تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أوهام الاشتراطات والأهداف

صفحة أولى
الأحد 10-2-2013
أسـعد عبـود

من المؤكد أن ثمة تحركاً دولياً للتعامل مع المسألة السورية. لا يتمثل فقط بما يصلنا عن حركة الإبراهيمي، وهو في الحقيقة الوجه المقروء من هذا الحراك،

ولا بما يصدر من بيانات عن اجتماعات ومؤتمرات دولية. أتوقع أن الأهم ..ما لا نراه. دون أن يكون لدي مبررات كافية للتفاؤل.‏

كل المعطيات التي يمكن لمتابع أن يدركها تنبئ بالاستدلال المنطقي، أن ثمة ما يجري في الخفاء أوتحت الطاولة -كما يقولون- لكنها بصراحة لا تظهر تشكل حسن نيات في المواقف أوعلى الأقل لم يعلن بعد عن حسن النيات، بل إن ما يعلن يومياً، يظهر أن القوى المتصارعة تقف من بعضها حيث كانت، وإن كان ثمة تطور فهومحصور في موقفها من نفسها.‏

وإذا كانت الحكومة بدأت إجراءات وبرامج تظهرها كأنها لن تنتظر استجابة كل القوى لبرنامجها التنفيذي المترجم لتوجهات المبادرة التي طرحها الرئيس الأسد، فإن الحيرة والتردد والتشتت هو ما يميز مواقف المعارضات، ولاسيما المدعومة من الخارج. حتى كأنما يبدوعليهم أنهم مازالوا يعيشون وهم الحسم العسكري عن طريق الدعم الخارجي! رغم أن الخارج الذي يدعمهم أشعرهم مراراً بأنه غير جاهز لحل عسكري مباشر في سورية.‏

نجن نقول هناك معارضات وهناك داعم لهذه المعارضات، وبرأينا أن هناك داعمون لها، لا تتوافق وتتشابه مواقفهم دائماً، بل تتباين بتباين مصالحهم رغم خضوعهم جميعاً في النهاية للمعلم الكبير. ربما أن هذا المعلم يرغب في تشتت المواقف كي يرسم هو في النهاية ما يناسب مصالحه.‏

إلى الآن تبدو مساعي الهيئات والتجمعات الإقليمية عاجزة بل إن طروحاتها تدعوللخجل بسبب محدوديتها ومواقفها التي تتجاهل كلياً المعطيات المحيطة وتبني على أوهام!‏

بل هي لا ترضى بذلك وحسب، إنما ترسم أهدافاً بصيغة إنذارات؟! مثال ذلك ما صدر عن المؤتمر الأخير للدول الإسلامية وما تبعه من إنذارات ائتلاف المعارضة كشرط للحوار، متجاهلاً كل ما أعلنته الحكومة السورية وما تضمنته مبادرة الرئيس الأسد من عروض تتضمن كثيراً مما أعلن كاشتراطات.‏

أنا هنا لا أقدم دعاية لبرنامج عمل الحكومة في إطار المساعي لإيجاد حل للأزمة السورية، ولا لمبادرة الرئيس الأسد المتضمنة خطوط عمل الحكومة، ولا أقول هذا هوالحل وانتهى، بل أقول هذه مبادرة تصلح من معيار النيات الطيبة بداية لتحرك جدي يرسم برنامج عمل توافقي ولا تقارن أبداً بعرض الموافقة على التفاوض في إطار الاشتراطات والإنذارات التي لا تملك مبرراتها ولا جديتها.‏

إن جميع القوى المعنية والمهتمة بالشأن السوري معنية اليوم بالخروج من أوهامها والتمتع بالنيات الطيبة.‏

As.abboud@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية