|
شؤون سياسية لكن ذلك لم يؤثر على عقلية وذهنية الفريق اليميني في الإدارة الأميركية أو على أقل تقدير في مراجعة مايقدمون عليه في إطار عملية الربح والخسارة لمصالحهم ومشاريعهم بل على العكس ذهب هؤلاء أي الفريق المتصهين في الإدارة الأميركية إلى تبرير الانكسارات التي منيوا بها سواء في العراق أم في جولتهم الأخيرة مع حزب الله بالأخطاء التكتيكية في الاداء , ويبدو أنهم اليوم أقرب إلى التشدد في تنفيذ خططهم وسياساتهم الدولية الاستراتيجية التي تحكمها رؤى مهووسة بعنصري القوة والتفوق وهم وإن لوحوا بعض الشيء للآخرين ببعض الانحناءات فهي من دون شك مؤقتة من ادارة تعتريها الأزمات ويلاحقها مسلسل الفشل. إن منطق الأزمات الدولية بشكل عام وحيال القضايا العربية والاسلامية بشكل خاص مازال رغم تلك النكسات لدى صناع القرار الأميركي الصهيوني يقوم على مبدأ موازين القوة وأن السيف أصدق أنباء من أي صوت أو موقف آخر حتى وإن كان صوت الرأي العام العالمي الذي أصبح هو الآخر اليوم مصادراً ولايمكن الاعتماد عليه للحد المطلوب لردع قوى الشر واقرار العدالة وبسط القيم النبيلة. وإذا كان المنطق الأخير للإدارة الأميركية قد سجل تراجعاً لجهة الاعتماد على مجلس الأمن والأمم المتحدة والشرعية الدولية فهو أيضاً ليس من قبل التراجع للاعتراف بحقوقية هذه المنظمات والهيئات الدولية واعطائها الدور المطلوب وإنما هو تراجع تكتيكي لتجييش هذه المنظمات لمصلحة مشروعها وخططها القادمة وإعطائها تغطية دولية شرعية تبعد عن نفسها الشبهات وتقلل عن نفسها الخسائر وهذا ما أرادت به حقيقة واشنطن وإسرائيل من وراء زج أوروبا في قوات اليونيفيل في جنوب لبنان و محاولة توسيعها إلى التمركز على الحدود السورية اللبنانية. كما أن واشنطن التي مازالت إلى اليوم تضخ بمليارات الدولارات من أجل تحسين صورتها والتي قوبلت بالمزيد من السخط والكراهية لها, لاسيما في العالم العربي والإسلامي فشلت في هذا الهدف والدليل هو تقرير صادر عن الكونغرس الأميركي يقول إن الإنفاق على الدبلوماسية الأميركية العامة زاد عموماً منذ أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 بنسبة تسعة بالمئة وبنسبة خمسين في المئة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا ومع ذلك فقد أضحت الولايات المتحدة ممقوتة أكثر في هذه المناطق التي تضم العالم العربي والاسلامي. ومايزيد قتامة وسوداوية هذه الصورة أن حكام الكيان الصهيوني يأخذون بهذه النظرية العوراء ويزيدون عليها في المزايدة على صوابيتها لتحقيق أحلام الامبراطورية الأميركية متجاهلين ماكشفته صورة المعارك الأخيرة مع مقاتلي حزب الله من حقيقتهم وخططهم المزيفة ووضعهم في أسوأ نفق مسدود منذ ولادة كيانهم المصطنع ,وهذا مادفع إلى اتساع وتنامي الأصوات في الغرب عموماً من التحذير من خطورة هذا الاندفاع الأميركي في المغامرة تلو المغامرة وفي الدفاع عن الحمل الوديع إسرائيل لانهم يرون في ذلك الطريق اللاواعي نتائج لاتحمد عقباها وآثاراً بالغة السوء على مستقبل هذه القوة العظمى وعلى مستقبل العلاقة مع العالم العربي والاسلامي التي يسودها اليوم المزيد من التوتر كما أنه من شأن هذا الاستمرار في السياسة الأميركية الحالية وعدم الاستفادة من الدروس المستقاة من الجولة الأخيرة مع حزب الله اللبناني أن يفوق الطرف الآخر على الاستمرار بهذه السياسة الرعناء سيساهم في تناقص الدعم الدولي لواشنطن في حربها المزعومة ضد الإرهاب وبالتالي التراجع عن إعطائها الغطاء القانوني أو الأممي لخططها الإجرامية التي تلوح في الأفق كما يبدو. ويبقى السؤال إلى أي مدى ستتمكن واشنطن بهذه الايديولوجيا -القوة والغطرسة- من مواجهة وادارة العالم على هذا النحو وإلى متى ستظل القوى المقهورة راضخة لهذه الهيمنة غير المبررة. الجواب واضح في صورة ونتائج المواجهة الأميركية الإسرائيلية الأخيرة مع حزب الله وبأن حركة التاريخ هي إلى الأمام وليست إلى الوراء وأن سقوط الامبراطوريات عبر التاريخ كان بفعل ممارساتها ومن صنع يديها. فهل تعي ذلك امبراطورة ماما أميركا هذه الحقائق? |
|