|
رؤية وكأنه كان يدعونا لأن نبحث في كل الزوايا المنسية..لنكتشف كيف يكون لرائحة النقاء ان يسحب منا كل ذلك الدرن...! كيف يمكن أن نتخلص من الآهات العفنة...علها تنسى مكوثها المستبد...! أمضى سعد الله ونوس زمناً بأكمله يحثنا عبر تلك الكتابات...الذهنية المجردة تارة....والمرمزة تارة أخرى...كيف نبعد شبح الاهتراء عن ارواحنا... صحيح أنه يعيق دخولنا الى مسرحه دون استئذان نحتاج لخلفية...لجهد ما نبذله باحثين في عمقه... لكن ما ان نتمكن من دخوله..سننتقل معه بسلاسة ما بين التجريب...والتسييس والتراث الشعبي...والاستلهام الغربي... حكايا كثيرة تلك التي نقلها لنا... ساهم نبضها في انضاج رؤيتنا للحياة مبكرا.. ليبدل طرق تعاطينا معها... ليشدنا للوقوف معه أمام مرآة اصر عليها في حياتنا لنتعرف على بعضنا بلا اقنعة...أو تزييف..هكذا وجهاً لوجه مع حقيقتنا وألمنا... نحتاجه اكثر من أي وقت مضى..ونحن نقاسي... ونحن نشد أزر بعضنا البعض.. ونحن نعيش حصاراً مع كل هذا الرعب.... مع كل هذا الموت.. نحتاجه لنتعلم كيف نتحدى ونبعد شبح الاستسلام مصرين الا يستباح ألق مدننا... لنتعلم ألا نكتفي بالاحلام...وبالهروب من أمسيات القهر مكتفين بابتهالات التوجس... رحل وفي ذهنه حكايا كثيرة لم ترو... عن جماعات ابتعدت عن حجر النرد...غادرت المقهى بعد أن غاب الامان... حلمها ينحصر الآن في عودة اليومي البسيط... لم يعد بامكانها ان تهرب من واقع زاخر بالاحداث.. ليتهمش دورها... تاركاً الجوقة تردد ليتنا انتبهنا... ليتنا استمعنا...عله لم يحدث ما كان في الحسبان...!! |
|