تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حبر على ورق

حديث الناس
الأثنين16-9-2019
اسماعيل جرادات

(المرحلة الحالية لا تتحمل التساهل والتعامل سيكون قاسياً مع أي فرد في أي مؤسسة يتساهل بأداء واجبه)، هذا ما أكد عليه وزير التجارة الداخلية خلال اجتماع ترأسه لمواجهة تداعيات ارتفاع سعر صرف الدولار على السلع،

كاشفاً عن سلسلة من القرارات والإجراءات التي ستصدر عن الحكومة لخدمة ومصلحة المواطن، منها توقيع السورية للتجارة على اتفاق مع المصارف العامة السورية لمنح العاملين بالدولة قروضاً بحدود ثلاثمئة ألف ليرة سورية من دون فائدة لشراء المواد والسلع الأساسية من السورية للتجارة، وقروض أخرى للسلع المعمرة إضافة إلى قرارات تتعلق بالسماح بفتح منافذ أو صالات بيع في وزارات ومؤسسات الدولة وفق شروط يتم تحديدها. طبعاً هو أشار إلى وجود بعض المضاربين من الخارج وهناك بعض التجار وغيرهم من الموظفين لتكديس الأموال استغل هذه الأزمة، معتبراً أن الحرب الاقتصادية التي نواجهها هي الأشد منذ تسع سنوات.‏

إذاً أمام تلك المعطيات ما هو المطلوب من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك كي تحمي الناس من جشع التجار واستغلالهم لقوت الناس..؟.‏

وثمة سؤال آخر: هل تكفي إجراءات إعادة النظر وتفعيل التسعير المركزي والمحلي والصك السعري، وإصدار نشرات أسعار الخضار والفواكه بشكل صحيح وحقيقي، وإلزام أصحاب الفعاليات بآلية تسعير المواد والسلع وبنشرة الأسعار الصادرة عن الوزارة ومديرياتها، والتوسع بعملية بيع اللحوم والدجاج وطرحها في صالات ومنافذ بيع السورية للتجارة..؟.‏

وثمة سؤال ثالث هل منح قرض للناس دون أي فائدة يحل مشكلاتهم التي قد يقعون فيها عند سداد هذا القرض الذي حدد موعد سداده بستة أشهر..؟.‏

في هذه المسألة كل ما يتم اتخاذه من إجراءات يبقى حبراً على ورق - مع أننا بأشد الحاجة للورق في ظل الإجراءات التقشفية التي تمارسها الحكومة على المؤسسات العامة -‏

صحيح أن الوزارة قد دعت إلى التشدد في مراقبة الأسواق وعدم التساهل بحق كل من يقوم بعملية الغش والخداع أو بيع مواد فاسدة أو منتهية الصلاحية أو يتلاعب بالأسعار والمواصفات ولا يلتزم بالتداول بالفواتير، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة تشكيل فرق من عناصر حماية المستهلك تتابع المستودعات والمعامل ومصادر الإنتاج، للتأكد من نوعية المواد والسلع فيها وأسعارها الحقيقية والقيام بإجراء التحاليل والفحوص المخبرية باستمرار، وسحب عينات للتأكد من مطابقتها للمواصفات المطلوبة. كل ما نشير إليه جميل لكن هل هناك من يطبق هذه الإجراءات، وكل هذه الإجراءات لم تمنع التجار والباعة من عمليات الاستغلال التي يمارسونها ضدنا، رغم أن الوزارة قد هددت باتخاذ إجراءات قاسية مع أي فرد في أي مؤسسة يتساهل في أداء واجبه سواء أكان مديراً عاماً أم موظفاً، والعقوبات ستكون غير مسبوقة، ولن يتم الاكتفاء بالإحالة للرقابة أو الإعفاء، وهذا تحذير شديد اللهجة للمقصرين بواجباتهم.‏

asmaeel001@yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية