تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إصدار.. حر التفكير.. عصامي النشأة والتربية.. الأديب فؤاد الشايب.. بصمة مضيئة في عالم الثقافة

ثقافة
الاثنين 25-12-2017
فاتن أحمد دعبول

فؤاد الشايب واحد من أولئك الرجال الكبار الذين تركوا بصماتهم على مرحلة ثقافية كاملة، بفضل إشعاعهم الشخصي الدافق، لابفضل إنتاجهم العيني المحدد.

كان إنسانا رحب الأفق، غزير الاطلاع متنوع الثقافة، ظامئا أبدا إلى الجديد والمجهول والمدهش، وقد أنشأ مشروعات ثقافية ومجلات وشارك في جمعيات وروابط أدبية، ومؤتمرات، وكانت القضية القومية تؤرقه إلى جانب قضية الثقافة، فعمل في حقلي السياسة والثقافة معا.‏

في سلسلة» أعلام ومبدعون» كتب عيسى مسوح عن الأديب فؤاد الشايب فقال: هو أديب وكاتب وصحفي وسياسي ووطني حر التفكير، عصامي النشأة والتربية، ولد في معلولا في العام 1911، وأنهى دراسته الابتدائية فيها، ثم انتقل إلى دمشق ليتابع دراسته الإعدادية والثانوية في مدرسة الجامعة العلمية التي أسسها سليمان سعد.‏

وانتسب في العام 1929 إلى كلية الحقوق في جامعة دمشق وتخرج منها في العام 1932 وكان الأدب العربي أحد مقومات ثقافته، فحفظ غير قليل من الشعر القديم والشعراء المعاصرين» أحمد شوقي، حافظ ابراهيم، خليل مطران».‏

سافر إلى باريس لمتابعة دراسته العالية لمدة سنتين عاد بعدها وقد اعتنق غير قليل من المبادىء الحرة والنظريات الفكرية والاشتراكية المعاصرة.‏

جذبته الصحافة فأخذ يكتب ويترجم عن الصحف الفرنسية، ويعلق على الأحداث السياسية ولاسيما الأحداث التي تتعلق بالقضية الوطنية، وظل يحرر في جريدتي فتى العرب لمعروف الأرناؤوط، والاستقلال لتوفيق جانا، كما كتب في عدة جرائد ومجلات سورية ولبنانية كمجلة المعرض لميشيل زكور ومجلة المكشوف لفؤاد حبيش، ومجلتي الصباح والدنيا لعبد الغني العطري ومجلة الأديب لألبير أديب، والكثير من الصحف والمجلات.‏

وتقلب الشايب في مناصب حساسة كثيرة» مدير عام الدعاية والأنباء، مدير المكتبات، وقد ظل هذه المناصب الإعلامية كلها الأديب عف اللسان نزيه الضمير، الواثق بقدسية العمل الذي كان يعطيه الكثير من وقته وجهده ومرونته ودأبه وإخلاصه وأدبه، وفي عهد الوحدة بين مصر وسورية ندب إلى القاهرة ليتولى منصب المدير العام لرئاسة الجمهورية العربية المتحدة، وظل في هذا المنصب الحساس حتى وقع الانفصال.‏

وفي العام 1966 تمت الموافقة على إعارة الأديب فؤاد الشايب إلى جامعة الدول العربية لمدة ثلاث سنوات، ليعمل رئيسا لمكتب الجامعة العربية في بونس آيرس، تعرض خلالها للكثير من حملات المنظمات الصهيونية التي قامت بعدة مظاهرات أمام مكتب الجامعة، واستمرت الحملات الصهيونية الشرسة ضده، وفي العام 1970 ألقيت قنبلة حارقة على مكتب الجامعة، وأثر ذلك عليه وأدى إلى وفاته بالسكتة القلبية ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه معلولا.‏

من آثاره مجموعة قصصية بعنوان:«تاريخ جرح» ومحاضرات قومية وثقافية» كيف نجابه اسرائيل، ومحاضرة «جمهوريتنا» وفصول من تاريخ الحريات، التحولات الجديدة في النطاق الرأسمالي والاشتراكي، يوم ميسلون، الأعمال الكاملة.‏

وقد طرق الشايب أبواب القصة في زمن مبكر، وهي عنده ومضة من الرؤى الشاعرية تكتب بلغة النثر وأسلوبه، وهو أبرع من عالج كتابة القصة القصيرة في الوطن العربي.‏

وكتاب فؤاد الشايب من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب، ويقع في 43 صفحة من القطع المتوسط، تأليف عيسى فتوح الذي يختتم سيرة الأديب الشايب بشهادات وآراء الأدباء والنقاد التي قيلت فيه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية