تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عين عوراء وعنزة تطير

البقعة الساخنة
الاربعاء 13 /9/2006م
خالد الاشهب

كنا ومانزال في سورية منذ زمن بعيد اول الذين استهدفهم الارهاب وعملياته المجرمة , مثلما كنا ولانزال اول الداعين الى تمييزه وتوصيفه كي لايؤخذ بجريرته اولئك المقاومون الذين يدافعون عن الارض والحقوق , فيختلط حابل الرؤية بنابلها كما يحدث اليوم , وكما ارادت له الولايات المتحدة واسرائيل ان يحدث .

ولئن تبارت سهام الغدر وألسنته امس في قراءة العملية الارهابية التي استهدفت مقر السفارة الاميركية بدمشق وفي تحميلها مايعتمل في صدور اصحاب تلك السهام والالسنة من غوائل الحقد , فجاءت بعض القراءات مثيرة للسخرية وبعضها الآخر جاء مضحكا فجا في تلفيقاته وتناقضاته , فإن وقائع التصدي للارهابيين والنتائج التي انتهت اليها العملية , جاءت بدورها لتؤكد ان سورية هي المستهدف الحقيقي بالارهاب , سواء كان ارهابا تكفيريا او غير تكفيري , وسواء كان صناعة محلية او اقليمية او كان من صناعة مراكز القرار الدولي , وان العين الاميركية العوراء التي تصر على ان العنزة هي التي تطير , لاتبحث عن مكافحة حقيقية للارهاب , بل عن توظيف واستخدام امثل له , وما النتائج التي وصلت اليها الحرب الاميركية على ماتسميه ارهابا إلا الدليل القاطع على ان كل مكان ذهب اليه الاميركيون زاعمين محاربة الارهاب , عاد ليفرخ ويستولد اشكالا وانواعا منه .‏

لن نتهم احدا بمجرد وقوع عملية ارهابية او حتى قبل وقوعها .. على طريقة بعض الفضائيات ووسائل الاعلام , لكننا بالمقابل لن نبرىء احدا من اولئك الذين يذرفون دموع التماسيح بزعم الحرب على الارهاب , الذين يبذرون مايدعون اجتثاث جذوره وتقليم فروعه , فينبت في كل تربة وصلتها اقدامهم وحاملات طائراتهم , اذ ليس صحيحا ان كل ارهاب اليوم هو ارهاب تكفيري بالضرورة كما تريد الولايات المتحدة ان ترى وكما تريدنا ان نرى , فثمة ارهاب اشد لؤما وفتكا يتلطى بعباءات الديمقراطية والحرية , ويحظى بمشروعية القوة والقرارات الدولية المصنعة بالاكراه , وثمة ارهاب دولة منظم يستهدفنا بجرائمه ومجازره منذ نحو قرن من الزمن , تعرض لبنان لآخر فصوله منذ شهر واحد فقط !!‏

كنا ولانزال قادرين على مواجهة الارهاب ايا كان شكله ولونه وعباءته , قادرون على لجم انياب التمساح رغم دموعه المزيفة , ورغم خبرته الطويلة في اعداد حروب الطوائف والمتاريس , حروب التفخيخ والتلغيم والعملاء الصغار .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية