|
أنقرة تقف تركيا على مفترق الطريق وقد تورطت في مأزق كبير وأصبحت غير قادرة على قراءة الظروف والتطورات الحالية وتعيش عزلة بعد أن غيرت أميركا سياستها، فقد حولت حكومة أردوغان تركيا إلى وكر للتنظيمات الإرهابية وغضت النظر عن نشاطات آلاف الإرهابيين على الحدود إضافة لاتخاذ المنازل في المناطق الحدودية كمعامل لتصنيع القنابل وتخزين الأسلحة والذخيرة من خلال شهادات موثقة، والآن تعلن الولايات المتحدة تخليها عن كل أدواتها التي تم استخدامها في هذه الحرب على سورية شعباً وقيادة. حيث تظهر التحليلات والدراسات التي يجريها مراقبون أتراك حجم المأزق الذي سقطت فيه حكومة العدالة والتنمية بعد إعلانها الحرب ضد الشعب السوري ويؤكد كتاب أتراك أن تركيا باتت غير قادرة على قراءة الظروف والتطورات الحالية وتعيش عزلة فرضتها عليها الولايات المتحدة التي وجدت أنه لا سبيل سوى البحث عن أرضية مناسبة ل «الاتفاق» مع القيادة السورية. ففي مقال نشرته صحيفة «يني مساج» وموقع «ايلك كورشون» أكد الكاتب التركي محرم باير أقتار أن «العصابات العالمية» تسير نحو التخلي عن العصابات الإرهابية والسياسية التي استخدمتها ودعمتها في سورية لأن مصالحها العليا تقتضي ذلك مشيراً إلى أن الحرب التي تشن ضد سورية والتي كبدت المجموعات الإرهابية المسلحة خسائر فادحة اقتربت من النهاية. ورأى الكاتب أن ممارسة الولايات المتحدة الضغط على أداتها في تركيا من أجل الاتفاق مع الحكومة السورية لإنهاء الحرب يبدو أمراً أكثر من منطقي من الاستمرار في حرب طويلة يبدو احتمال «الانتصار» فيها ضعيفاً جداً مبيناً أن حكومة حزب العدالة والتنمية التي نفذت أوامر واشنطن فيما يتعلق بسورية وانخرطت في قرع طبول الحرب تورطت في مأزق كبير وهى غير قادرة على قراءة الظروف والتطورات الحالية وتعيش عزلة فرضتها عليها واشنطن لأنها بدأت تتعارض مع مصالحها. وأشار الكاتب إلى أن موقف القيادة السورية لحل الأزمة بالحوار ودعم روسيا لها لم يترك أمام الولايات المتحدة الأميركية خياراً سوى البحث عن أرضية مناسبة ل «الاتفاق» مع القيادة السورية مشيراً إلى أن واشنطن لا تعير اهتماماً لتصريحات حكومة حزب العدالة والتنمية الرافض الحوار بين الحكومة السورية والمجموعات المعارضة. من جهته رأى الكاتب الصحفي التركي دنيز زيرك أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تزيد من ضغوطها على حكومة حزب العدالة والتنمية نتيجة اتخاذها خطوات تتعارض مع المصالح الأميركية في الموضوع العراقي والإسرائيلي والفلسطيني والسوري لافتاً إلى أن تصريحات فرانسيس ريتشاردوني السفير الأميركي لدى أنقرة حول انتهاك حقوق الإنسان في تركيا ودعم وزارة الخارجية الأميركية لسفيرها في هذا الموضوع يشير إلى أبعاد وحجم التوتر بين الطرفين. وأوضح الكاتب في مقال نشرته صحيفة راديكال أن أنقرة كانت تعتقد أن العلاقات الأميركية التركية وصلت إلى ذروتها في ظل نشر صواريخ باتريوت على الأراضي التركية وتعاون حكومة حزب العدالة والتنمية مع الولايات المتحدة في الدول التي تشهد ما يسمى «الربيع العربي» وازدياد الاتصالات الدبلوماسية بين الطرفين لكن الصورة التي تعكسها الولايات المتحدة تظهر أن البلدين يختلفان في المواضيع الحساسة المتعلقة بالمنطقة. وفي هذا الإطار أكد الكاتب التركي جان أتاكلي أن حكومة حزب العدالة والتنمية حولت تركيا إلى وكر للتنظيمات الإرهابية منبهاً إلى احتمال تعرضها لأحداث مفاجئة بسبب السياسة الخاطئة لهذه الحكومة إزاء سورية. وأشار أتاكلي في مقال نشرته صحيفة وطن التركية أمس إلى أن حكومة حزب العدالة والتنمية التركية تغض النظر عن نشاطات آلاف الإرهابيين على الحدود بين تركيا وسورية لاسيما استخدام المنازل كمعامل لتصنيع القنابل وتخزين الأسلحة والذخيرة لافتا إلى انفجارين متشابهين حصلا على الحدود بين تركيا وسورية يؤكدان أن إرهابيين يستخدمون الأراضي التركية لتنظيم الدعم اللوجستى للإرهابيين في سورية أحدهما وقع في أحد المنازل بمدينة غازي عينتاب في 23 كانون الثاني الماضي والثاني في إحدى قرى الاسكندرون. وفي هذا الإطار لفت إلى أن النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض محمد شكر قدم مذكرة مساءلة برلمانية لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حول الانفجارين وطلب منه الإجابة عن الأسئلة المطروحة في المذكرة مستنداً إلى شهادات موثقة لاستخدام المنازل في المناطق الحدودية كمعامل لتصنيع القنابل وتخزين الأسلحة والذخيرة الأمر الذي يقلق سكان المناطق الحدودية. وعبر الكاتب عن قلقه من احتمال تجاهل حكومة حزب العدالة والتنمية للتحذير الذي أطلقه في مقاله معيداً إلى الأذهان تجاهل هذه الحكومة لتنبيه سابق أطلقه عن مرور 10 آلاف عنصر من تنظيم القاعدة عبر الحدود التركية إلى سورية على الرغم من أن هذه المعلومات ليست ادعاء أو إشاعة بل تم تأكيدها خلال مؤتمر دولي شارك فيه ممثلون عن الحكومة والمعارضة التركية. |
|