تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لحظات مستعادة..!

رؤيـــــــة
الاثنين 25-12-2017
سعاد زاهر

أرمي أكثر مما أحتفظ.. بل غالبا أرمي كل شيء وانا غير آبهة حتى بما سيحدث غدا..!

مع تجاوزنا سبع سنوات من حرب كارثية.. تفننا في ايجاد سبل علاج ناجعة، قد نسميه سبل هروب.. بينما كثر لايزالون مشغولين بنا، أرحنا ذاتنا وبدأنا لاننشغل سوى باللحظة..!‏

الغريب.. ان عدت الى افكار مرت في ذهنك قبل سنة.. تجد تقاربا رهيبا بينها وبين مايمر بذهنك الان، مع انك لثوان تعتقد انك أتيت بجديد.. فإذا بشريط أفكارك يدور في المكان ذاته..!‏

اذا أنت تعاني من جمود.. ولكنك لاتعترف أو لاتدرك، وان أدركت قد لاتعرف ماهو الحل..؟!‏

الهروب.. التواجد.. الانشغال.. ماذا نفعل..؟!‏

اي خيار نختاره ونحن لازلنا نعيش تداعيات حربنا المذهلة بكارثيتها.. كأننا نساق الى مسلخ..!‏

القادم من خارج البلاد.. لن يفهم ماذا حدث لنا.. يروننا مختلفين عنهم، يعتقدون أننا تبدلنا..!‏

نحن لم نتبدل، ظرفنا هو الذي تبدل ونحن نحتمي بفكرة علها تشفع لنا من قسوة اللحظة وقتامتها، نتناسى رغم اننا نتذكر ادق التفاصيل..‏

نتلفع باللامبالاة كأردية ثمينة فصلها لنا أشهر صانعي الازياء.. ومن خلف تلك العباءات، ننهار ان علمنا اننا لم نضمن كل شيء لمستقبل تقل سوداويته ان تحضرت له.. مع انه قد لا يأتي..!‏

نتناسى.. من رحل، من مات، من فقد.. نستمر نهارا في مجيئنا وذهابنا.. وما ان يحل المساء.. ونرمي برؤوسنا على الوسادة حتى تطل أطيافهم كلها.. أطياف لن تتمكن من الرجوع اليها يوما الا عبر ذاكرتك.. فصلها كل شيء عنك.. وأهون الاسباب الموت..!‏

انت لاتنتقي لحظاتك المستعادة.. قرار ليس بيدك.. هي تهاجمك رغما عنك.. ولاتفلتك ان لم تدرك انها أنهكتك..‏

خلال رحلتك المستعادة ترادوك شتى الصور‏

شتى الذكريات‏

كلها لحظات أليمة‏

غالبا حدث واحد يكفي..‏

حدث وحيد تركز عليه كتيمة يمكن من خلالها أن تعيش كافة تقلبات مرحلة كاملة.. عمر كامل.. على منواله بإمكاننا نسج نهارات لامتناهية..‏

ولكنها جميعها تبدو لحظة وحيدة.. تتكرر في يوم شتائي قارس..!‏

soadzz@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية