|
متابعات سياسية وأيضاً مع هرطقات غربية حول الانتصارعلى داعش يفضحها تقرير لمنظمة «أبحاث النزاعات المسلحة» الذي تناول تمويل السعودية وأميركا لداعش الإرهابي عندما سمحتا له بالحصول علىالأسلحة عبر رميها بالمظلات من الطائرات، لذلك من يسمع عن انتصارات قادة بريطانيا وأميركا وفرنسا على داعش يعرف أنهم وصلوا إلى حافة الجنون فقط ليحجبوا الانتصار عن سورية، والمكابرة في عدم قبول موازين القوى الجديدة في العالم. على حين أن أصواتاً أميركية تريد حرف الأنظار عن الدور الأميركي في دعم داعش باتهام قطر وتركيا،منها صوت مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماك ماستر. والحقيقة إن أراضي تركيا كانت من أكبر معابر نقل السلاح للإرهابيين والآن تماطل أنقرة في عدم إخراج قواتها من سورية بما يتعرض مع اتفاقات أستنة، أما بشأن قطرفإن إنجاز مشروعات تمويل «مونديال قطر 2022» قد غطت عمليات عدة لتمويل الإرهابيين المرتزقة الذين يغيرون راياتهم تحت إشراف المخابرات الأطلسيةفيلبسون تارة ثوب ما يسمى «الجيش الحر» وتارة ثوب «المتمردين المعتدلين» ويتلقون السلاح بالأطنان ثم يغيرون بذاتهم ليلبسوا زي داعش. ويمكن التذكير بما قاله وزير الداخلية القطري وكذلك الأمير السعودي الوليد بن طلال عندما أعلنا أن بلديهما مولا داعش تحت الدعم الأميركي. لقد تبين أن من أهداف العدوان النهائية على سورية، غير التقسيم وضرب الدولة وتدمير ممتلكات السوريين، إيجاد ميليشيات مثل قسد لتبقى حامية لمصالح واشنطن التي ورطتها عندما وضعت نفسها تحت مظلة الحلف الأميركي وحلف الأطلسي، وبإشراف برنار هنري ليفي للسيطرة على مناطق النفط شرق الفرات وفي الرقة، ولكن قواعد اللعبة تغيرت لمصلحة سورية وسيتبلور هذا الأمر أكثر فأكثر في العام 2018 بعد سقوط كل المناورات السياسية لعملاء الغرب ممن يزعمون أنهم معارضة والذين يشبهون في التاريخ كل العملاء الذين كانوا شرارة كل الحروب الأميركية التي لم تبدأ إلا بوجودهم سواء في أوروبا أم في آسيا من صغار المتعطشين للسلطة والمال أو من المتعطشين للزعامة في الأمم الكبيرة مثل فرنسا بريطانيا.. ألخ. أمثال ساركوزي وهولاند ولوران فابيوس المتورط مع شركة لافارج بتمويل داعش، وهي الشركة التي ساهمت في بناء الجدار على الحدود الأميركية مع المكسيك. ولا تزال واشنطن تراهن على أن حسم الجيش العربي السوري للمعارك على أكثر من جبهة وخاصة إدلب والمناطق الاستراتيجية، سيؤخر تحرير الرقة أو معركة الشمال الشرقي إلى أجل غير مسمى، وفي غضون ذلك تسابق واشنطن الزمن لتحويل داعش إلى جيش جديد في شمال شرق سورية لتراهن عليه مثلما فعلت في قاعدة التنف. وبين دعم الإرهاب وزعم الانتصار عليه بآن واحد تسعى دول العدوان إلى تعطيل الحل السياسي السوري وإبقاء العدوان أطول مدة ممكنة، لأن واشنطن لا تنوي التخلي عن حروبها التي تعد في نظرها بمنزلة منجم ذهب ولكن مشروعها يُحتضر في المنطقة، بعد المكاسب العسكرية لمحور المقاومة واقتراب إعلان النصر ليس على داعش فحسب بل على حلف العدوان نفسه الذي يجب أن يخرج من سورية شاء أم أبى، وخاصة أن مساري أستنة وسوتشي لا يحتاجان إلى مباركة أميركا للنجاح والاستمرار. ولذلك تبحث واشنطن عن شركاء جدد غير قسد تضمن لها بقاء قوات لها على الأرض السورية تتربط رحليها ومغادرتها بحصول حل سياسي على هواها. عام 2018 سيكون عام المعارك السياسية الحامية الوطيس،بعدأن أوشك مسار «جنيف» أن يموت سريرياً وخاصة بوجود شروط مسبقة من «ممثلي الإرهابيين» وكذلك تماهي المبعوث ستيفان ديمستورا مع الإرهابيين ودول الغرب،لزعزعة الوضع في سورية، علاوة على مطالبته مجلس الأمن بصياغة دستور لسورية وتنظيم انتخابات ضارباً عرض الحائط بحق تقرير المصير للسوريين. وسيكون 2018عام حسم المعارك ضد الإرهاب، وتحرير إدلب، وتنظيف كامل حلب وحماة والحدود السورية العراقية من داعش ونظيراته لتامين خطوط التجارة في آسيا حتى المتوسط والسيطرة على الحدود الأردنية السورية، وتحرير آبار النفط لترفد الخزينة العامة والتركيز على إعادة الإعمار وتثبيت سعر صرف دائم والتركيز على عودة المهجرين السوريين وتقليص مفاعيل العقوبات غير الشرعية المفروضة على السوريين. واستبدال سوتشي بجنيف سيعني أن الحل السياسي في سورية لا يكون إلا بتحرير كامل التراب السوري، وأن أي مؤتمر للحل السياسي في سورية يتماشى مع الرغبات الأميركيةمصيره الفشل لأن أميركا التي انخرطت في هدم الأمم لا نية لديها بمحو آثار الفوضى التي تخلفهاوليست غاياتهاأبداً بناء الأمم، بل نهب مقدرات الشعوب وثرواتهم، وأكذوبة إعادة الإعمار في العراق بعد احتلاله أميركياً عام 2003 ما زالت عالقة في الأذهان. انتهت الجولة الثامنة من مفاوضات أستنة التي ركزت على أمور مهمة كالحفاظ على وقف الأعمال القتالية في المناطق المتفق عليها والحفاظ على مواقع التراث السوري المسجلة في اليونسكو وتحديد موعد لسوتشي في أواخر الشهر القادم برعاية روسية قد يحيي جنيف ولكن بحلة رضا مشترك بين المتفاوضين وهو الأمر الذي لن يرضي واشنطن وجهات في الأمم المتحدة تريد تفصيل شكل الحكم في سورية على هواها، بينما كل من يحرص على سورية سيلتزم بسيادتها وبوحدة وسلامة أراضيها، وهي الأمور التي لا تقبل القسمة وأي إخلال بها سيؤدي إلى إخفاق أي عملية سياسية. |
|