|
إضاءات لذلك كان التركيز في البداية على التحريض الجماهيري بهدف تشكيل انطباع لدى الرأي العام العالمي أن النظام السياسي لا يحظى بقاعدة شعبية واسعه تمنحه الشرعيه لذلك وجدنا ان القنوات الاعلامية المنخرطه في الحرب على سورية قد ركزت على مناطق معينه ومتعدده في الجغرافيا السورية ونقلها عبر شاشاتها واعتماد ما أطلق عليهم شاهد عيان لتغطية مساحات في مناطق متعدد واستخدمت التقانة الاعلامية والفبركة والخداع اسلوبا ناجحا في تحقيق الهدف المنشود ما أثر بشكل واضح في قطاعات واسع من الراي العام الاقليمي والدولي وساهم في تشكيل انطباع سلبي عن سورية ونظامها السياسي حيث ظهرت المسألة اعلاميا على أنها مواجهة بين حراك سلمي يطالب بالاصلاح وسلطة تتبع العنف لقمعه واسكاته. وعلى الرغم من أن الرد الشعبي في الشارع السوري كان قويا وواضحا حيث غصت الساحات في أكثر المدن والحواضر السورية بمئات الالاف من السوريين المؤيدين للنظام السياسي إلا أن الآلة الاعلامية الضخمة التي شكلت ذراعا اساسية في الحرب على سورية استثمرت فائض قوة التقانة والخبرة والمهارة الاعلامية فعملت على التعتيم على المشهد الوطني والشعبي الواسع المؤيد للنظام السياسي وأثرت بشكل واضح في الرأي العام العربي والدولي وقدمت المشهد الذي يخدم وجهة نظر القوى المعادية لسورية ما دفع العديد من الدول لقطع او تجميد علاقاتها السياسية والدبلوماسية مع الحكومة السورية تحت تأثير الضغط الاعلامي وما استتبعه من دخول بالمال والنفوذ الخليجي وفائض القوة الاعلامية والاقتصادية لقوى كبرى في التاثير بمواقف اغلب دول العالم وتأليبها على الحكومة السورية ومحاولة عزلها سياسيا بهدف تمهيد الطريق لاتخاذ قرارات من المنظمات الاقليمية والدولية بإدانتها وصولا لفرض عقوبات عليها وفق الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة . ومع امتصاص الشارع السوري مسألة التحريض الاعلامي وسقوط ورقة الضغط الشعبي عبر الاجماع القسري تحركت اطراف العدوان لاستخدام العنف بهدف جر السلطة الوطنية الى مربعه واتهامها باستخدام القوة في مواجهة ( حراك سلمي ) ولكنها فشلت في ذلك حيث تكشف دور الجماعات المسلحة في اطلاق النار على المدنيين واستهداف رجال الامن الداخلي ورافق ذلك تدفق للسلاح والمسلحين الى اغلب نقاط المواجهة فدخلت الازمة مستوى آخر من مستويات الصراع والعنف وتكشف دور التنظيمات الارهابية واستعدادها وتحضيراتها المسبقة لاستخدام القوة والسلاح بكل انواعه واستهداف الجيش العربي السوري لتتكشف بشكل واضح اهداف المؤامرة وابعادها الحقيقية المتمثلة في تدمير عناصر قوة الدولة السورية العسكرية والاقتصادية واستنزاف مواردها وتدمير مؤسساتها بحيث تتحول الى دولة فاشلة. ومع الثبات السياسي أمام الضغوط الداخلية والخارجية ونجاح القوات المسلحة في مواجهة ذلك السيناريو لجأ اطراف العدوان لتحريض القوى الاقليمية ودفعها للتدخل المباشر في الشأن السوري او التهديد بذلك فبرز الدور التركي ومن ثم الاردني أدوات مباشره في ذلك وقوبلت التهديدات التركية بموقف سوري حازم وواضح في أن اي محاولة عدوان على الاراضي السورية ستقابل بالرد المناسب ما جعل الاتراك يحجمون عن ذلك ويقتصر دورهم على الدفع بالارهابيين الى الاراضي السورية وتأمين الدعم اللوجستي لهم واحتضان ما سمي معارضة سورية تحت عنوان المجلس الوطني ومن ثم الائتلاف بالتنسيق الكامل مع الجانب القطري الممول الاساسي للتنظيمات الارهابية والراديكالية الاخوانية بمسمياتها المختلفة. وفي استعصاء واضح لكافة السيناريوهات التي اعدت للعدوان على سورية برز الارهاب التكفيري التدميري المتوحش ورقة أخيرة بأيدي حلف العدوان على الشعب السوري فاستثمر شر استثمار ومارس ابشع وافظع انواع الاجرام والقتل والتدمير الممنهج لكل مظاهر الحياة في سورية سواء كان ماديا او معنويا في اساليب لا سابق لها في تاريخ الحروب والنزاعات وبشكل يكشف مستوى الانحطاط الاخلاقي والثقافي لدى مدعي الحرية والكرامة الانسانية من قوى الغرب الاستعماري التي استثمرت في الارهاب بشكل واضح وجلي ما يعكس تناقضها وتعارضها مع ما تدعيه وتعلنه من خطاب سياسي واعلامي يدعي محاربة الارهاب يناقضه ويدحضه مجمل السلوك العملي وما يجري على أرض الواقع. والحال: لقد استنفد اطراف العدوان على الشعب السوري كل ما كان في مخبئهم من اوراق احترقت على جدار الصمود السوري الاسطوري والملحمة الوطنية السورية التي قدمت للعالم انموذجا في الشجاعة والاضحية والايمان والانتصار للمبادئ قل نظيرها في العالم ومع هذا كله لم تغادر القيادة السورية ثوابتها في الدعوة لحل سياسي سوري يحترم ارادة الشعب وخياراته ولا يتجاوز مبدأ السياده وفاتورة الدم التي قدمها السوريون دفاعا عن ارضهم وكرامتهم وقرارهم الوطني المستقل وتمسكهم بثوابتهم الوطنية والقومية وريادتهم لمحور المقاومة. |
|