تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التســـــلية جـــــــــزء مهــــــــم مــــــــن الفضـــــــاء..

ثقافة
الاثنين 16-9-2019
أيدا المولي

حتى لو كانت معظم البرامج العربية الترفيهية مقلدة عن برامج الغرب الا أنها تسلي المشاهد وتزيح عنه كثيرا من القضايا التي تؤرقه وخاصة في الدول التي تشهد حروباً, ويستمتعون بتلك البرامج حتى

لو كانت عن فضائح الفنانين وعن الدخول في تفاصيل حياتهم الشخصية, كما لايمانع المشاهد من متابعة برامج حفلات توزيع الجوائز والأوسكارات على البساط الأحمر ومتابعة أدق تفاصيل الفنانين والفنانات وقصة الفستان وموديل الحذاء وتسريحة الشعر و..و...و.‏

وفي حياتنا اليومية سوف نسمع آراء من الناس بشأن ذلك تقول: لايمكن البقاء على حال واحدة ولابد من وجود برامج مسلية على الشاشة تجعل وقتنا أفضل حتى لو كان لايتعدى ساعة من الزمن, وكثير من الناس مل لعبة السياسة والتحليل والمحللين وأصبح لديه ردة فعل واضحة في الابتعاد عن هذه البرامج الى برامج تريح النفس من المشاكسات واختلاف وجهات النظر والصراخ والقتال من أجلها.‏

جهاز تسلية وترفيه‏

والتلفزيون جهاز تسلية وترفيه فهل يقدم هذا الهدف بالشكل المطلوب ام انه نسخة مشوهة عن تقليد برامج غربية ولماذا لا يحصل المشاهد على هذا الهدف بأفكارنا وبرامجنا الخاصة؟ ام توقفت الأفكار؟ أم أن الواقع العربي لا يبشر بالمرح او السعادة التي تجعل من مواطنيه قادرين على خلق أفكار مسلية ومفرحة وقادرة على جذب المشاهد واخراجه من همومه وقضاياه العالقة؟ وهذا حقه بل ان التلفزيون سيمنح شهادة في الابداع ان استطاع استقطاب مشاهد يعاني مايعانيه, وقد أثبتت الدراسات أن البرامج الترفيهية تشغل أعلى نسبة مشاهدة لانها تقدم «مادة غير مزعجة للعقل وغير متعبة للدماغ ولاتستدعي التفكير العميق كما يقول البعض، تليها البرامج الرياضية والأخبار ثم تأتي البرامج الجادة والمعرفية في ختام البرامج.‏

مازلنا نجد ذلك سهلاً‏

تقليد البرامج أمر في غاية السهولة يعتمد تقمصا لشخصية المقدم وبعض التقنيات والاضاءة واستديو واسع وضيف جميل وجمهور يصفق ويعيد بعض ماتم تلقينه له قبل بدء الحلقة. والسؤال: الى متى؟ ونحن نعيش مع مسابقات المواهب والأصوات والرقص والمسابقات ومؤخرا,الأكل المقرف من طبخات شيف يعد مشهورا؟‏

حسب الاطلاع على تجارب لسياسات البرامج هناك فإنها تقوم بالاعتماد على محللين نفسيين وخبراء اجتماع واقتصاد ليكون البرنامج المسلي ناجحا من الناحية الفنية أولا ويعود بالربح المادي على القناة ثانيا بعد دراسة مستفيضة عن وقت البث وزمنه والأثر الذي يجب أن يتركه. فأي من هذه الأهداف وصلنا اليها عبر قنواتنا التلفزيونية؟‏

من المؤكد ان الريع الاقتصادي العائد الى القناة كان مضمونا ومن الناحية الفنية نجح بالتقليد، فهل ترك الأثر الذي من المفترض أن يكون أكثر الأهداف اتقانا؟ وبعد انتهاء الحلقة هل جربنا كمشاهدين أن نستعيد بعضاً من أثر أو هدف أو ماذا نتذكر بعد انتهاء الحلقة؟ وماهي الأشياء الهامة التي برزت في الحلقة؟ سنحاول ان نتذكر لكن دون نتيجة؟ وسيقول قارئ:انه برنامج للتسلية ولن نجلس ساعة من الزمن كي نتقن فن أخذ العبر.‏

كي نحترم عمق المشاهد‏

المسرح فن وتسلية والرقص والموسيقا والضحك فن أيضا واجادة جذب المشاهد الى كل ذلك فن، لكن أن يتم تسطيح هذه البرامج الى هذه الدرجة والاستخفاف بها أمر غير مقبول ومجرد مقارنة بين النسخة الأصلية والمقلدة يتضح الفرق ويتأكد وعندما فكر القائمون على هذه البرامج بتغيير نمط المسابقات كانت الأسئلة والأجوبة لاتتناسب مع الجوائز والأرباح ما أثار تساؤلات الجمهور؟‏

في هذه المادة لا اود التطرق الى أسماء برامج بعينها لان معظمنا يعرفها ويتابعها باستمرار أو بشكل جزئي لكن نتمنى أن نصنع برنامجاً واحداً من أفكارنا ويحمل في داخله روح التسلية والطرافة دون تكلف وتقليد وألا ننسى انه بإمكاننا أن نضحك وان نرفه عن انفسنا ونتسلى حتى لو كنا في بلد عاش الحرب ومآسيه، والمسؤولية الكبرى على صانعي تلك البرامج والمبدعين القادرين على صناعة برنامج من الواقع ومن أبدع مسلسل ضيعة ضايعة (بغض النظر عن نوع العمل, كوميدي، برنامج حوار) الذي لم ينافسه مسلسل آخر طوال تلك الفترة قادر على ابداع برنامج ممتع يجعلنا نشعر ان هذا المشاهد يستحق بعضاً من الجهد لنحترم عمقه واحساسه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية