب الإعاقة في الماضي يلجؤون إلى العزلة والانطواء، ما ينعكس سلباً على سلوكياتهم، ما جعل نظرتهم إلى الحياة ضيقة يلفها اليأس والقنوط والكآبة. إلا أن البعض استطاع أن يخرج هذه الفئة من عزلتها ويقضي على هذه النظرة،

ويحطم أسوار اليأس والعزلة وقيود الخوف والرهبة لديها عبر ممارسة الرياضة، ويتبوأ بالتالي الصدارة على صفحات تاريخ الإنسانية، وينتزع نظرات الإعجاب والتقدير من الجميع، وللحديث عن تاريخ الرياضات الخاصة ومشاركاتها الأولمبية وقوانينها؟ وكيف رأت النور؟ نمضي معاً في هذه السطور..‏

ولادة ورعاية‏

تعود أصول الرياضة عند الأشخاص المعوقين إلى أواخر القرن التاسع عشر ومنذ سنة 1888م كان يوجد نواد للصم في ألمانيا وقد اكتسب كل من إعادة التأهيل الوظيفي والطب الرياضي أهمية كبرى بعد الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1944م أنشئ مركز لإعادة تأهيل الطيارين الناجين من الحرب الذين تعرضوا لإصابات في الحبل الشوكي، تحت إشراف الدكتور لوديق جوثمان وهو جراح أعصاب بمستشفى بستوكماندفيل بإنجلترا ويعتبر أب الرياضة الخاصة للمعاوين, في وقت كان يقضي فيه المقعدون حياة ساكنة وخاملة، وفي عزلة تامة يتجرعون ذكريات الماضي وآلام الحاضر، وبالتالي يفقدون ثقتهم بأنفسهم، وبكل شيء يحيطبهم.‏

بهم، وكان الدكتور جوثمان من مؤيدي الفكرة القائلة إن باستطاعة الرياضة مساعدة أصحاب العاهات على استعادة توازنهم الجسدي والمعنوي، وتحقيق أفضل اتصال لهم بالمجتمع، كما تنمي قدراتهم البدنية والعقلية، وتحفز وتدفع لديهم الأمل والإلهام، فالمعوق يستمد رؤيته لذاته من خلال رؤية الآخرين له، وعلى هذا الأساس شرع الدكتور جوثمان بتطبيق هذه الفكرة منذ عام 1948 عندما أقيمت أول دورة لألعاب ستوك ماندفيل حيث اقتصرت في البداية على الرماية بالقوس، واشترك فيها المحاربون القدماء في الجيش البريطاني وكان عددهم 18 مشلولا بينهم سيدتان، في نفس يوم افتتاح الدورة الأولمبية التي أقيمت في لندن، والتي افتتحها الملك جورج السادس.‏

مشاركات وأرقام‏

بعد ذلك تطورت الرياضة من تأهيل إلى رياضة ترفيهية وظهرت رياضة المنافسات عندما ادخل الدكتور جوثمان المسابقة الوطنية الأولى للرياضيين على الكراسي المتحركة ضمن حفل افتتاح الألعاب الأولمبية بلندن عام 1948 وفي عام 1952م انضم جنود هولنديون قدامى إلى الحركة وشاركوا في الألعاب الدولية الأولى بستوكماندفيل إلا أن تنظيم الألعاب الأولمبية الموازية لم يتم إلا عام 1960 في روما بمشاركة 23 دولة مع الاقتصار على المصابين بإصابات الحبل الشوكي، ومازالت دورة ألعاب ستوك ماندفيل تقام كل سنة لثلاث سنوات متتالية، وفي السنة الرابعة تعقد في البلد الذي تقام فيه دورة الألعاب الأولمبية وذلك منذ عام 1960 حيث انتقلت بطولة ألعاب المعوقين إلى روما، التي أقيمت بها الدورة الأولمبية، واشترك فيها 400 لاعب معوق، وفي عام 1964 أقيمت في طوكيو باليابان واشترك فيها 375 لاعبا، وفي عام 1968 أقيمت في مكسيكو بالمكسيك واشترك فيها 750 لاعبا، أما في عام 1972 فكانت في أيد لبرج بألمانيا الغربية حيث اشترك فيها ألف من المعوقين يمثلون 42 دولة، وفي دورة تورنتو بكندا عام 1976 شارك خمسون دولة.أما الدورة السادسة عام 1980 فكان مقرها موسكو، إلا أنه ولظروف سياسية تم تغيير مكانها إلى هولندا ونفس الشيء حدث في عام 1984 حيث كان مقرها لوس أنجلوس، وتم تغيير مكانها إلى ستوك ما ندفيل وشارك فيها 44 دولة مثلها 1500 لاعب معوق، وفي دورة سيئول عام 1988 شارك 3200 معوق يمثلون 60 دولة، وإذا ما عدنا لتاريخ ظهور بعض الإعاقات على الساحة الأولمبية نجد أنه في عام 1979 إبان ألعاب تورنتو بكندا ظهر الرياضيون ذوو القصور البصري على الساحة الأولمبية، وفي عام 1980م في العاب(ارن هام) بهولندا التحق الرياضيون من ذوي الشلل الدماغي, وفي عام 1988م بسيئول في كوريا الجنوبية اشترك 61 بلداً وكان القاصرون عن الحركة العضوية متواجدين مع ذوي الإعاقة البصرية, وفي دورة الألعاب الاولمبية عام 1996بأطلنطا والتي شارك فيها 103 بلدان, التحق ذوو الإعاقات الذهنية بالألعاب الأولمبية، أما في عام 2000م بألعاب أولمبياد سدني فقد شارك 121 دولة وشاركت فيها جميع الإعاقات (19لعبة) عدا الصم بتنظيم لم يقل إحكاما عن تنظيم الألعاب الأولمبية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية