|
مجتمع الجامعة معدلات القبول الجامعي تتغير كل عام ولكن صعوداً ويعود ذلك لعدة أسباب, عدم تطوير البنى التحتية اللازمة لاستيعاب الوافدين الجدد للتعليم العالي,عدم إعداد الكوادر القادرة على الإيفاء بالحاجة للتدريس, وعدم تأمين الشروط الجيدة للكوادر الموجودة لتستمر في الجامعات والمعاهد الرسمية, والنتيجة هي أعداد متزايدة من الطلبة تتفاضل على العدد نفسه من المقاعد لم يتغير منذ سنوات عدة, وهجرة العديد من الاساتذة والخبرات إلى الخارج أو تسربهم إلى الجامعات الخاصة التي بدأت تزدحم وأن ببطء. لقد قامت الإدارة المحلية في وزارة ا لتعليم العالي بإحداثات جديدة تشكل نوعاً من المسكّن أو الحلول الاسعافية, ولكنها لاتفي بالغرض. ذلك أن هذه الاحداثات المتناثرة لا تستوعب الأعداد الهائلة من الطلاب. ويقول القائمون على التعليم العالي: إن الإحداثات الجديدة من الآن فصاعدا ستكون لتلبية حاجة السوق, ولربط الجامعة بالمجتمع, وهذا كلام جيد, وأن أتى متأخراً, ولكن من هي الجهة التي تحدد حاجة السوق وتعطي الإحصاءات حول الأعداد والاختصاصات المطلوبة في سوق العمل, وكيف نقنع الطلبة بالتوجه إلى هذه الاختصاصات. فنحن نسير وفق عقلية تمجد بعض الفروع( مثل الطب والهندسة) وتنكر الفروع الأخرى وأهميتها,و هذه مشكلة أخرى لا تنحصر معالجتها بالتعليم العالي فقط, ولابد من التصدي لها ومعالجتها بشكل مدروس ومبرمج. أثناء التقديم للمفاضلة اتصلت بي ابنة عمي لأساعدها في تحديد رغباتها للدخول في المفاضلة. أثار طلبها الإرباك لدي. قالت: إنه مطلوب منها تحديد 25 رغبة ليتم قبولها في المفاضلة. هي في مأزق حقيقي. فأي طالب أو طالبة لديه 25 رغبة!! هل يعقل هذا!! يستحيل. هذه ليست رغبات يطلب من الطالب إدخالها للحاسب. إنها الاحتمالات التي تمكن العاملين على ا لحاسب من توزيع الطلبة حسب عدد الأماكن المتوفرة. فمثلاً نجد الطالب الذي حصل على مجموع 205 علامات وفاضل على الهندسة المعمارية, حصل على الحقوق أو الاقتصاد لأن العمارة غدت 211 فما فوق.إذاً نحن نحرم الطالب من تحقيق رغبته, بل وندفعه مكرها باتجاه اختصاص لا يميل إليه. وهذا عمل له آثاره الخطيرة لأنه كبح لمقدرات الطالب وتثبيط لمواهبه. وليسمح لنا المعنيون عن التعليم العالي, فلا أحد يستطيع منهم إقناع أي من الأهل الذين حصل أحد أبنائهم على مجموع 232 علامة بأنه غير مؤهل لدراسة الطب أو أن الذي حصل على معدل 225 غير مؤهل لدراسة الصيدلة. الخطة الخمسية العاشرة تحدثت عن إحداث ست جامعات جديدة( تم افتتاح واحدة منها) وهذه خطة طموحة وواقعية ومطلوب تنفيذها. ولكن عندما نقول: إحداث فإن ذلك يعني البنية التحتية والكوادر اللازمة المهيأة القادرة على موكبة العالم والتنافس معه. إنها مهمة عسيرة ولكنها ليست مستحيلة خاصة في ظل أعباء وأخطاء متراكمة سابقاً!! |
|