|
على الملأ على الأرض من حيث الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم في الأسواق عله يحد قليلا من هذا الارتفاع غير الاعتيادي والذي نجم عن تبني اللجنة الحكومية المسؤولة عن ملف التصدير قبل نحو شهرين لمشروع قرار السماح بتصدير 500 الف رأس غنم بداية من شهر ايار الحالي. فالسعر الحالي للحوم فوق طاقة الغالبية العظمى من المواطنين نتيجة قلة عرض المادة في الاسواق المحلية استعدادا لفتح باب التصدير , فما بالكم لو فتح باب التصدير فعلا .. بالتأكيد سيصبح لحم الغنم صعب المنال؟!. والغريب أن مشروع القرار الذي أرسلته وزارة الاقتصاد الى رئاسة الحكومة للموافقة عليه بناء على الاجتماع المنعقد لدى وزارة الزراعة بتاريخ 11/4/2012 والذي وافق عليه –أي محضر الاجتماع – جميع أعضاء اللجنة تضمن في المادة السابعة منه وقف التصدير عند ظهور أي خلل في السوق الداخلية وفقا لتقديرات وزارة الاقتصاد والتجارة من ناحية السعر أو توفر المادة للمستهلك فورا ودون أي اعتبارات أخرى , الغريب أن وزارة الاقتصاد حتى الان لم تلحظ أي خلل في السوق لجهة قلة عرض المادة في الاسواق ولجهة السعر الذي وصل الى أرقام قياسية لم نشهدها من قبل . وهنا نسأل وزارة الاقتصاد ما هو مقياسها للخلل الذي ستنتظره بعد فتح باب التصدير ؟!. تأكيدا، نحن لسنا ضد التصدير , فهو فعل اقتصادي ضروري بل مطلوب ولكن الواقع الحالي يفرز فلتانا غير مسبوق في الأسواق, فأسعار المواد الغذائية الأساسية حاليا واللحوم البيضاء والحمراء وغيرها تشهد ارتفاعا غير معقول في أسعارها فكيف سيكون المشهد مع فتح باب التصدير للأغنام؟ وهنا اعتقد أن الآثار السلبية لهذا التصدير ستفوق الفوائد التي سيجنيها الاقتصاد بتوفير القطع الأجنبي. أيضا كلامنا لا يعني أننا ضد مصالح التجار أو المربين, ولكننا الآن نمر في ظروف استثنائية تفرض تغليب مصلحة الشريحة العظمى من المواطنين على مصلحة الفئة القليلة . ورغم كل ما ذكرناه ورغم قرار رئاسة الحكومة بعدم التصدير فان التصدير يتم تهريبا بشهادة هيئة المنافسة ومنع الاحتكار التي أشارت في دراسة أصدرتها مؤخرا الى أن ارتفاع أسعار اللحوم ناجم عن التهريب إلى العراق ومنها إلى السعودية فضلا عن أسباب اخرى ذكرتها الهيئة , وهنا على الحكومة ان تكمل معروفها وتعمل على وقف التهريب . |
|