|
على الملأ على أن المركزي قادر وإلى حد بعيد أن يثبت سعر الصرف في حال قام التجار بتحديد مستورداتهم لمدة ثلاثة أشهر. المركزي في هذه الحالة ينوي تخصيص المبالغ اللازمة من القطع الأجنبي لتلك المستوردات المحددة، ويجري هذا التحديد بسعر واحد وبشكل مضمون، ما يعني ثبات سعر الصرف تجاه مختلف السلع التي عقد العزم على استيرادها خلال الأشهر الثلاثة المستهدفة، فيأتي هذا التخصيص كلجام قوي يمنع ذبذبة سعر الصرف، لتبقى المبالغ المخصصة ثابتة السعر مهما حصلت ارتفاعات طارئة في السوق. هو رهان قوي، وتحد للتجار من المركزي في الوقت الذي يحوم (السادة التجار) حول اجراءاته دائماً وينتقدونها بأنها لا توصلهم إلى حالة من استقرار سعر الصرف، والتي تبدو مضطربة، فتنعكس ارتداداتها على أسعار السلع والمواد المستوردة بشكل سيئ ومضطرب أيضاً. المؤسف أن الحاكم وقتما طرح هذه الفكرة لم نلحظ الاهتمام الكافي من قبل التجار، وعلى الأرجح لن يقدموا على تحديد مستورداتهم بهذا الشكل، على الرغم من أن هذا الأمر ممكن عبر اتحاد غرف التجارة السورية، إذ يمكن لهذا الاتحاد أن يتخلى عن (برستيجه) قليلاً، ويعمل شيئاً مفيداً في هذا الزمان، كأن يهتم جدياً بهذه المسألة، ويقوم بتفعيلها، ويطلب من جميع التجار والمستوردين تحديد مستورداتهم خلال ثلاثة أشهر في زمن محدد، ويقوم هو بجمع هذه القوائم من الطلبات، مشترطاً بأن أي طلب لإجازة استيراد أخرى لم تكن بالبال عند تحديد المستوردات، فليكونوا هؤلاء التجار على علم بأن تمويل تلك المستوردات الطارئة لن يكون من مصرف سورية المركزي، ولا سيما أن المستورد بإمكانه القيام بعمليات تصدير والاحتفاظ لنفسه بالقطع الناجم عن التصدير، ومن ثم استخدام هذا القطع. ليس من السهل تجميع طلبات الاستيراد لمدة ثلاثة أشهر، ولكن هذا ممكن جداً ما دامت النتيجة استقرار كبير لأسعار الصرف. أيها الإخوة التجار: كفوا عن النواح النقدي.. علكم تستطيعون التفكير بشكل أفضل، وتتمكنوا من تحديد مستورداتكم لمدة واضحة ومحددة..! |
|