تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المعسكرات التدريبية لطلاب الآثار...تصحيح للعلاقة بين الأوابد ودارسيها

مجتمع الجامعة
الاربعاء 13 /9/2006م
ع .و

معرفة الطالب بالاختصاص الجامعي الذي اختاره أو فرض عليه عن قرب وبشكل عملي أمر ملح وهام لأنه غالبا يمكنه

من التعرف على مكنونات هذا الفرع, وبالتالي التعايش معه وقبوله إلى حد ما, وهذا ما يمكن تحقيقه من خلال المعسكرات التدريبية التي تلجأ إليها معظم كلياتنا الجامعية مع تباني في درجة ومستوى الأداء وبالتالي ما تحققه لطلابها, وعليه كيف هو الحال بالنسبة لقسم الآثار بكلية الآداب نظراً لخصوصيته.‏

طلاب الآثار يشاركون بعثات التنقيب أعمالها‏

الدكتور محمد شعلان الطيار رئيس القسم نوه بداية إلى أن خلق كادر وطني مؤهل قادر على القيام بعمليات التنقيب والترميم والدراسات الأثرية فضلاً عن تأهيل المواقع والتسويق لها مستقبلاً بعد انخراط هذه الكوادر في العمل سواء بمجال الآثار أو السياحة هو ما نتطلع إليه وننشده لأن الاهتمام بهذه الأوابد مرده ليس فقط الاعتزاز والحفاظ على ماضٍ? عريق ننتسب إليه بل الرغبة باستقراء الحاضر والمستقبل أيضاً وانطلاقاً مما سبق كما يرى د. الطيار تأتي أهمية وضرورة المعسكرات التدريبية أو الإنتاجية التي يفترض أن يكون لها خصوصيتها بالنسبة لقسم الآثار بدءاِ من عدم ربطها أو تقييدها بفترة زمنية محددة وانتهاء بعدم حصرها بمعسكر واحد فقط مدته لا تتجاوز الأربعة عشر يوماً لأن الفائدة لا تتحقق إلا عندما يلتحق الطالب بأعمال بعثة تنقيبية في أحد المواقع الأثرية خاصة وأن هذه البعثات مستمرة طوال فترة الصيف وحتى الخريف, وعملها قد يستمر لأكثر من شهر الأمر الذي يكسب الطلبة فائدة لغوية وتقنية ولا سيما عند التحاقهم ببعثات أجنبية خاصة وأن القائمين عليها يؤكدون حسن أداء طلابنا وتميزهم بل ويطلبونهم للعمل معهم.‏

المشاركة بأكثر من معسكر مخالفة قانونية‏

المشاركة بأكثر من معسكر تدريبي أمر مخالف للقانون كما أوضح د. الطيار رغم ذلك اعترف بارتكابه هذه المخالفة بسماحه لعدد من الطلاب الراغبين والجادين باتباع خمسة معسكرات أحياناً طالما تساهم بخلق الكوادر التي نطمح لها ونتطلع إليها, فهم بالإضافة للجانب العملي يتلقون مواد علمية مطلوبة منهم خلال دراستهم الأمر الذي يجعل فهمهم لها وتفاعلهم معها أكبر وأسهل, كما يتم وضع برنامج يومي لهم يتم خلاله زيارة المواقع الأثرية بهدف دراسة الأوابد المعمارية والتعرف على كيفية تصنيفها وتحديد هويتها, وكان لطلابنا مساهمة فعالة بعمل تنقيبي رائع في عمريت حيث قاموا ببعض أعمال السبر الأثرية ذات الأهمية الكبرى.‏

مجتمعاتنا تفتقد لثقافة التعريف بالآثار‏

وعن علاقة طلاب الآثار بشكل خاص والناس عموماً بالآثار أشار د. الطيار إلى أن طالبنا يدخل وهو جاهل بماهية ما سيدرسه بشكل دقيق لذا ينظر للآثار بداية على أنها مجرد أحجار وللأسف هذه نظرة معظم الناس في بلدنا حتى من هم في مواقع حماية ورعاية هذه الآثار, لكن عندما يتعرف طلبتنا على قصة هذا الحجر وتاريخه ويتواصلون معه يشعرون وكأنهم أصبحوا جزءاً منه.‏

وباعتقادي حسب د. الطيار سبب جهلنا عموماً لأهمية الآثار وضرورة الحفاظ عليها وجود خلل في النظام التعليمي الذي يفترض به إدخال مادة الآثار كمادة تثقيفية أساسية بدءاً من المراحل الدراسية الأولى أي منذ الطفولة لننمي لدى المواطن الاحساس بأهمية هذا الأمر فضلاً عن تنظيم الرحلات العلمية للتعريف بآثارنا ومتاحفنا ولزرع حب الآثار وضرورة الحفاظ عليها لديهم, وهذا ما يتميز به الأوروبي ونلمسه من خلال المجموعات السياحية التي تأتي لزيارة أوابدنا حيث تضم بداية شرائح اجتماعية وعمرية مختلفة ولكنها تعشق هذا النمط من السياحة وغالباً تأتي ولديها فكرة وقرارات عن المكان الذي تزوره.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية