|
كواليس و9000 موظف من وزارة الداخلية، وأكثر من 15 ألف موظف من وزارة التعليم، و257 موظفاً في رئاسة الوزراء، و100 من موظفي الاستخبارات التركية، فلا حاجة لنا لأن نتبين، ولا لأن نفكر ملياً فيما جرى، ونحاول بالتالي أن نفسر أو نبرر المعطيات ونربطها بما قبلها، وبما بعدها. وإذا ما أخذنا بالنظرية التي تقول «دائماً وأبداً فتش عن المستفيد»، فإننا يمكن أن نقول: إن الانقلاب العسكري الذي لم تتجاوز مدته ساعات معدودة، لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، هو انقلاب مصطنع ومفبرك، وإن تم إخراجه وحبكته بطريقة مبتذلة وبمنتهى السوء، إلا أنه بشكل أو بآخر قدم لسلطان الوهم العثماني، فرصة استثنائية ونادرة لتعزيز سلطاته الديكتاتورية وحكمه الشمولي على طبق من ذهب. ويبقى السؤال الآن.. تركيا إلى أين؟ لا سيما بعد تسوماني الاعتقالات والتسريحات والملاحقات القضائية، دون أن ننسى حبال المشانق التي تنتظر خصوم أردوغان، ومنتقدي سياساته التخريبية على الساحتين الداخلية والخارجية. سليل العثمانيين وصف الانقلابيين بالإرهابيين، وتوعدهم بالويل والثبور وعظائم الأمور، متناسياً أنه الإرهاب بكل معنى الكلمة، ولكنها حجة من لا حجة له، ومسوغه المكشوف للإطاحة بمعارضيه، فمن يتجرأ على التفوه بكلمة حق، ومن ينتقد سياسة أردوغان، ومن يطالب بالديمقراطية والعلمانية، ومن يريد دحر الإرهابيين، ومنعهم من أن يحطوا رحالهم في المخيمات التركية، فهو حتماً بنظر أردوغان وأزلامه خائن أو إرهابي لا بد من محاكمته وإنزال أقسى العقوبات به! في زمن النفاق، من البديهي أن يعوم أردوغان نفسه كبطل مغوار، لا ومن الطبيعي أيضاً أن يسارع حلفائه في المشيخات المهترأة إلى تقديم أحر التبريكات ببقاء طاغيتهم، فهذا الديكتاتور الإخواني كذاك المستبد الوهابي، وإن اختلفت التسميات إلا أن المضمون واحد. |
|